الجيش الإسرائيلي يتوغل في منطقة العطاطرة ببيت لاهيا شمالي غزة
بينما سارعت دول أوروبية إلى تعليق دراسة طلبات لجوء السوريين، ودعت أحزاب مناهضة للهجرة لإعادتهم إلى سوريا، يسود تخوف من أن عودتهم قد تربك سوق العمل الأوروبي.
وتتوقع الأمم المتحدة، عودة مليون لاجئ سوري خلال الأشهر الستة المُقبلة إلى بلدهم، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، الذي حكم البلاد لمدة 24 عامًا.
وحقق السوريون في ألمانيا، بين عامي 2013 و2019 معدل توظيف بلغ 61% بعد 7 سنوات من وصولهم. وحتى شهر أيلول/سبتمبر الماضي، كان نحو 287 ألف سوري يعملون في ألمانيا، وفقًا لتقرير صادر عن معهد أبحاث التوظيف (IAB).
وذكرت تقرير يوم الجمعة الماضي، أن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ستزيد من حدة النقص في اليد العاملة ضمن قطاعات حيوية، مثل الصحة والنقل والخدمات اللوجستية.
وتعمل نحو 30% من اللاجئات السوريات في قطاعات الخدمات الاجتماعية والثقافية، بما في ذلك التعليم ورعاية الأطفال، بينما تعمل واحدة من كل 10 نساء في قطاع التجزئة.
وقال الخبير في الشأن السوري، غسان إبراهيم إن "التيار الليبرالي في أوروبا عموما، استحسن الاندماج الملفت للسوريين"، لافتًا إلى أن السوريين أظهروا إمكانات "متعددة".
وأشار في حديث لقناة "الحرة" إلى أن "دولا أوروبية تخطط للاتفاق مع السلطات السورية الجديدة للسماح للاجئين السوريين بزيارة وطنهم ثم العودة مجددًا".
وتداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا منسوبا لوزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، نقله أحد الأطباء السوريين في ألمانيا، تقول فيه "إذا قرر السوريون الرجوع إلى بلدهم ستنهار مجالات كثيرة في القطاع الصحي".
وقال فرانك فيرنكه رئيس نقابة فيردي العمالية في ألمانيا إن "الكثير من السوريين اندمجوا وأصبحوا جزءا من سوق العمل هنا، وهم مهمون بالنسبة إلينا"، لافتًا إلى أن "الكثير من السوريين يفكرون في العودة إلى بلدهم".
وبدوره قال الباحث التركي فائق بلط، إن "الحديث عن مشكلة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، مجانب للواقع".
وبيّن أن، بعض رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، سيواجهون مشاكل بعد عودة السوريين، مؤكدًا أنه "لن تواجه تركيا، أول الدول الأوروبية الأخرى، أية مشاكل" بحسب تقديره.
وبلغ العدد الإجمالي للسوريين المسجلين تحت وضع الحماية المؤقتة في تركيا نحو 3.1 مليون شخص حتى الـ29 من شهر أغسطس الماضي.
ومن بين 2.16 مليون سوري في سن العمل في تركيا، يُقدّر أن مليون شخص يشاركون في سوق العمل، ومعظمهم يعملون بشكل غير رسمي في وظائف منخفضة المهارة والأجر، وفق تقرير لمنظمة العمل الدولية.
ووفقًا لدراسة أجرتها المنظمة ذاتها استنادًا إلى بيانات عام 2017، بلغ متوسط أجور الرجال السوريين 1,337 ليرة تركية - أي أقل بنسبة 5% من الحد الأدنى للأجور المعمول به في عام 2017 - بينما بلغ متوسط أجور النساء السوريات 1,083 ليرة تركية.
وفي المتوسط، كانت أجور النساء السوريات أقل بنسبة 25% تقريبًا من الحد الأدنى للأجور، علاوة على ذلك، عمل 75% من العمال السوريين لأكثر من 45 ساعة أسبوعيًا في عام 2017، بينما كان لدى 9.8% منهم أسابيع عمل قاسية تجاوزت 70 ساعة.
