الجيش الإسرائيلي: مستعدون لتصعيد الضغط على حماس لأن ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن
تعهد قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، قبل أسبوع، بعدم السماح بعودة حزب المؤتمر الوطني إلى الحكم، لكنه سرعان ما تراجع عن تعهده وترك الباب مفتوحًا أمام مشاركة الحزب في السياسة والسلطة.
ورأى مراقبون أن حديثه ربما يكون بداية لفك الارتباط بين الجيش والحركة الإسلامية، غير أن الجميع فوجئوا بتصريحاته الأخيرة أمام مقاتلي كتيبة البرق الخاطف، وهي إحدى المجموعات المسلحة التابعة للإسلاميين، فقد أكد أن كل من قاتل مع الجيش سيكون شريكًا في أي مشروع سياسي لحكم البلاد.
وقال البرهان: "لن نتخلى عن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانبنا في الحرب ضد قوات الدعم السريع، جميعهم سيكونون شركاء في أي مشروع سياسي بالبلاد، ولن نستثني أحدًا".
من جهته، أشار مساعد رئيس حزب الأمة القومي، صلاح مناع، إلى أن البرهان يدلي بتصريحات في الصباح، ثم يتراجع عنها مساءً عند تعرضه للضغوط، وفق قوله.
وقال مناع، عبر منصة إكس، إن "البرهان ربما تلقى تهديدًا من علي كرتي، ما دفعه إلى التراجع والتأكيد أن الإخوان والحركة الإسلامية شركاء في حرب الكرامة وجزء لا يتجزأ من الحكومة القادمة".
ورأى المحلل السياسي داوود خاطر أن تصريحات البرهان كانت منذ البداية مناورة سياسية، مشيرًا إلى أنه لم يكن جادًا في منع الحركة الإسلامية، لأنه يأتمر بأوامرها، وفق تعبيره.
وأوضح خاطر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الحركة الإسلامية لم تكن لتقبل بتصريحات البرهان حول منعها من الحكم، حتى ولو كانت مجرد مناورة، لأنها تعيد تشويه صورتها أمام الشعب السوداني بعد أن ظنت أنها استعادت بريقها خلال الحرب.
وأضاف أن الحركة الإسلامية ترى في استمرار الحرب فرصة لاستعادة ثقة الشعب السوداني بها، لكن الاحتفاء الشعبي بتصريحات البرهان السابقة حول منعها من الحكم جعلها تضغط عليه للتراجع عنها.
وتابع: "من الواضح أن قيادة الحركة الإسلامية اجتمعت بالبرهان ووجهت إليه التعليمات، ومن المعروف أنه يرضخ لها منذ أن تسلم السلطة بعد سقوط البشير".
أما المحلل السياسي صلاح حسن جمعة، فاعتبر أن البرهان لا يتحدث إلا بلسان الإسلاميين، مشيرًا إلى أن خطابه السابق لم يكن موجهًا ضدهم، بل جاء أمام قوى سياسية سبق أن شاركته في انقلاب 2021 على حكومة حمدوك، والآن تصطف معه في الحرب.
وقال جمعة لـ"إرم نيوز" إن تصريحات البرهان حول منع حزب المؤتمر الوطني من العودة إلى السلطة كانت محاولة لإرسال رسائل مضللة إلى القوى الإقليمية والدولية، للإيحاء بأنه قد تخلى عن الإسلاميين ويسعى لإطلاق حوار وطني شامل.
وأشار إلى أن البرهان كان يسعى، من خلال تصريحاته، إلى كسب ود الاتحاد الأفريقي لفك تجميد عضوية السودان في المنظمة، خاصة قبيل القمة الأفريقية الأخيرة.
وأضاف أن البرهان اعتاد إطلاق وعود بشأن إعادة السلطة إلى المدنيين، لكنه فعليًا ظل يعمل وفق أجندة الإسلاميين، ويروج لاستمرار الحرب بشعارات حماسية.
وأوضح جمعة أن ردود فعل الإسلاميين على تصريحات البرهان لم تهدأ إلا بعد أن تراجع عنها، فقد هددوا وتوعدوا في حال تم عزلهم من المشاركة السياسية.
وختم قائلًا: "سيظل البرهان يراوغ، لأنه لا يملك القرار بمفرده كقائد للجيش، بل القرار في يد التنظيم الإسلامي والكتائب التي تقاتل إلى جانب الجيش".
يُذكر أن البرهان، في حديثه السابق، شدد على أن المقاتلين مع الجيش "ليس لهم مطامع سياسية"، وحذر حزب المؤتمر الوطني من استغلال المقاتلين لتحقيق مكاسب سياسية، قائلًا: "لن تعودوا إلى الحكم على أشلاء السودانيين".
وفي اليوم التالي لتلك التصريحات، أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن خريطة طريق لما بعد الحرب، تتضمن: إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لإدارة الفترة الانتقالية، واتخاذ تعديلات دستورية ضرورية وإجازتها عبر القوى الوطنية، إضافة إلى اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي دون تدخل عسكري.
لكن مع تراجع البرهان عن تصريحاته، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى التزامه بهذه الخريطة، وما إذا كان الجيش سيظل خاضعًا لسلطة الإسلاميين في المستقبل.