الأردن.. انسحابات مبكرة من الترشح للبرلمان واستقالات من الأحزاب

تتوالى وتيرة الانسحابات بين الأسماء البارزة المحتمل ترشحها في انتخابات البرلمان الأردني، قبيل موعد الترشح الرسمي، المقرر انطلاقه الثلاثاء ولمدة ثلاثة أيام.

وأدى ذلك إلى زعزعة بنية بعض الأحزاب التي تنوي خوض غمار المنافسة للاستحقاق الدستوري الذي سيجري في العاشر من سبتمبر أيلول المقبل.

ويُرجع مختصون أسباب الاستقالات من الأحزاب، إما لعدم تجذر التجربة لدى بعض الأحزاب حديثة العهد والتأسيس، أو بسبب عدم رضا بعض المرشحين عن ترتيبهم داخل القائمة المنافسة على الانتخابات.

ووفق قانون الانتخاب الجديد، تضع القوائم أسماء مرشحيها بالترتيب للمنافسة على (41) مقعدًا خصصها القانون للأحزاب السياسية فقط.

بعض الأحزاب قامت من خلال عمليات فك وتركيب سريعة

جهاد المنسي، مختص في الشؤون البرلمانية

وقال المختص في الشؤون البرلمانية جهاد المنسي: أعتقد أن التجربة ما زالت في بداياتها، وأمر طبيعي مشاهدة حالة خروج ودخول متكررة وتباين في وجهات النظر.

وأكد المنسي لـ "إرم نيوز" أن "تجربة الأحزاب ما زالت في بواكيرها، ولا يمكن أيضًا القفز عن حقيقة أن بعض الأحزاب حديثة التأسيس قامت من خلال عمليات فك وتركيب سريعة".

وأضاف: إن هذه العملية السريعة التي شهدتها الأحزاب من عمليات فك وتركب وإحلال وإبدال أسهمت في التأثير على بنيتها التنظيمية ووحدة قرارها بشكل عام، في حين أن ما يحصل من انسحابات في بقية الأحزاب المستقرة يعتمد بشكل أساسي على ترتيب الأسماء في القوائم الحزبية.

بعض الممارسات لا تتفق مع المبادئ التي انضوينا تحتها

محمد أبو هديب، برلماني

وفي تتبع لآخر الشخصيات البرلمانية التي أعلنت عدم نيتها الترشح للانتخابات، أعلن النائب السابق محمد أبو هديب، أحد أبرز قيادات حزب إرادة حديث التأسيس، عن انسحابه من الحزب وعدم ترشحه للانتخابات البرلمانية.

وقال أبو هديب في حديث خاص لـ "إرم نيوز": عندما تمت دعوتي للترشح عبر القائمة الوطنية الحزبية كان هناك إصرار بأن تكون قائمة تحمل شخوصًا ذوي خبرة سياسية ولديهم تجارب عميقة، لكنني رأيت أن هناك ممارسات في الحزب بعيدة عن الأهداف التي التقينا من أجلها.

وتابع أبو هديب بالقول: للأسف، رأيت أن بعض الممارسات لا تتفق مع المبادئ التي انضوينا تحتها في مظلة الحزب، وبالتالي آثرتُ أن أفسح المجال للإخوة الذين رأى الحزب أنهم يحملون أفكاره وقادرون على تحقيق برنامجه.

كذلك أعلن النائب السابق محمد البرايسة عدم ترشحه للانتخابات، بعد أن وصل لقبة البرلمان ثلاث مرات، قائلاً: بعد قراءة للمشهد الانتخابي ووفقًا للمعطيات على الساحة، ولدي هواجس بعدم الاستطاعة على تمثيل الناس بما يتوافق مع طموحاتهم وطموحاتنا.

وأضاف البرايسة لـ "إرم نيوز": أستطيع القول إن القطار ينحرف عن سكة تطوير وتحديث المنظومة السياسية المنشودة، وإفراز مجلس نيابي على قدر التحديات، ولذا جاء قراري بعدم الترشح.

انسحابات

وكانت عدة قيادات برلمانية بارزة في الأردن أعلنت عدم نيتها الترشح للانتخابات، فقد أعلن عبد الله العكايلة، القيادي البارز في حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يعد الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، عدم نيته الترشح، مقدمًا استقالة "قاسية" من عضوية الحزب، بقوله "أقدم استقالتي غير نادمٍ ولا آسف".

وقبل ذلك كان رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي قد أعلن عدم ترشحه للانتخابات وانسحابه من عضوية حزب إرادة.

وتجري انتخابات البرلمان الأردني هذه المرة وفق قانون جديد، برفع مقاعد مجلس النواب لتصبح 138 مقعدًا بدلاً من 130، على أن يخصص منها 41 مقعدًا للقوائم الحزبية، مع إمكانية التنافس على بقية المقاعد المخصصة للدوائر المحلية في العاصمة والمحافظات.