الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلى وتم اعتراضها

logo
العالم العربي

إسرائيل و خطوط إيران الحمراء.. من يضبط إيقاع الصراع؟

إسرائيل و خطوط إيران الحمراء.. من يضبط إيقاع الصراع؟
حطام أحد الصواريخ الإيرانية في تل أبيبالمصدر: أ ف ب
07 أكتوبر 2024، 5:05 م

هددت إسرائيل بكل قوتها بالرد على الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها طهران الأسبوع الماضي باتجاه تل أبيب.

وحددت إسرائيل قائمة من الأهداف التي تداولتها مواقع عبرية لهجومها المرتقب، والذي يمثّل بعضها خطوط حمراء بالنسبة لطهران، في حين أكدت إيران أنها سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن قرار الرد على إيران اتخذ في إسرائيل، ولا تزال هناك مناقشات بشأن الطريقة والتوقيت، مشيرة إلى أن إسرائيل تفضل التريث للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية وشن هجوم كبير على إيران.

المنشآت النووية الحساسة

ويرى المحلل السياسي ثامر عناسوة، أن الرد هو موضوع تصعيدي بدأته إسرائيل في غزة ولبنان، وهي حرب مضبوطة الإيقاع بسبب عدم رغبة إيران بالدخول بشكل مباشر بالحرب مع إسرائيل.

وبين العناسوة، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن هناك خطوطا حمراء تقع تحت الضبط الأمريكي فيما يتعلق بتبادل الرد بين إسرائيل وإيران، والتي اضطُرت الأخيرة لفعله بضرباتها الصاروخية الأخيرة على تل أبيب ردًّا على إيذاء أذرعها في لبنان والعراق واليمن، بالإضافة إلى ردها على مقتل إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وفيما يتعلق بالخطوط الحمراء الواضحة لإيران قال العناسوة، إن منشآتها النووية هي الأولى بالتحصين لما قدمت من أجله الغالي والنفيس، والمواقع الحساسة الأخرى بالنسبة للدولة الإيرانية.

أخبار ذات علاقة

"الحرب النفسية".. هل تستخدم إسرائيل سلاح إيران السابق قبل ردها المرتقب؟

 

ويعتقد المحلل السياسي أن إسرائيل تعلم جيدا بأن المنشآت النووية الإيرانية هي خط أحمر، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، فضرب تلك المواقع ليس سهلا، ونتائج ضربها سوف يضر بالمنطقة كاملة.

وأشار العناسوة لأهداف عدة أمام أعين الرد الإسرائيلي مثل السكك الحديدية، ومصادر الطاقة مثل النفط، بالإضافة إلى ضرب منظومة الاقتصاد الإيراني، وأيضا إيصال رسالة إستعراضية لضربات محدودة بأن إسرائيل قادرة على الوصول لإيران بالرغم من حجم الدولة الكبير الذي يساوي حجم 4 دول أوروبية.

وشدد المحلل السياسي على أن تأخير الضربة الإسرائيلية يعود لاتباع إسرائيل الإستراتيجية الإيرانية بالحرب النفسية، ودخول الخط الأمريكي على تنفيذ الضربة؛ لإدراك واشنطن مدى خطورة ضرب إيران وتأثيره على العديد من المواقع الإستراتيجية، والذي سيسبب ضررا للاقتصاد العالمي.

وأشار العناسوة إلى قرب الانتخابات الأمريكية التي تأخذها واشنطن بعين الاعتبار، وضرورة سيطرتها على الأزمات المحيطة، وأهمية الرأي العام بالاستطلاعات الأمريكية بكيفية تعامل أمريكا مع الحروب وتأثيرها على مسار الانتخابات الأمريكية دون أن تؤثر على دائرة صنع القرار الصحيح والمناسب.

تضييق الرد الإسرائيلي

من جانبه قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن الخطوط الحمراء التي على مايبدو أن ايران وضعتها تندرج في إطار تضييق الرد الإسرائيلي، وحصره في حدود أهداف حيوية وليست إستراتيجية، بمعنى أن إيران لن تقبل باستهداف منشآتها النووية أو القواعد العسكرية للصواريخ البالستية، لكن قد تقبل نوعا ما ردا إسرائيليا باتجاه مواقع الطاقة والكهرباء وبعض القواعد الجوية .

الأمر الذي يدركه الجانب الأمريكي، وفقا لأبو زيد، والذي حدد إطارا عاما للرد الاسرائيلي، ويحاول من خلال وجود الجنرال مايكل كوريلا في تل أبيب أن يضبط الرد الإسرائيلي منعا من اندفاعة إسرائيلية قد تؤدي إلى توسيع دائرة صراع لا يريده الجانب الأمريكي على الأقل الآن، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية.

وتابع الخبير بأن الجانب الأوروبي لا يريد توسيع دائرة الصراع أيضا؛ لأنه لا يريد تحمل أعباء صراع جديد في الشرق الأوسط، تضاف إلى التكاليف والأعباء التي يتحملها نتيجة الصراع الأوكراني الروسي.

وحول الرد الإسرائيلي الذي يعتقد البعض أنه تأخر، بيّن الخبير العسكري، باعتبار ذلك في إطار الحرب النفسية يمكن القول، إن الرد لم يتأخر وأنه لا يزال في سياقات التوقيت الطبيعي للتحضير للرد الإسرائيلي، حيث تخضع مثل هذه العمليات لحسابات سياسية وعملياتية دقيقة في الجانب السياسي، ويبدو أن هناك نقاشات أمريكية إسرائيلية في حجم الرد وليس على الرد نفسه.

وأضاف أبو زيد، أنه فيما يبدو أن الأجهزة الاستخبارية تدرس الأهداف بعناية، وتدرس أيضا ردود الفعل الإيرانية المتوقعة، والأمر الآخر والأهم أن العقيدة القتالية الإسرائيلية لا تعزز الفشل بل تعزز النجاح، بمعنى أنها لا تفضل التأخير بأي رد خاصة في الرد العسكري الذي يتعلق بمستويات إستراتيجية، وهي الردع، والتفوق، وموازين القوى.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC