لماذا يخشى سلاح البحرية الإسرائيلي "مفاجآت" حزب الله؟

تخفي الأنباء عن استعدادات إسرائيل للتصدي لهجوم محتمل من جانب إيران و"حزب الله"، وتحديد الإعلام العبري للأهداف المحتملة التي ستضربها الميليشيا اللبنانية، هواجس الجيش الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية هناك من "مفاجآت" الحرب.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن هناك قناعة داخل المؤسسة العسكرية بأن "حزب الله" سيحرص على عدم استهداف منشآت البنى التحتية في الساحة البحرية، ولا سيما منصات الغاز الطبيعي؛ على أساس أن مثل هذه الخطوة ستجلب بعدها ردًّا إسرائيليًّا "متطرفًا" ضد البنى التحتية الوطنية في لبنان، بحسب تقرير موقع "واللا" العبري، الخميس.

لكن على الرغم من ذلك، هناك افتراض طرحه الموقع، بأن تحاول الميليشيا اللبنانية ضرب أهداف عسكرية تتبع سلاح البحرية، ومن ثم رفع هذا الذراع درجة الاستعداد والتأهب، ويعمل على مدار الساعة على اكتشاف أي محاولة من جانب "حزب الله" بشكل مبكر، بالتعاون مع الأذرع الأخرى.

درس حرب لبنان الثانية
ويكمن السبب في التركيز على مسألة "المفاجأة" التي قد يتعرض لها سلاح البحرية في فرضية أن المواقع التي يباشر حمايتها هي الأقل قابلية للتعرض لهجمات من جانب "حزب الله"، مقارنة بالمواقع العسكرية الأخرى على اليابسة.

ويكمن السبب الثاني في أن سلاح البحرية الإسرائيلي استخلص درس حرب لبنان الثانية عام 2006.
وشكلت واقعة استهداف "حزب الله" للبارجة الإسرائيلية المتطورة من طراز "ساعر 5"، بصاروخ ساحل-بحر من طراز (C-802) صيني الصنع، بينما كانت تباشر مهمات قبالة سواحل لبنان، علامة فارقة في الحرب.

 

واكتشفت إسرائيل للمرة الأولى، عقب تلك الواقعة، أن "حزب الله" يمتلك مثل هذه الصواريخ، فيما نجح عناصر الميليشيا في تصوير الهجوم من الساحل. 
وخرجت البارجة التي يطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم "حانيت" في ذلك الحين من الخدمة، فيما سحبت البحرية الإسرائيلية بوارجها من دائرة الاستهداف، وعُدّت تلك أكبر مفاجآت حرب 2006.

دور فؤاد شكر
موقع "واللا" زعم أن فؤاد شكر، رئيس أركان "حزب الله" الذي اغتالته إسرائيل بضاحية بيروت الجنوبية قبل أكثر من أسبوع، كان قد وضع على رأس أولوياته تطوير القدرات البحرية لـ "حزب الله"، وركز على الساحة البحرية ودراسة القطع الحربية الإسرائيلية.

وأردف أن شكر عمل طوال أكثر من 15 عامًا على بناء وحدات غوص وصفت بأنها وحدات نخبة، وهي محاطة بسرية كبيرة للغاية.
ولم يقتصر الأمر على الأفراد والوحدات البحرية الخاصة؛ إذ يقول الموقع إن "حزب الله" حرص على بناء قدرات بحرية تضم معدات تبحر فوق وتحت البحر.

وقال إن لديه مركبات انتحارية مسيرة عن بُعد، كما يمتلك صواريخ ساحل-بحر ومسيرات مخصصة للعمل في الساحة البحرية.
وفي حزيران/ يونيو الماضي كشف "حزب الله" صورًا لميناء حيفا، أظهرت سفن صواريخ وزوارق حربية من طراز "ديفوار" ترسو في قاعدة سلاح البحرية.

وفسر الموقع حرص "حزب الله" على إظهار تلك القطع البحرية الإسرائيلية في المشاهد الملتقطة، بأنها رسالة لإرباك إسرائيل، توضح وجهة "حزب الله" القادمة وطبيعة الأهداف التي ينوي ضربها.