الخارجية الأمريكية: كل الخيارات متاحة في غزة بما في ذلك المقترح الأمريكي الذي رفضته حماس
تباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية أن يمثل إنهاء الحرب في لبنان فرصة للتهدئة أو التصعيد في قطاع غزة، بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، خاصة مع الحديث الإيجابي بشأن التوصل قريبًا لاتفاق بين إسرائيل وميليشيا حزب الله.
وحسب تقارير إعلامية، فإن هناك مؤشرات إيجابية لقرب التهدئة بين إسرائيل ولبنان لوقف التصعيد العسكري الدائر بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله، وسط تقديرات بأن يكون الاتفاق منفصلًا عن جبهة غزة.
ويرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "إسرائيل نجحت في فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وبالتالي فإن أي اتفاق على الجبهة الشمالية لن يؤدي إلى اتفاق للتهدئة في غزة"، لافتًا إلى أن إسرائيل تعمل من أجل التوصل لاتفاقيات منفصلة.
وقال حرب، لـ"إرم نيوز"، إن "إنهاء القتال على الجبهة اللبنانية سيعزز قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة القتال بجبهة غزة، وفتح موجات قتال جديدة مع حماس، خاصة أن الجيش لم يستهدف بعض مراكز الحركة في القطاع".
وأضاف أن "الاتفاق قد يدفع الجيش الإسرائيلي لبدء عملية عسكرية جديدة بوسط القطاع، لتفكيك كتائب الجناح المسلح لحماس بالنصيرات ودير البلح، وهي الكتائب التي لم تُستهدف رغم مرور أكثر من عام على الحرب في غزة".
وتابع حرب: "بتقديري لا يمكن أن تنتهي الحرب في غزة دون أن يقدم الجيش الإسرائيلي على استهداف كتائب حماس بوسط القطاع"، مشددًا على أن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل سيضمن الهدوء طويل الأمد للأخيرة، من دون أن يغير مسار الحرب في غزة.
وأشار إلى أن "ميليشيا حزب الله ستقبل بفصل الجبهتين والتوصل لاتفاق مع إسرائيل بعيدًا عن حركة حماس وقطاع غزة"، مبينًا أن ذلك يمثل انتصارًا كبيرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي".
بدوره، يرى المحلل السياسي، أيمن يوسف، أنه "من الممكن أن تخفف إسرائيل من وتيرة عملياتها العسكرية في قطاع غزة بوصفها جزءًا من الاتفاق مع ميليشيا حزب الله لإنهاء القتال على الجبهة الشمالية؛ إلا أن ذلك سيكون بشكل غير معلن".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "حكومة نتنياهو لا يمكن أن تقبل بذلك إلا استجابة للضغوط الأمريكية والدولية عليها لوقف القتال في غزة، إضافة إلى تقديم تعهدات لها بشأن الملف الإيراني، الذي سيحقق له إنجازات جديدة".
وأشار إلى أن "إسرائيل تعمل على فصل الجبهات عن بعضها، إلا أنها يمكن أن تقدم تنازلات بهذا الشأن في حال شملت تلك التنازلات تعهدات دولية وأمريكية تتعلق بإيران وبرنامجها النووي"، لافتًا إلى أن إسرائيل معنية بتحجيم الدور الإيراني في الشرق الأوسط.
وتابع يوسف: "بتقديري التصعيد والتهدئة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة مرهونة بأزمات الائتلاف الحكومي ونتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية"، لافتًا إلى أنه من المرجح أن تتسارع الجهود المتعلقة بالتهدئة في غزة عقب ظهر نتائج تلك الانتخابات.
وختم "مهما كان الرئيس الأمريكي الجديد، فإن إسرائيل ستعمل على فتح صفحة جديدة معه من خلال إعادة الهدوء للمنطقة"، مبينًا أن ذلك سيكون في إطار اتفاق تفرض فيه حكومة نتنياهو خطتها السياسية والأمنية على المنطقة.