مصادر أمريكية: واشنطن قد تفرض عقوبات إضافية على المستوطنين تشمل وزراء في حكومة نتنياهو

logo
العالم العربي

وسط تصعيد عسكري.. هل تمنع الدبلوماسية مخاطر الحرب في لبنان؟

وسط تصعيد عسكري.. هل تمنع الدبلوماسية مخاطر الحرب في لبنان؟
بوريل من بيروتالمصدر: (أ ف ب)
12 سبتمبر 2024، 7:32 م

أثارت زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى لبنان تساؤلات عن طبيعة الدور الذي يمكن أن يؤديه المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية لتلافي "الحرب الشاملة" في لبنان.

يأتي ذلك في ظل تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.

بوريل، الذي أجرى في بيروت لقاءات مع مسؤولين لبنانيين الأربعاء، قال إن "التنفيذ الكامل للقرار 1701 ينبغي أن يمهّد الطريق إلى تسوية شاملة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بوحبيب، أعرب بوريل عن تخوف الاتحاد الأوروبي من "مزيد من التصعيد الإقليمي بسبب الحرب في غزة".

وقال: "نريد الحد من التصعيد العسكري، وندعو كل الجهات لاتباع هذا النهج".

يشار إلى أن القرار الأممي 1701 صدر إثر حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، ويدعو تحت الفصل السابع إلى وقف تام للأعمال القتالية، ويطالب حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة فيه بنشر قواتهما معًا في جميع أنحاء الجنوب.

كما يطالب حكومة إسرائيل بسحب جميع قواتها إلى ما وراء الخط الأزرق، ويدعو إلى إيجاد منطقة بين هذا الخط ونهر الليطاني (جنوب الليطاني) تكون خالية من أي مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، غير أنه لم يطبق عمليًا من قبل طرفي الصراع.

من جانبه، أكد بوحبيب أن "السلام الدائم في المنطقة يتطلب حل القضية الفلسطينية"، مثلما جدد التزام لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701.

أخبار ذات علاقة

بعد تهديدات إسرائيل.. لبنان يتأهب ويجهز 150مستشفى للطوارئ

 

جهود دبلوماسية

وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني المحامي أمين بشير، أن "الجهود الدبلوماسية تتصاعد جنبًا إلى جنب مع تصاعد العمليات العسكرية"، لافتًا إلى تزايد حضور الموفدين الدوليين الرسميين إلى بيروت "بهدف دفع حزب الله إلى التوقف عن حرب المساندة أو الإشغال، التي يقوم بها منذ اندلاع حرب غزة".

وقال بشير لـ"إرم نيوز"، إن "دور الموفدين كان يصطدم دائمًا بتعنت حزب الله، رغم أن تواصلهم كان في غالبه من خلال الحكومة اللبنانية على مختلف مستوياتها، التي غالبًا ما يكون موقفها واضحًا بأن القرار ليس بيدها، وإنما بيد حزب الله، الذي ما زال يتخذ قرار المساندة أو الإشغال".

وأكد المحلل اللبناني أن "اللافت خلال اليومين الماضيين، الدور الذي لعبه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بشأن تفاوض الحكومة اللبنانية المباشر مع إسرائيل"، مرجحا أنه "دور مسند إليه من حزب الله".

وأوضح أن "حديث بو حبيب عن مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، يهدف إلى المطالبة بما يشبه تفاهم نيسان عام 1996، لتجنيب المدنيين خطر العمليات العسكرية، وليس بهدف تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701".

مخرج جديد

واعتبر بشير "محاولة حزب الله العودة إلى تفاهم نيسان، تحمل في طياتها دلالات كثيرة، منها أن حزب الله موجوع من الضربات الإسرائيلية، وبنفس الوقت محرج من وقف العمليات العسكرية، في ظل مواصلة إسرائيل لها".

ولفت إلى أن "حزب الله حاول إيجاد مخرج جديد، لتخفيف العبء والضغط عليه من بيئته السكانية والشعبية، التي تهالكت وهلكت جراء الحرب، وتدفع أثمانًا كبيرة، وتنتفض بأصوات كثيرة متسائلة: ما مصلحتنا بهذه الحرب؟".

وأوضح المحلل اللبناني أن "حزب الله لا يعول على أي قرار دولي لوقف العمليات العسكرية في الجنوب، بقدر ما يعول على وقف الحرب في غزة، وبهذا وقف الجبهة الجنوبية تلقائيًا".

أخبار ذات علاقة

خبراء: إسرائيل "تعبّد الطريق" أمام عملية برية في جنوب لبنان

 

احتكار أمريكي

من جانبه، رأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، أن "الوقت ما زال مبكرا للحديث عن مفاوضات بين لبنان وإسرائيل"، لافتًا إلى أن "زيارة بوريل اقتصرت على بيروت فقط، ما يؤكد أن الموفد الأوروبي لا يحمل أي مبادرة للوساطة التي تحتكرها أمريكا"، وفق تعبيره.

وأضاف المومني لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة هي اللاعب الفاعل في الصراع بالشرق الأوسط، والدور الأوروبي بمرتبة جهد دبلوماسي غير مجدٍ في هذه المرحلة، وسط غياب الظروف الناضجة للحد من تفاقم الصراع".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراهن على فوز الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لدعم مواقف حكومته المتطرفة".

ورأى أنه "لا يريد منح هدية للديمقراطيين، عبر تجنب التوصل لاتفاق هدنة في غزة، وبهذا التهدئة على الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC