قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المُتحدي، أصبح مارقًا، ويُخاطر بإشعال حرب إقليمية، متجاهلا ضغوطات الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بتجاهله لجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإدانة العديد من حلفائه، يُسرّع من وتيرة الحرب، ويُغذي ثورة اليمين المتطرف.
وبينما تحاول إدارة بايدن وحلفاؤها تأمين وقف إطلاق النار بعيد المنال في غزة، يبدو أن إسرائيل قد انحرفت عن المسار الصحيح.
وبحسب الصحيفة، فإن اغتيال شخصيات بارزة في ميليشيا "حزب الله"، وحركة حماس في الخارج أدى الآن إلى زيادة حادة في مخاطر نشوب حرب إقليمية أكبر، حيث تستعد إيران وحركة حماس وميليشيا "حزب الله" للانتقام.
كما أن وفاة فؤاد شكر، أحد كبار قادة ميليشيا "حزب الله"، وإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، لن يُغير المأزق الإستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل بشأن كيفية إنهاء الحرب، أو حكم غزة، أو رعاية المدنيين هناك.
ومن المرجح أن يؤدي ذلك وفق الصحيفة إلى تفاقم الصراع عوضا عن تقليصه، الأمر الذي يجعل التقدم على مسار وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تقول إنها لا تريد حربًا؛ لكنها في المقابل ليس لديها حل آخر لتوفير النظام، حيث ترفض حركة حماس الاستسلام رغم آلاف القتلى.
وفي حين ترى واشنطن أن وقف إطلاق النار يتبعه اتفاق إقليمي هو الحل، فإن نتنياهو يحتقر الفكرة، ويعتقد أن القوة وحدها هي التي ستجبر حركة حماس على التنازل، واستعادة الردع الإستراتيجي الإسرائيلي تجاه إيران ووكلائها، وخاصة ميليشيا "حزب الله".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في غياب هدف واضح للحرب، فإن تحدي نتنياهو يفصل إسرائيل عن حلفائها وعن الدولة نفسها، ويزعزع الثقة بقيادته، كما يثير الشكوك حول أنه يُبقي البلاد في حالة حرب لإبقاء نفسه في السلطة.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن نتنياهو، من أجل البقاء في السلطة، مكّن السياسيين اليمينيين المتطرفين المتدينين بشدة والمؤيدين للاستيطان، الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية من أي نوع.
وقد أعطى أدوارا قوية لإيتامار بن غفير، المجرم المدان، الذي يرأس الآن الشرطة، وله تأثير في كيفية إدارة الضفة الغربية، وبتسلئيل سموتريش، وزير المالية، أشد المؤيدين للتوسع الاستيطاني.
وأردفت الصحيفة بأن اليمين المتطرف الإسرائيلي يُمثل ثورة شعبوية ضد الروح والمؤسسات الديمقراطية التقليدية في إسرائيل، بما في ذلك الجيش والسلطة القضائية.
وتخلص صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن نتنياهو، على الرغم من الفترة الطويلة التي قضاها في السلطة والخبرة السياسية التي اكتسبها، يبدو أنه يركب تلك الموجة المناهضة للنخبة، بحجة أنه السياسي الوحيد الذي يمكنه الوقوف في وجه الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنع قيام دولة فلسطينية.