عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

هل تشهد خانيونس وضعًا إنسانيًا لم يعرفه العالم من قبل؟

هل تشهد خانيونس وضعًا إنسانيًا لم يعرفه العالم من قبل؟
03 ديسمبر 2023، 3:00 م

تتجه الأنظار في هذه الأيام إلى مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في وقت أصبحت فيه بؤرة العمليات العسكرية الإسرائيلية المزمعة، والتي تهدف إلى تحقيق إنجازات فشلت في العثور عليها في شمال القطاع، وفي المقابل حصلت على صفقة تبادل وهدنة فُرضت عليها في أفضل التقديرات.

وتُوشك المدينة، التي تعدّ مركز محافظة خانيونس، أن تواجه كارثة، لو تحقق سيناريو دفع جموع السكان قسرًا إلى المغادرة عبر قصفهم، وذلك بعد أن دفعت إسرائيل سكان الشمال إلى اللجوء جنوبًا.

وحذَّر محللون إسرائيليون من أن تل أبيب قد تجد نفسها أمام وضع لا سوابق تاريخية له، ولم تشهدها منطقة أخرى من العالم في هذه الأثناء، طالما أنها تبحث في الجنوب عن الحسم، وطالما ستُوظف حماس احتمالات قصف السكان جماعيًّا لتكثيف الضغوط الدولية على إسرائيل.

طريق الحسم

وقال رئيس شعبة العمليات الأسبق بالجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف لصحيفة "معاريف" اليوم الأحد، إن لديه "وصْفَة" لو فهمتها القيادة الإسرائيلية ستكون قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية صحيحة ستجبر حماس على إلقاء سلاحها.

وأضاف "لو أدركت حماس أن إسرائيل دفعت بكامل قوتها، سنكون وقتها أمام فرصة اللحظة الأخيرة"، كما وصفها.

وفسَّر كل ذلك بأنه على قناعة بأن 99% من قرارات حماس تُتَّخذ وفق الضغط العسكري وليس وفق الضغط السياسي، مشيرًا إلى أن المعركة المقبلة أكثر تعقيدًا؛ لأنهم في إسرائيل يعلمون أن عنصر الوقت لن يدوم طويلًا، وأن كسر "جوزة" خانيونس أصعب من مدينة غزة شمالي القطاع بكثير.

وتابع أن إسرائيل تقف أمام ملف الأسرى الذين نُقلوا من شمال القطاع إلى جنوبه، إضافة إلى الضغط الأمريكي بشأن وقوع ضحايا من المدنيين، لافتًا إلى أنه لو أدركت إسرائيل هذا الوضع بالصورة الصحيحة سيمكنها تحقيق الحسم، بشرط أن يكون ذلك سريعًا للغاية، وقويًّا ودقيقًا في خانيونس.

وبيَّن أنه "لو ضَربت إسرائيل منظومة القيادة والسيطرة الخاصة بحماس سوف تحقق هذا الحسم بشكل محتمل"، مضيفًا: "أظن أن مقاتلي حماس سيضعون أسلحتهم لو نجحت العمليات في خانيونس".

ولفت إلى أن معركة خانيونس هي الأصعب من أي مكان في القطاع؛ لأنها مدينة مزدحمة للغاية وتتحصن فيها قيادة حماس وسيستغرق الأمر أسابيع طويلة، ولن تكون بالتأكيد عملية سريعة".

إسرائيل تحت ضغط

المحلل العسكرية بالصحيفة طال ليف بار، تطرّق بدوره إلى الحرب على جنوب قطاع غزة، وما قال إنها تحديات يواجهها الجيش الإسرائيلي، في ظل مؤشرات على نسف مفاوضات تبادل الأسرى وعودة طاقم الموساد من الدوحة بأوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وذكر أن نسف المفاوضات يعني أن القادم هو قتال بريٌّ ضارٍ في جنوب القطاع واتساعه إلى خانيونس، أي في المجمل، العودة إلى ممارسة ضغط عسكري في الميدان لتحريك صفقات الأسرى، دون أن تكون هناك رؤية جديدة بالأفق، مع اعترافه بانعكاسات الحرب النفسية التي تشنّها حماس على صعيد ملف الأسرى.

وذهب ليف بار إلى أن الجيش الإسرائيلي يضع بالحسبان إمكانية الوصول إلى رؤية جديدة لتحرير الرهائن خلال العمليات العسكرية، لافتًا إلى أن موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حاليًّا ينصّ على أن "الضغط العسكري وحده هو ما سيُقرِّب تحرير المخطوفين".

ولفت إلى أن القرار الذي اتخذته تلك المؤسسة بشأن وقف القتال في الشمال، دون تحقيق كل الأهداف، لإفساح المجال للصفقة "كان قرارًا إشكاليًّا"، وأن الإسرائيليين كانوا ينظرون إلى إمكانية إطلاق سراح عشرات الأسرى في المقابل على أنه خيال.

ولم يستبعد صدور قرارات في غاية التعقيد تصبّ في اتجاه استمرار جهود تحقيق الحسم على حماس لكن على المدى الطويل، ما يعني تلميحا لإمكانية تكرار ما حدث بشأن الصفقة السابقة والتي أدت إلى تحرير عشرات الإسرائيليين مقابل هدنة وعشرات الأسرى الفلسطينيين، قبل استئناف الحرب.

وكشف ليف بار أن الجانب الأمريكي يضغط على إسرائيل ويطالبها باستمرار العمليات العسكرية "بضعة أسابيع أخرى فقط، وليس أكثر من ذلك".

ومن بين الضغوط الأخرى على المؤسسة العسكرية في إسرائيل، شهادات بعض الرهائن المحرّرين التي تؤكد أنهم تعرضوا للخطر مرات عديدة جراء القصف الإسرائيلي، ما يعني أن ثمة مأزقًا سيظل نصب أعين قادة الجيش.

مواجهة معقدة

وعلى الرغم من جدول الأعمال المضغوط، لم يتراجع الجيش الإسرائيلي عن هدف تدمير حماس، حتى ولو طال أمد الحرب، لكن سيكون عليه مواجهة وضع معقّد في خانيونس ومخيمات اللاجئين وسط القطاع، فضلًا عن مدينة رفح، وفق ما أشار إليه المحلل.

وتوقّع أن تبدأ الحرب على خانيونس خلال أيام، مع استمرار القتال في الشمال أيضًا، وربما يستمر الوضع أسابيع، لتجد إسرائيل نفسها بعد ذلك في وضع سيكون أقرب لعملية "الدرع الواقي"، لكن في ظروف أكثر صعوبة.

وتضع العمليات في خانيونس الجيش الإسرائيلي أمام تحديات كبيرة في ظل عمليات تهجير سكان الشمال إلى الجنوب بشكل غير مسبوق، ومن ثم وصل إلى الجنوب أكثر من مليون مواطن فلسطيني، وهنا يرى المحلل أنه "حين يتقرر تحريك السكان من الجنوب سنصبح أمام نموذج لا يمكن قياسه على أي نموذج آخر على مر التاريخ أو في أي منطقة بالعالم".

واستشرف أن القتال في خانيونس، على عكس مدينة غزة شمالي القطاع سيكون خطيرًا للغاية؛ "لأن نسبة تحريك السكان بالجنوب، لن تكون بالقدر ذاته الذي حدث في الشمال، ما يعني وضع تحديات كبيرة أمام الجيش، بينما ستُوظّف حماس المسألة، وتدفع إسرائيل نحو فخ الضربات الجماعية بحق المدنيين، ما سيُفرز ضغوطًا دولية متزايدة على إسرائيل"، على حدّ قوله. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC