تركيا: حماس ستكون أكثر انفتاحا على اتفاق يسعى لسلام دائم مع إسرائيل

logo
العالم العربي

"جس نبض".. هل يعود لبنان وإسرائيل إلى اتفاق الهدنة لعام 1949؟

"جس نبض".. هل يعود لبنان وإسرائيل إلى اتفاق الهدنة لعام 1949؟
ميقاتي يستقبل المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتينالمصدر: رويترز
04 نوفمبر 2024، 7:41 ص

 لا تتوقف الأحاديث عن قرب توقيع هدنة بين إسرائيل ولبنان، وآخرها ما تم تسريبه اليوم عن مسؤول إسرائيلي، توقع  التوصل لاتفاق إنهاء الحرب في لبنان خلال أسبوعين.

فشلت الهدنة المؤقتة التي سعت واشنطن لإبرامها بين إسرائيل وحزب الله، الأسبوع الماضي، في ظل الشروط "التعجيزية" التي فرضتها إسرائيل، بحيث بدا أنه من المستحيل قبولها من قبل الحكومة اللبنانية، فضلا عن رفض حزب الله لها. 

يترافق ذلك مع تسريبات من مصادر  لبنانية تحدثت عن طرح أفكار على طاولة المفاوضات مع الأمريكي للتوصل إلى هدنة تحقق بعض الشروط الإسرائيلية بإنهاء دور حزب الله على الحدود، ولكن لا تجعل لبنان تحت الوصاية الإسرائيلية (جويا وبحريا وبريا)  كما يشترط نتنياهو.

المصادر قالت إن أحد السيناريوهات التي ناقشها المفاوضون اللبنانيون مع الجانب الأمريكي، هي العمل على اتفاق يشبه اتفاق الهدنة لعام 1949، بحيث لا يكون هناك اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل، ولا علاقات أو تطبيع أو فتح حدود. فيما يتضمن الاتفاق تعهدات بعدم القيام بأي عمليات عسكرية، وألا تكون الأرض الحدودية منطلقاً لعمليات مقاومة أو مقراً لها.

هدنة 1949.. على ماذا تنص؟

وقعت اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل في 23 مارس/آذار 1949 في رأس الناقورة، وقد وقعها عن الجانب اللبناني المقدم توفيق سالم والمقدم جوزيف حرب، ووقعها عن الجانب الإسرائيلي المقدم موردخاي ماكليف وينوشوا بيلمان وشبطاي روزين، وبحضور الوسيط الدولي رالف بانش.

ونصت الاتفاقية على أن "يتعهد الجانبان اللبناني والإسرائيلي بالتقيد بدقة بالأمر الصادر عن مجلس الأمن بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية لتسوية قضية فلسطين، وبامتناع الجانبين عن اتخاذ أي عمل عدائي ضد شعب الجانب الآخر أو قواته، أو إعداد مثل هذا العمل أو التهديد به. كما تنص على أن يُحترَم احتراما كاملا حق كل طرف في أمنه وحريته من الخوف من هجوم تشنه عليه قوات الجانب الآخر المسلحة.

و يعترف الجانبان بمبدأ عدم جواز تحقيق أي فائدة عسكرية أو سياسية من جراء الهدنة التي أمر بها مجلس الأمن، كما يدرك الجانبان أنه لا يجب أن يسيء أي بند من بنود الاتفاق، بأي شكل كان إلى حقوق أي من الطرفين ومطالبه ومواقفه، في ما يتعلق بأي تسوية سلمية لقضية فلسطين.

أخبار ذات علاقة

هيئة البث العبرية: "تقدم كبير" في المحادثات بشأن لبنان

 

في المادة الثالثة، يتعهد الجانبان ألا يرتكب أي عنصر من القوات البرية أو البحرية أو الجوية العسكرية لكل منهما -بما فيها القوات غير النظامية (وهذا اعتراف بوجود قوات غير نظامية)- عملا من الأعمال الشبيهة بالأعمال الحربية أو عملا عدوانيا ضد قوات الجانب الآخر، أو ضد المدنيين في الأراضي الخاضعة للجانب الآخر، أو يعبر أو يتخطى -لأي سبب من الأسباب- خط الحدود في إطار الهدنة الدائمة، كما هو مبين في المادة الخامسة، أو يدخل المجال الجوي للطرف الآخر، أو يمر عبره أو يدخل أو يمر عبر المياه على مسافة ثلاثة أميال من ساحل الجانب الآخر.

ويتعهد الجانبان ألا يقوم بأي عمل شبيه بالأعمال الحربية أو بعمل معاد لأراض تحت إشراف أحد طرفي الاتفاق ضد الطرف الآخر.

مسار إقليمي

الكاتب والمحلل السياسي مازن بلال يقول في تصريح لإرم نيوز إنه "لن يكون هناك اتفاق ثنائي بين لبنان وإسرائيل، إنما مسار إقليمي، فالمطالب الإسرائيلية التي تفرض عمليا حصارا على لبنان تهدف في النهاية إلى التحكم بميزان القوى في الشرق الأوسط، والشروط الإسرائيلية هي إعلان حرب على إيران كي تنهي نفوذها من لبنان وسوريا.

ويوضح بلال أن ما تريده إسرائيل هو استسلام باتفاق إقليمي كامل ينهي العداء بالدرجة الأولى مع الدول العربية، وخاصة دول الخليج، وهذا الأمر يتم العمل عليه عبر الحديث عن حل الدولتين مقابل اتفاقيات مع المملكة السعودية وغيرها، فنحن أمام مسار إقليمي كامل ولبنان هو بوابة له، ولكن احتمالات تحقيقه لا تزال مبهمة، لأنه يحتاج لكسر الميزان العسكري لحزب الله على الأقل، وهو أمر لم يتحقق بعد، بينما لا تبدو إيران بحالة ضعف حقيقي حتى تتخلى عن نفوذها في المنطقة.

ويشير المحلل السياسي أن "هناك طرفًا دوليًا هو من سيكسر التوازن لصالح أحد الأطراف، أو على الأقل يسيطر على المعركة الحالية، وهو الولايات المتحدة، وبعد الانتخابات الأمريكية يمكن أن يتبلور هذا الأمر.

أخبار ذات علاقة

ترتيبات إسرائيلية لإنهاء الحرب على جبهة لبنان

 

محاولة لجس النبض

من جانبه، الدكتور عامر السبايلة، مدير مركز "لغات الامن" في عمان، يرى أن التسريبات القائلة بإمكانية العودة إلى اتفاق الهدنة 1949 هي محاولة لجس النبض، لأنه في كل مرة يستمر الجانب الإسرائيلي في الحرب ويوسع أهدافه، ويوجه لحزب الله ضربات أكبر، ويطرح شروطا أكبر.

ويعتقد السبايلة أن كل هذه الطروحات تهدف إلى ديمومة واستمرار الحرب أو تواصل العمليات كما يجري حاليا، حيث فتحت شهية نتنياهو على استثمار الفرصة.

ويقول السبايلة إن كل شيء يقود إلى استمرار الحرب وعدم وقفها وخاصة أننا أمام الانتخابات الأمريكية التي تنطلق الثلاثاء، ونحتاج إلى الوقت حتى تعود الدبلوماسية. ويشير الخبير الأردني إلى أن الإسرائيلي يحاول تشكيل الواقع عبر تنويع عملياته ومضاعفتها وتوسيعها. 

ويرى أن هذه الحرب لن تتوقف اليوم بالنسبة للإسرائيلي، إلا إذا أنهى الوجود العسكري لحزب الله في لبنان، وليس فقط نزع سلاحه.

كما أن الإسرائيلي يسعى، وفقا للخبير، لضمان الجغرافيا أمنيا كما يريد، وهذا يعني أن الخطة كبيرة، وليست فقط في جنوب لبنان بل في الحدود البرية والبحرية والجوية، وهو ما يبرر سعي إسرائيل إلى تدويل عملية الإشراف على الحدود اللبنانية من جهات أخرى، بعد ضمان خطتها الأمنية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC