في تصعيد لافت، نشر الجيش الإسرائيلي صورة تُظهر الهيكل التنظيمي لميليشيا حزب الله بشكل هرمي، ما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أظهرت الصورة الأمين العام للميليشيا، حسن نصر الله، وحيدًا على رأس الهرم، في حين تقلّصت دائرة مساعديه المقربين إلى حد كبير.
وبحسب الرسم التنظيمي الذي نشرته إسرائيل، تبين أن علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية، هو آخر القادة البارزين المتبقين في الصف الأول من حزب الله، بعد اغتيال كل من فؤاد شكر وإبراهيم عقيل في غارات سابقة نفذتها إسرائيل.
وفي أحدث تطور، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة مساء اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت، معلنة استهدافها علي كركي، الذي يعد من أهم القيادات الميدانية في حزب الله.
غير أن الحزب أصدر بياناً بعد ساعات من الغارة، يؤكد فيه فشل محاولة الاغتيال، وأن كركي تم إجلاؤه إلى مكان آمن وهو بحالة جيدة.
هذه الغارة جاءت ضمن سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت قيادات حزب الله خلال الأسابيع الأخيرة، في محاولة واضحة لتقويض قدراته وقيادته الميدانية.
يُذكر أن إبراهيم عقيل، أحد القياديين البارزين في الحزب، كان قد استُهدف في وقت سابق هذا الشهر، بينما اغتيل فؤاد شكر "الحاج محسن" في يوليو الماضي، وهو ما أدى إلى تراجع واضح في هيكل القيادة داخل حزب الله.
وتأتي هذه التطورات في سياق محاولة إسرائيل تقليص نفوذ حزب الله وضرب قياداته العسكرية، لا سيما بعد تورط الحزب في عمليات ضربت أهدافًا إسرائيلية، وإدخال نوعيات جديدة من الصواريخ في المعارك الأخيرة، مثل صواريخ "فادي 1" و"فادي 2".
وبذلك، تجد قيادة حزب الله نفسها في تحدٍ متزايد لإعادة ترتيب صفوفها وسط حملة الاستهداف المكثف، مما يضع حسن نصر الله أمام موقف صعب، خصوصاً مع تقلص الدائرة القيادية حوله بشكل ملحوظ.
