حماس: رئيس الشاباك كشف عن مساعي نتنياهو لإفشال أي اتفاق ثم تعطيله بعد التوصل إليه
رأت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها أن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "تطهير غزة" غير أخلاقية وغير فعّالة، مشيرة في الآن ذاته إلى أن إسرائيل يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التأثير الأوسع على جيرانها العرب إذا تبنت سياسة التطهير العرقي.
وبحسب التقرير، فإن "النصر في الحروب لا يتحقق فقط من خلال القوة العسكرية، بل يتطلب كسر إرادة الطرف الآخر في الاستمرار بالقتال".
وأضاف "في غياب التسوية السياسية أو التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية، هناك دائمًا من يبقى مستعدًا لحمل السلاح".
وقد ظهر ذلك بشكل جلي في غزة، حيث يُعتبر وقف إطلاق النار الحالي غير كافٍ لإنهاء الصراع بشكل دائم، مما يشير إلى أن المعركة قد تستمر لفترة أطول، وفق ما جاء في التقرير.
ووفق التقرير فإن حماس، التي تعتبر أي توقف للقتال بمثابة انتصار، تواصل التأكيد على أن هدفها هو كسر عزيمة إسرائيل في محاولة تدميرها.
وأشار التقرير إلى أن اليمين الإسرائيلي والمستوطنين أعربوا عن غضبهم من وقف إطلاق النار، معتبرين أن هذا يتيح لحماس فرصة تجنيد مقاتلين جدد.
كما استقال وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير وسحب حزبه اليميني المتطرف "عوتسما يهوديت" دعمه للحكومة، واصفًا الاتفاق بأنه "كارثي".
وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حدد هدف الحرب بإعادة الرهائن عبر القضاء على حركة حماس، إلا أن هذا الهدف بدا غير واقعي بالنظر إلى أن حماس هي حركة اجتماعية وأيديولوجية راسخة، وفق ما جاء في التقرير.
وتابع التقرير بالقول إن السيناريو الأكثر توافقًا مع تطورات الوضع منذ السابع من أكتوبر هو أن تصبح غزة غير صالحة للسكن.
وكان اليمين الإسرائيلي المتمثل في بن غفير قد أعربوا عن رغبتهم في أن يستقر المستوطنون اليهود في غزة ويقومون بإعادة إعمارها. كما كانوا صرحاء بشأن رغبتهم في ضم أجزاء من الضفة الغربية، موظفين إيمانهم بالحق التوراتي للدولة اليهودية في ضم كامل الأراضي المقدسة.
ورغم أن نتنياهو لم يدعُ صراحة إلى تهجير سكان غزة، إلا أنه كان ثابتًا طوال العقدين الماضيين في معارضته لحل الدولتين. وفي غياب التطهير العرقي، يُعتبر هذا الحل هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل لحل القضية الفلسطينية، التي استمرت لأكثر من 75 عامًا.
أضاف التقرير أنه مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، أصبح لدى اليمين الإسرائيلي الآن رئيس أمريكي يدعم رؤيتهم في النصر، رغم علمه أن أي هجرة من غزة ستكون دائمة، وفق ما جاء في التقرير.
ومن المهم أيضًا، كما يقول تقرير "بلومبيرغ"، أن يتم تسمية الأشياء بأسمائها، "لأن هدم غزة لم يحدث عشوائيًا بل كان تنفيذًا من القوات الإسرائيلية في إطار انتقام مبرر من وحشية حماس في الهجوم على المدنيين في أكتوبر 2023".
وخلص التقرير إلى أنه في عصر اليمين الإسرائيلي المتصاعد، من المرجح أن نشهد المزيد من محاولات التطهير العرقي. ويبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه المحاولات ستصبح مقبولة مرة أخرى كوسيلة للنصر.