بعد فوز الغزواني بولاية ثانية.. ملفات أمنية وتنموية تنتظر موريتانيا

أثار فوز الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية رئاسية ثانية بنسبة تزيد على 56% تساؤلات حول أولويات موريتانيا في المرحلة المقبلة، في ظل الاضطرابات الأمنية والسياسية التي تهز المنطقة.

وقال رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا الداه ولد عبد الجليل في مؤتمر صحفي في العاصمة نواكشوط، إن "الغزواني حسم التنافس لصالحه من الجولة الأولى بنسبة 56.12%، فيما حل ثانيا بيرام الداه اعبيد اعبيد، بحصوله على 22.10%".

وتشهد موريتانيا اضطرابات بسبب نتائج الانتخابات؛ إذ أفادت تقارير الثلاثاء بسقوط 3 قتلى على الأقل في احتجاجات، فيما تم قطع الإنترنت، بحسب ما ذكر مصدر رفيع المستوى لـ "إرم نيوز".

وشهدت موريتانيا انقلابات عديدة بين عامي 1978 و2008، وسجلت في 2019 أول انتقال للحكم بين رئيسين منتخبين منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.

الرهان الأمني حاضر بفعل تعدد التحديات الوطنية والإقليمية والدولية

عبد الصمد ولد امبارك، رئيس مركز الأطلس للتنمية

وعلق رئيس مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية الدكتور عبد الصمد ولد امبارك بالقول، إن الغزواني قدم برنامجا انتخابيا لتنفيذه، خلال العهدة الثانية المقبلة، يستند إلى خطوط عريضة تحمل ملفات أمنية وتنموية في السنوات الخمس المقبلة.

وتابع ولد امبارك لـ "إرم نيوز" أن "الرهان الأمني حاضر بفعل تعدد التحديات الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة في المنظومة العربية والأفريقية؛ لما تعرفه من اضطرابات متعددة شمالا وجنوبا".

وأوضح أن "تردي الأوضاع في العالم العربي أدى إلى اندثار الدولة المركزية في عديد الأقطار العربية، والبعد الأمني في الساحل الأفريقي، وما يعصف بدول غرب أفريقيا من تداول الانقلابات العسكرية وما تولد عن ذلك من عدم استقرار سياسي".

وأكد أن الجانب التنموي يأخذ حيزا مهما من تعهدات الغزواني، لافتا إلى "الطفرة الاقتصادية" مع اكتشافات الغاز والبترول والاستغلال الأمثل للثروات الوطنية.

وأضاف: "يراهن الغزواني على بناء نظام ديمقراطي متطور يؤسس للحكم الرشيد، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وهو يراهن كذلك على التجديد والتغيير في تسيير الشأن العام وإحداث قطيعة مع سلبيات الماضي، للخروج من عباءة الإرث التراكمي للماضي وملفات العشرية الماضية".

وذكر أن "الغزواني يراهن أيضا على خلق ديناميكية دبلوماسية في الجوار العربي والأفريقي، لتحقيق التعاون المثمر والبناء للوصول للاندماج والتكامل الاقتصادي".

وشدد ولد امبارك على أن "الرهان الاجتماعي مهم لمعالجة قضايا الفقر والغبن والتخلف في مجتمع يعاني من التقاليد المعيقة، حيث يعول على معالجة الاختلالات البنيوية الاجتماعية للنهوض بالواقع المأساوي للمجتمع في البلدان النامية".

الغزواني استطاع خلال فترته الرئاسية الأولى تقريب أبرز المؤسسات المعارضة

محمد أيب، محلل سياسي

ومن جانبه قال المحلل السياسي محمد أيب إن فوز الغزواني كان أمرا متوقعا، "لكن الظرفية التي تمر بها موريتانيا والأوضاع الإقليمية تجعل المرحلة التي تعيشها حساسة بامتياز".

وبين أيب في تصريح لـ "إرم نيوز" أن المقربين من النظام يرون أن وصول الغزواني لولاية ثانية "امتداد لمرحلة الاستقرار التي تشهدها البلاد".

وأوضح أن الغزواني استطاع خلال فترته الرئاسية الأولى تقريب أبرز المؤسسات المعارضة سواء كان حزب التكتل وبعض مؤسسي التيار الإسلامي كجميل منصور وعمر الفتح وغيرهما، واستطاع تقليص مؤسسات المعارضة عبر تحقيق حوار بينه وبينها؛ ما أدى إلى دعمه شخصيا في الرئاسيات".

وتوقع أن تشهد المرحلة القادمة "شراكة بين الرئيس ومؤسسات المعارضة سواء الممثلة بالرقم الثاني أي بيرم الداه أو غيرها".