عاجل
وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى
رغم الأسئلة التي تُثار حول فك الألغاز الغامضة بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، إلا أن ما يعقّد الإجابة عن تلك التساؤلات يتمثل في اختيار تل أبيب اغتيال هنية، وليس يحيى السنوار مثلًا.
فمَن يُعد الصندوق الأسود للحركة (هنية أم السنوار؟)، وما الرابط بين هجوم طهران ومجدل شمس؟ وما علاقة اغتيال فؤاد شكر، المسؤول العسكري البارز في ميليشيا "حزب الله".
وتتشعب الأسئلة أكثر عن كيفية تنفيذ عملية اغتيال هنية، حسب خبراء، فهل نُفِّذت العملية بصاروخ أطلق من غواصة في البحر، أم بطائرة إسرائيلية عبرت الأجواء ودخلت إيران، أم عبر شريحة تعقُّب في غرفة هنية؟ في ظل غياب صور واضحة، وعدم صدور بيان رسمي إيراني، فينتظر الجميع نتائج التحقيقات الأمنية من طهران.
لماذا هنية وليس السنوار؟
يرسم الخبير السياسي نضال السبع علامات استفهام كثيرة بشأن عملية اغتيال هنية في طهران، مؤكدًا لـ"إرم نيوز"، أن "العقل والمنطق يقول إن السنوار، الذي نظم عملية السابع من أكتوبر 2023، هو المطلوب لإسرائيل أكثر من هنية، ولكن وجدنا أن الجهد الاستخباري الإسرائيلي حول هنية تمكن أخيرًا من الوصول إليه في طهران، وقبل يوم إلى فؤاد شكر، وقبل شهر وصلت إلى محمد الضيف، وقبله عماد مغنية في دمشق، على حين عجز عن الوصول إلى السنوار.. فكيف ذلك؟".
وتقول الخبيرة السياسية سوسن مهنا، لـ"إرم نيوز"، إنه "وفقًا لتقارير أوردها الإعلام الإسرائيلي، فإن يحيى السنوار يعلم مكان الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وإقدام إسرائيل على اغتياله قد يدفع حماس، في المقابل، لقتل الرهائن، لذلك، فالسنوار ليس مشروع اغتيال الآن، ربما لاحقًا".
وتضيف: "ربما كان اغتيال هنية رسالة مباشرة إلى حلفاء طهران، بأنه بإمكان إسرائيل أن تصل إليهم حتى في غرف نومهم، رغم ورود روايات متناقضة عن كيفية مقتل هنية، في ظل التكتم الإيراني المتعمد، وبأن إيران لا تستطيع أن تحمي ضيوفها".
مَن "الصندوق الأسود" لحماس؟
لا يعتقد نضال السبع أن إسماعيل هنية هو "الصندوق الأسود" لحماس، بالقول إن "غزة في خاصرة الإسرائيليين، ومكثوا فيها نحو 35 عامًا ويعرفونها بدقة، وعملية اغتيال هنية بالنسبة لنتنياهو تشكل حدثًا كبيرًا، وبالإمكان استفادة تل أبيب من الحدث على صعيد الإعلام، رغم أنها شبيهة جدًّا بعملية ميونخ، التي، من خلالها، نفذت المخابرات الإسرائيلية سلسلة من عمليات الاغتيال بحق قادة العمل الوطني الفلسطيني".
وتشير الدلائل، حسب سوسن مهنا، إلى أن "الصندوق الأسود لحماس هو السنوار، فهو المخطط والمدبر لعملية السابع من أكتوبر، مع كتائب القسام؛ لأن قيادات حماس في الخارج لم تكن تعلم تمامًا بتوقيت الهجوم حينئذ، مع قلة التنسيق المباشر مع الداخل".
ما علاقة اغتيال هنية بهجوم "مجدل شمس"؟
ينفي السبع وجود أي صلة بين عملية اغتيال هنية وهجوم مجدل شمس، موضحًا، "على العكس تمامًا، وفضلًا عن استغلال إسرائيل لواقعة الجولان وكذلك حرب أكتوبر لتدمير غزة كاملة، وتدمير البينة الأمنية والعسكرية لحماس، وتحويل غزة لمكان غير صالح للسكن البشري، إلا أن نتنياهو لديه قائمة بالشخصيات المهددة بالاغتيال، ونحن بتنا في طريق طويل لن ينتهي عند اغتيال هنية وشكر فقط".
على حين تؤكد سوسن مهنا أن "الرابط بين الهجمات الإسرائيلية سواء أفي لبنان أم إيران، يتمثل في أن المنطقة تعيش الآن على وقع زلزال سياسي استخباراتي عسكري، ما يعني وجود علاقة وثيقة بين عودة نتنياهو من أمريكا، وما إذا كان أُعطي الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لتنفيذ عمليات انتقامية، وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أهدى نصرًا لمواطنيه شمالًا وجنوبًا".
في المقابل، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن "تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة، وما لم تعلن أي منهما فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أي أطراف أخرى".
