وكالات روسية: انتهاء المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية بعد 12 ساعة

logo
العالم العربي

غارات درعا.. إسرائيل تفتح جبهة جديدة في الجنوب السوري

غارات درعا.. إسرائيل تفتح جبهة جديدة في الجنوب السوري
آثار قصف إسرائيلي على درعاالمصدر: متداولة
19 مارس 2025، 5:24 ص

تعرضت محافظة درعا السورية لأكثر من 30 غارة إسرائيلية، شملت مناطق واسعة من أرياف المحافظة وأسفرت عن العديد من الضحايا والإصابات. 

ووفقًا لمصادر خاصة بـ"إرم نيوز"، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية وطائرات الاستطلاع بقيت في سماء المنطقة حتى ساعات الصباح الأولى بعد ليلة عنيفة، حيث استهدفت الغارات أمس عددًا من المواقع العسكرية على أطراف مدينتي درعا وإزرع.

وأكد الدكتور زياد المحاميد، مدير الصحة في درعا، لصفحة "درعا 24" أن الهجمات أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 19 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وذلك نتيجة للغارات الإسرائيلية التي بدأت في أطراف المدينة أثناء أداء الناس لصلاة التراويح.

وعلى إثر ذلك، تم إطلاق نداءات عبر مكبرات الصوت في مدينتي درعا والسويداء، تطالب بالتبرع بالدم في ظل العدد الكبير من المصابين.

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية الفوج 175، بالإضافة إلى عدة ثكنات عسكرية محيطة بمدينة إزرع وريف درعا الأوسط. 

وأكدت مصادر خاصة، لـ"إرم نيوز"، أن هذه الغارات تزامنت مع توغل بري في الأطراف الجنوبية لقرية "معرية"، في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي. وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه شن ضربات على "مراكز قيادة ومواقع عسكرية" في المنطقة.

لا تُعتبر هذه الغارات الإسرائيلية على الجنوب السوري مفاجئة، فقد سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أعلن عدم سماح حكومته بوجود أي قوات أمنية تابعة للسلطات السورية الجديدة بالقرب من حدود إسرائيل. 

ويرى المحلل السياسي مازن بلال، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التصريحات الإسرائيلية بهذا الخصوص واضحة، حيث تسعى إسرائيل إلى تأمين منطقة خالية من ما تصفه بـ"الإرهابيين"، مسافة لا تقل عن 30 كيلومترًا من حدودها.

 ويضيف بلال: "الجيش الإسرائيلي يعتبر أن القوات السورية المستحدثة هي فصائل إرهابية".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قد وصف في اجتماع له مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي، الإدارة الجديدة في سوريا بأنها "جماعة إرهابية استولت على دمشق بالقوة". 

وفي هذا السياق، يؤكد بلال أن السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة في دمشق لا تقتصر فقط على الجنوب السوري، بل تشمل قلب دمشق نفسها. فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية في وقت سابق مبنى قالت إنه مقر لمنظمة الجهاد الإسلامي. 

وأضاف بلال: "التصريحات الإسرائيلية رفضت منذ البداية اعتبار السلطة في دمشق هيئة شرعية، بل وصفتها بالإرهابية، وقامت بتنفيذ مئات الغارات على مناطق سورية متعددة، مدعية تدمير أسلحة الجيش السوري السابق حتى لا تقع في أيدي 'الإرهابيين'".

من جانبه، يرى المحلل السياسي عزام شعث أن المطامع الإسرائيلية في الجنوب السوري باتت أكثر وضوحًا منذ ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منبر الأمم المتحدة في نوفمبر 2024، حيث عرض خريطة تبين النظام الجديد في الشرق الأوسط. 

 

ويقول شعث: "إسرائيل تستغل الظروف الحالية في المنطقة لتحقيق حلمها القديم في الاستيلاء على الجنوب السوري والالتفاف نحو البادية، في مسعى لتحقيق 'ممر داوود'، الذي تحدثت عنه كثيرًا". ويضيف شعث أن هذا التوجه الإسرائيلي يعكس رغبة إسرائيل في السيطرة على جنوب سوريا ضمن سياق مشروعها الأكبر.

ويعتبر شعث أن الثروات المائية والزراعية الموجودة في الجنوب السوري تشكل دافعًا إضافيًّا لهذا الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي، وهو جزء من السعي لتحقيق "إسرائيل الكبرى"، الذي سبق أن أعلنه مسؤولوها مرارًا. 

ويرى شعث أن هدف إسرائيل الأساسي هو جعل الجنوب السوري خاليًا من السلاح، وبالتالي منزوعًا من أي وجود عسكري تابع للإدارة الجديدة، وهي أولوية لدى الحكومة الإسرائيلية التي بذلت جهودًا كبيرة في الجنوب السوري بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، من خلال استهداف المحافظات السورية الجنوبية، وهي القنيطرة، ودرعا، والسويداء، بغية تحقيق هذا الهدف.

أخبار ذات علاقة

غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية للجيش السوري شمال درعا

 وبالرغم من تزايد الغارات الإسرائيلية في هذه المناطق، يبقى الوضع في الجنوب السوري غامضًا، حيث إن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية قد تقابل بعواقب سياسية وعسكرية قد تكون غير متوقعة في ظل تعقيدات الوضع السوري والإقليمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات