أجهزة "حزب الله" المتفجرة تترك أدلة على مؤامرة "الزر الأحمر"

تحدث مسؤولون أمنيون إسرائيليون وغربيون لصحيفة "واشنطن بوست، عن أدلة تشير إلى أن إسرائيل نفذت عملية معقدة لاختراق ميليشيا حزب الله عبر أجهزة النداء التي انفجرت مؤخرًا، وذلك كجزء من مؤامرة أُطلق عليها "الزر الأحمر". 

وتبين أن الهجوم، الذي خلّف شظايا محترقة لأجهزة النداء وأجهزة الراديو المحمولة، كان نتيجة جهد استخباراتي امتد لعقد من الزمن، بهدف زرع عبوات ناسفة صغيرة داخل هذه الأجهزة وتدمير البنية التحتية للاتصالات التابعة لميليشيا حزب الله.

وأظهرت التحقيقات أن المكونات الإلكترونية في أجهزة النداء تتبعت خطوط إمداد تبدأ من مصنع في تايوان وتمريرها عبر شركات وهمية في المجر وأوروبا، وهو ما يشير إلى تورط المخابرات الإسرائيلية في تسليم الأجهزة المفخخة إلى ميليشيا حزب الله، دون أن تكتشف هذه العملية.

وكانت العملية تهدف إلى تفعيل "الزر الأحمر"، وهو مفهوم استخباراتي إسرائيلي يُستخدم كوسيلة اختراق مدمر قد يبقى كامنًا لسنوات قبل تنشيطه.

وقد تركت الانفجارات التي وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء أكثر من 37 قتيلًا، بينهم قادة من "حزب الله" ومدنيون لبنانيون، وأصابت آلاف الأشخاص بجروح.

واستفادت المخابرات الإسرائيلية من سلسلة توريد معقدة، تضمنت شركات وهمية وشبكات تجارية للتغلغل إلى منظومة حزب الله اللوجستية، مما سمح لهم بتجهيز أجهزة النداء بالمتفجرات.

وأكد مسؤولون سابقون أن الموساد تمكن من فهم بنية ميليشيا حزب الله بالكامل، ومعرفة نقاط الضعف والشركات الوهمية التي يعتمد عليها الحزب.

ويظل السبب الذي دفع إسرائيل إلى تفعيل "الزر الأحمر" هذا الأسبوع غامضًا بحسب تقرير "واشنطن بوست"، لكن هناك تكهنات بأن الإسرائيليين كانوا يخشون اكتشاف ميليشيا حزب الله للعبوات الناسفة في الأجهزة، مما دفعهم إلى الضغط على "الزر الأحمر" في هذا التوقيت.

وأوضح مسؤول إسرائيلي سابق أن هذا التحرك كان له تأثير كبير على هيكل قيادة ميليشيا حزب الله، ما أدى إلى إرباكها وإضعاف قدراتها على استخدام أجهزة الاتصالات بشكل آمن.

وقارنت المصادر الاستخباراتية هذه العملية بعمليات تجسس دولية كبرى، مثل عملية "ستوكسنت" التي استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وعملية Crypto AG التي استخدمتها الاستخبارات الأمريكية والألمانية للتجسس على حكومات أجنبية.