خبراء: تصاعد مواجهات لبنان دليل على فشل دبلوماسية إيران

تصاعدت في الفترة الأخيرة المواجهة البرية بين مقاتلي ميليشيات حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، وإسرائيل على الجبهة الشمالية.

ويعلن الحزب بين حين وآخر تصدي مقاتليه لقوات إسرائيلية حاولت التسلل، كان آخرها المواجهة فجر الأحد الماضي في نقطتين بمحيط بلدة رامية جنوبي لبنان.

ويعتقد خبراء إيرانيون، تحدثوا لـ"إرم نيوز"، أن المواجهات تكشف فشل جميع الجهود الدبلوماسية التي وصفوها بـ"المتأخرة" لضبط إيقاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.

في حين يعتقد آخرون أن المعركة البرية ستغيّر المعادلة لصالح حزب الله.

فشل السياسة الخارجية

يقول رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، حشمت الله فلاحت بشه، لـ"إرم نيوز"، إن "تصاعد حدة الاشتباكات البرية يؤكد أن الجهود الدبلوماسية التي قادها وزير الخارجية عباس عراقجي أخيراً أثبتت فشلها ولم تسفر إلا عن تهديدات ومواقف متكررة أطلقتها الجمهورية الإسلامية سابقا".

وأضاف بشه: "زار عراقجي 6 عواصم إقليمية وسيزور تركيا الجمعة كما هو مقرر؛ بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن جميع هذه الجهود فشلت".

وأوضح أن "مواقف عراقجي بعد سفره إلى 6 عواصم إقليمية دليل على فشل الدبلوماسية المتأخرة".

ويعتقد فلاحت بشه أن "الأمر الذي اعتقد أنه سيكتب له النجاح للتوصل إلى هدنة بشكل مؤقت، هو استمرار التفاوض مع الدول المؤثرة من بينها الولايات المتحدة".

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أمس، خلال زيارته العاصمة العمانية مسقط، قرار بلاده وقف المفاوضات غير المباشرة وتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة؛ بسبب الأوضاع في المنطقة.

 

المزيد من الضحايا

عن ذلك، يقول الدبلوماسي الإيراني السابق أبو القاسم دلفي إن "الحرب البرية بين حزب الله وإسرائيل كما يتصور البعض ستحقق أوراقا جيدة في أي مفاوضات مرتقبة لصالح محور المقاومة، لأن إسرائيل ستفشل في أي حرب عصابات داخل الأراضي اللبنانية، وهذه الرؤية لا أجدها صائبة إلى حد كبير".

ويرى دلفي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، "أن المواجهات البرية بين الطرفين تعني المزيد من الخسائر في صفوف الشعب اللبناني، وهذا ما نلاحظه اليوم، فقد تدمرت المباني والمنازل وأصبح الناس بلا مأوى ويواجهون مشكلات اقتصادية كبيرة".

 ولفت إلى أن الصحيح هو أن تجلس الدول المؤثرة في هذه الحرب للتوصل إلى حل وتوقف آلة القتل".

وأضاف عند سؤاله عن تصاعد تلك المواجهات: "هذا يعني فشل كل الجهود للتوصل إلى حل، كما أن هذه المواجهات تبعث رسالة على استمرار هذه الحرب".

وانتقد السياسة الخارجية التي تسلكها حكومة الرئيس مسعود بزشكيان في هذه الحرب، وقال إن "بزشكيان تحدث عن الحوار والتفاعل مع الغرب في كلمته في الأمم المتحدة، لكنهم أوقفوا "حتى المفاوضات غير المباشرة للحكومة مع الولايات المتحدة".

وتساءل الدبلوماسي السابق قائلاً: "هل هذا ما كان وزير الخارجية عباس عراقجي يحاول تحقيقه؟ في المقابل، كان من المفترض تعديل سياسة النظر إلى الشرق، وكانت على جدول الأعمال إستراتيجية متوازنة بين الشرق والغرب، لكن هذه النظرة المتوازنة غير موجودة وما زلنا ننظر إلى الصين وروسيا".

 

تغيير معادلة الحرب

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي والخبير في شؤون المنطقة، المقرب من معسكر التيار المتشدد سعد الله زارعي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن المواجهة البرية هي ما يريدها حزب الله والمحور برمته؛ لأنها ستغير معادلة الحرب لصالحه، وسيتكبد العدو (إسرائيل) خسائر كبيرة.

وقال زارعي:"لقد أظهر عناصر حزب الله بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله قدرة قتالية عالية، ولم يظهروا قدراتهم القتالية واللوجستية حتى الآن، وفي مراحل مختلفة خلقوا نجاحات جديدة واستطاعوا وضع العدو في حالة صعبة".

وأضاف أن "نجاح حزب الله في مهاجمة مواقع مهمة في الأراضي المحتلة يأتي في الوقت نفسه الذي نشر فيه الإسرائيليون كمية كبيرة من قواتهم العسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان، ويركزون على العمليات البرية التي لم تنجح، بل وتكبدت قواتهم خسائر مالية وبشرية كبيرة، كما خاض حزب الله معركة شرسة ضد إسرائيل على الأرض، ومنع قواتها من دخول لبنان، وعلى العكس من ذلك، استهدفوا إسرائيل بعمق 60 كيلومتراً".