باءت المساعي الداخلية والخارجية، التي تهدف إلى وقف الحرب واستعادة مسار التحول الديمقراطي في السودان، حتى الآن، بالفشل، إذ لا تزال الأزمة مستمرة وسط أوضاع إنسانية سيئة.
وكان آخر هذه المساعي، ما أقدمت عليه الآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الحرب، حيث سلّمت قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رؤية وخريطة طريق لوقف الحرب، واستعادة المسار السلمي المدني الديمقراطي في البلاد.. فهل تنجح "الآلية الوطنية" فيما فشلت فيه المبادرات الدولية والإقليمية لوقف الحرب بالسودان؟
من وجهة نظر القيادي بالمؤتمر الشعبي، محمد بدر الدين، فإن "أمر وقف الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع ليس بيد البرهان، وأن القوى التي تحرك البرهان لا تقبل وقف الحرب، والآن هي قضية وجود وبقاء بالنسبة لها".
وقال بدر الدين، لـ"إرم نيوز"، إنه "لا يزال في الإمكان النجاة فيما تبقى من وطن، ووقف الحرب، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار، وإعادة بناء الوطن".
أما رئيس لجنة السياسات في حزب الأمة القومي، إمام الحلو، فأفاد بأن "أي مجهود وطني لوقف وإنهاء الحرب مرحب به من كافة قطاعات الشعب الذي هو الخاسر الأكبر من استمرارها وتمددها وتحورها إلى صيغ أكثر دمارًا".
وقال الحلو لـ"إرم نيوز": "نرحب بمجهود الأشقاء والأصدقاء من دول الشعوب المحبة للسلام والتحول المدني الديمقراطي في المساعدة لوقف الحرب ودعم جهود الاستجابة الإنسانية لدرء آثارها العنيفة المهلكة".
وأضاف أن "فرص نجاح خريطة طريق القوى المدنية، وأي مبادرة وطنية أخرى تزداد وتبقى أقرب للتحقق متى ما أدرك المتقاتلون أن تكلفة استمرار القتال ستكون خسارة أكبر من مكسب تحقيق أي انتصار عسكري، وأن هذا الشرط لن يتحقق إلا إذا توقف الدعم اللوجستي الخارجي والداخلي لاستمرار الحرب".
وشدد الحلو على "ضرورة قيام هبة شعبية تعبّر عن موقف القوى المدنية الحديثة والقوى الأهلية التقليدية للمطالبة بحق الشعب في الحياة، والانتصار للحرية والسلام والعدالة".
ومن ناحيته، أكد القيادي بائتلاف الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية، حسن إبراهيم، أن "أي جهد أو مبادرة لوقف نزيف الحرب هما محل ترحيب، ويستحقان الدعم بلا تحفظ، وأن حل الأزمة السودانية يكمن في مدى تفاعل القوى السياسية المدنية وفق رؤى ومبادرات تستصحب الأسباب التي أدت إلى الحرب".
وقال إبراهيم لـ"إرم نيوز" إن "فرص نجاح المبادرة تتوقف على شمولها"، مؤكدًا "الترحيب بها وبأي مبادرات أخرى تصب في جهود وقف الحرب، والحفاظ على مقدّرات الوطن، وأمنه واستقراره".
ودخلت الحرب في السودان شهرها السادس بين قوات الجيش والدعم السريع، إذ أدت إلى مقتل نحو 5 آلاف مدني، ونزوح ولجوء 3 ملايين، بحسب إحصاءات أممية.