جرحى غزة.. موت بالمرصاد وحلم بالعبور لرحلة الشفاء

يصارع آلاف المصابين في غزة الموت في رحلة انتظار - باتت أطول مما تخيلوا - لتأمين تحويلة للعلاج خارج قطاع غزة عبر معبر رفح، في ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على سفر الجرحى.

وتسببت الحرب الإسرائيلية بإصابة أكثر من 58 ألفاً و416 فلسطينياً من مختلف مناطق قطاع غزة، منهم 6 آلاف مصاب بحاجة للسفر للعلاج خارج القطاع بشكل عاجل، وفق آخر إحصائية صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وأكد هشام عدوان المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، أن "1329 جريحاً ومريضاً فلسطينياً تمكنوا من السفر لخارج القطاع من أجل تلقي العلاج منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة".

وأوضح عدوان، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "هذا العدد من الجرحى والمرضى سافروا بدون أي مرافقين"، مبيناً أن الجانب الفلسطيني لا يتدخل في أسماء وأعداد المسافرين عبر معبر رفح البري، وأنه يتم وفق كشوفات تصل من الجانب المصري.

بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن "أعداداً قليلة من الجرحى والمصابين سافروا عبر معبر رفح البري لخارج القطاع لتلقي العلاج"، لافتاً إلى أن عددهم لا يتجاوز الـ1% من الحالات الخطيرة.

وقال القدرة، في حديث لـ "إرم نيوز": "إسرائيل تستخدم حاجة الجرحى للسفر للخارج لتلقي العلاج كسلاح ضدهم"، مبيناً أن إسرائيل تتحكم بحجم ونوعية ومسار المساعدات الطبية التي تدخل للقطاع منذ الحرب الإسرائيلية.

ونوه إلى أن "إسرائيل تواصل وضع المعيقات أمام سفر الجرحى للعلاج بالخارج ومنع الإمدادات للمستشفيات والمراكز الصحية".

أوضاع سيئة

من جهته، أكد الجريح الفلسطيني، أحمد شعبان، أنه ينتظر منذ نحو الشهرين حصوله على الموافقة اللازمة من أجل السفر لخارج غزة وتلقي العلاج، موضحاً أن إصابته بسبب الحرب تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وأن هناك مخاوف حقيقية على حياته.

وأوضح شعبان، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "أصيب بجراح بليغة في العمود الفقري وأنحاء متفرقة من جسده، في قصف استهدف حيه السكني بمخيم النصيرات وسط القطاع"، لافتاً إلى أنه ومن حينها طريح الفراش ولا يتلقى العلاج اللازم.

وأضاف: "منذ إصابتي أكد لي الأطباء صعوبة التعامل مع حالتي الطبية في غزة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب وعدم توفر الإمكانيات الطبية"، متابعاً: "أتواجد المستشفى منذ شهرين ولا أتلقى سوى المسكنات الطبية".

وأشار شعبان، إلى أن "حالته الصحية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وجسده يفقد تدريجياً القدرة على القيام بأي من وظائفه الحيوية"، مشدداً على أن عدم سفره للعلاج بالخارج سيكون له تأثير سلبي كبير على وضعه الصحي.