والا: صافرات الإنذار دوت لأول مرة في قيسارية حيث كان نتنياهو يتواجد في منزله هناك

logo
العالم العربي

بعد تصفية أبرز قياداته.. من يقود "حزب الله" في المعركة؟

بعد تصفية أبرز قياداته.. من يقود "حزب الله" في المعركة؟
عناصر من "حزب الله" قتلوا بتفجيرات البيجرالمصدر: أ ف ب
02 أكتوبر 2024، 6:47 ص

قال مراقبون لبنانيون إن "مجلس الشورى الجهادي" هو القائد الفعلي للأعمال التي يقوم بها "حزب الله" حاليا، وأن قيادة المرحلة الحالية تسير وفق ما يُعرف بـ"هيكلية النحل".

وأوضح المراقبون أن من يقود المعركة على الأرض حاليا من جانب "حزب الله" قيادات متبقية من الصف والثاني والثالث، لم ينكشف عنها الغطاء أمام إسرائيل، ولم تدخل ضمن شبكة الرصد والتتبع القائمة على بنك المعلومات التي أعدته "تل أبيب" للتنظيم.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية، د. خالد العزي، إن تركيبة "حزب الله" معقدة من خلال مجموعات تشبه ما يعرف بـ"ميليشيات الأنصار" بمعنى أن هناك مجموعات منفصلة عن بعضها البعض، ترتبط في الأيدلوجيا، ولكنها تنفصل في المكان والمهام والدور والقيادة والتكتيكات.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تكشف أبرز القادة المستهدفين في عملية اغتيال نصر الله

"هيكلية النحل"

وأضاف العزي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله يقود المرحلة عبر ما يعرف بـ"هيكلية النحل" بأن كل مجموعة وقيادة في منطقة معينة لها تعليمات سابقة بكافة السيناريوهات والتعامل معها، تتعلق بكيفية مواصلة القتال والترابط مع المجموعات القريبة، في ظل ما لديها من إمكانيات يتم تسخيرها"، لافتا "إلى الاستمرار في هذا النهج إلى حين إعادة بناء هيكلية اتصال جديدة تعيد عمليات التواصل والتفاعل مع جميع المجموعات والوحدات مع المناطق والمركز، وهذا ينتظر نقطة مهمة هي الهدنة، حتى يتم لملمة الأشلاء والعودة إلى تمتين الهيكلة التنظيمية والعسكرية".

ويتابع العزي بأن "تركيبة حزب الله ليست نظامية كما هو الحال في الجيوش، في ظل فرعيات أساسية بالهيكل ما بين التنظيم السياسي، والأمني، والعسكري، بجانب الوحدات الخاصة، والتنظيم الخارجي، فضلا عن المناصرين، واللوجيستية، أي أن التركيبة التي بُنيت عليها "أهرامات" حزب الله، لا تتبع فقط للأمين العام، وإنما لـ"مجلس الشورى الجهادي"، والأمين العام جزء من هذا المجلس الذي يوجد في داخله مندوبون عن "الحرس الثوري" الإيراني".

ويوضح العزي أن "مجلس الشورى الجهادي" هو القائد الفعلي للأعمال التي يقوم بها الحزب حاليا، ويندرج تحته المجلس السياسي، ومجلس الشورى، ووحدات الارتباط، وهو بمثابة هيئة أركان كبيرة، وكل شخص مسؤول عن مهمة وله نواب ومساعدون، بالترتيب الهرمي السري للحزب في حال التعرض لأزمة معينة، ويحمل في داخله آلية تسديد تسلم مباشرة العمل لشخص آخر على المهام ذاتها في حال تعرض العنصر الأساسي لأمر يحول دون القيام بدوره".

ويشير إلى أن "حزب الله تعرض لضربة كبيرة في أجنحته الأمنية والعسكرية والبيئة الحاضنة وضرب قياداته وتفجيرات "البيجر" في مجموعات لها الدور الأهم في التحريك والتواصل مع الآخرين، مما جاء بفقدان التواصل بين القيادة والقاعدة، لتنتهي باغتيال الأمين العام للحزب، وضرب المكتب السياسي وكشف العناصر، ومن ثم استمرار الاغتيالات التي بدأت تصل إلى الصف الرابع".

وتابع بأن "حزب الله لديه بدائل، ولكنها يجب أن تكون في بيئة حاضنة آمنة تستعيد قدراتها للتوجه التنظيمي والعسكري وإعادة النظر في التركيبة العسكرية، ومن هنا يتم العمل على إعادة تركيبة "المجلس الجهادي" الذي قُتل ثلثا أفراده، بإضافة شخصيات جديدة عبر إيران من خلال "الحرس الثوري".

أخبار ذات علاقة

أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر

من يقود المعركة؟

أما الباحث السياسي، طوني ميشال، فيرى أن من يقود المعركة على الأرض حاليا من جانب "حزب الله" قيادات متبقية من الصف الثاني والثالث، لم ينكشف عنها الغطاء أمام إسرائيل، ولم تدخل ضمن شبكة الرصد والتتبع القائمة على بنك المعلومات التي أعدته تل أبيب للتنظيم، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي حصد ما يصل إلى 25% من القيادات، ولكن هناك عناصر وكوادر يتم تحويلها بالفعل حاليا لتولي مناصب متقدمة، ولكنها تخضع أيضا إلى حالة من الفحص الجيد المتعلق في المقام الأول بألا تكون "متَّبعة" أو تمثل جانبا من الاختراق.

وقال ميشال في تصريح  لـ"إرم نيوز"، إن "بيئة حزب الله حتى لو كانت متباعدة حاليا، ولكنْ هناك صفوف قيادية ليست عسكرية أو سياسية، ولكنها دينية عقائدية في المقام الأول، تجهز عناصر من البيئة الشعبية في مناطق عدة، ليتم تسليمها لمن هم على الأرض من جهة، ومن جهة أخرى الذهاب إلى معسكرات لحزب الله في سوريا لإعدادهم ما دامت هناك أساسيات تم غرسها في السابق عبر جمعيات ومؤسسات اجتماعية ودينية للتنظيم، وتتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 20 سنة".

وأضاف ميشال، أن "إعادة ترتيب البيت يتم من خلال استدعاء عناصر قيادية كانت في مهام بالداخل السوري في معسكرات لـ"حزب الله"، لم يستطع الجانب الإسرائيلي استهدافهم؛ لأن نطاق تواجدهم الجغرافي في بقع لم تحصل تل أبيب بشأنها على معلومات لتتبعها، بالإضافة إلى استدعاء مجموعات كانت توجد في العراق".

وأردف أن "المعضلة التي يتم العمل على تجاوزها في الفترة الحالية هي إشغال الجانب الإسرائيلي عن استكمال عمليات استهداف العناصر التي بدأت تأخذ شكلا عشوائيا إلى حد كبير".

وأوضح ميشال أن "ذلك يكون من خلال توجيه ضربات في العمق الإسرائيلي، حتى يتم اعتماد صفوف قيادة على الأرض لها شبكة اتصالات غير مخترقة، بالتزامن مع التوصل لما وصفه بـ"مربعات تشفير" تقوم بنوع من حماية التحركات، لا سيما في مناطق الجنوب، على أمل أن يكون هناك تهور إسرائيلي بالدخول البري في العمق، مما يجعل المواجهة تأخذ أبعادا أخرى لصالح الميليشيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC