علّقت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليا، على المهلة التي أطلقها زعيم ميليشيا الحوثيين، المحددة بـ4 أيام، حتى تستأنف قواته استهداف خطوط الملاحة الدولية وسفن الشحن التجارية، معتبرةً أنها "خطوة تصعيدية خطيرة".
وكان عبدالملك الحوثي، قد أطلق الجمعة في خطاب متلفز، تهديدا، طالب فيه الحكومة الإسرائيلية بفتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، والسماح للمساعدات الإنسانية الغذائية والطبية إلى أهالي القطاع.
"مخطط إيراني"
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، إن: "هذه التهديدات، التي تتزامن مع تصعيد عسكري واسع في المنطقة، تكشف بوضوح أن إيران ماضية في مخططها لزعزعة الأمن الإقليمي والدولي عبر أذرعها المسلحة، مستغلة الأوضاع في قطاع غزة كذريعة للتصعيد وتحقيق مكاسب استراتيجية، وأن التهديد الإيراني للملاحة الدولية لم ينته، بل يتجدد بأدوات مختلفة".
وأضاف الإرياني، في منشور عبر حسابه بمنصة "إكس": أن "هذه التطورات هي ضمن مخرجات اللقاءات السرية التي عُقدت مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، وجمعت قيادات من الحرس الثوري الإيراني مع ممثلي أذرعه في المنطقة، بما في ذلك ميليشيا الحوثيين، وميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيا الحشد الشعبي العراقي، لوضع خطط واضحة لتصعيد التوتر الإقليمي عبر تكثيف الهجمات على المصالح الدولية في المنطقة، وفتح عدة جبهات في وقت واحد، ومحاولة توسيع رقعة سيطرتها في اليمن".
تصعيد شامل
ويرى الوزير اليمني، أن "إعلان ميليشيا الحوثيين الأخير، ليس معزولا عن التطورات الإقليمية"، لافتا إلى أنه "يأتي في سياق تصعيد إيراني شامل يشمل عدة جبهات".
واستفاض في ذكر تفاصيل التصعيد الإيراني، حيث قال، "ففي اليمن، تواصل ميليشيا الحوثيين عمليات الحشد في جبهات مأرب وتعز، وفي سوريا، شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين الجيش التابع للحكومة السورية الجديدة، والفصائل الموالية لإيران، في خطوة تعكس استمرار طهران في محاولاتها لفرض نفسها كقوة مهيمنة، رغم الضغوط الدولية والاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها مواقعها ووكلاؤها في سوريا ولبنان".
معادلة جديدة
وأردف معمر الإرياني، بأن "إيران، ومن خلال أذرعها المسلحة، تحاول فرض معادلة جديدة في المنطقة، حيث تستخدم ميليشيا الحوثيين كأداة لتهديد الملاحة الدولية وإرباك الأسواق العالمية، تماما كما تستغل ميليشيا حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي في عملياتها الإقليمية الأخرى".
وأكد أن "هذا السلوك الممنهج لا يُهدد فقط أمن دول المنطقة، بل الاستقرار العالمي ككل"، مُبيّنًا أن "استهداف الممرات المائية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب، يؤثر على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة والتجارة الدولية".
عقوبات صارمة
وشدّد الإرياني، على أنه "في ظل هذا التصعيد الخطير، لم يعد بإمكان المجتمع الدولي الاكتفاء بالإدانات، بل بات من الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لمواجهة هذه التهديدات، وضمان أمن الملاحة الدولية، وفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وميليشيا الحوثيين، وتفعيل مختلف أدوات الردع لمواجهة أي تصعيد جديد يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتقديم دعم حقيقي للحكومة والجيش اليمني، لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".