سموتريتش: مستمرون في مساعي تحقيق الثورة في شرعنة وتطبيع المستوطنات بالضفة الغربية
قال تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" إن المسيّرات التي استخدمتها هيئة تحرير الشام أحدثت فرقًا في معارك الشمال السوري.
واستخدمت الهيئة فترة الاستقرار النسبي لإعادة التفكير في إستراتيجيتها، وعقيدتها العسكرية، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن الخبيرة في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، دارين خليفة، قولها إن "هيئة تحرير الشام كانت تحاكي، إلى حد ما، بنية الجيش السوري، لكنها أدركت أن هذا النهج يعتمد على الموارد، ومجموعات كبيرة من المجندين غير متوافرة لديها".
من جانبه، قال الخبير في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، جيروم دريفون، إن الهيئة "استلهمت العقائد العسكرية الغربية".
وأكد تقرير الصحيفة أن التصنيع المحلي للمسيّرات والصواريخ مكَّن الهيئة من تشكيل تهديد جديد للنظام السوري الذي يفتقر إلى قدرات مكافحة الطائرات المسيّرة.
وفي الأيام الأخيرة، نشرت الهيئة لقطات من هجمات انتحارية بطائرات مسيّرة على اجتماع للقادة في مبنى للجيش السوري، وعلى القاعدة الجوية في مدينة حماة وسط البلاد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن قوات المعارضة، داخل دولتها الصغيرة الناشئة التي يبلغ عدد سكانها 3 أو 4 ملايين نسمة، تنتج المسيّرات في ورش عمل صغيرة في المنازل أو المرائب أو المستودعات المحولة، معتمدة على الطابعات الثلاثية الأبعاد.
وقال الباحث من كينغز كوليدج لندن، بروديريك ماكدونالد، إن قوات المعارضة نشرت في السابق مسيرات صغيرة يمكنها أن تسقط القنابل اليدوية على المركبات المدرعة، واستخدمت في هجومها الأخير مسيرات صاروخية محلية الصنع، ونماذج أكبر يمكنها التنقل لمسافات أبعد، وحمل حمولة أكبر.
من جانبه، قال الخبير في مركز واشنطن للأبحاث، آرون زيلين، إن هؤلاء المسلحين استخدموا المسيّرات للمراقبة واستهداف النظام قبل إرسال المقاتلين إلى المعركة، لافتًا إلى أنهم أسقطوا منشورات فوق مناطق مدنية لتشجيع الانشقاقات.
ووفق الصحيفة، استثمرت هيئة تحرير الشام في إنتاج صواريخ بعيدة المدى، وقذائف الهاون.
وكشف المسلحون، خلال هجومهم، عن نظام صاروخي موجه جديد لا يُعرف عنه سوى القليل، لكن تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط، وصفه بأنه "صاروخ ضخم بذخيرة ضخمة في المقدمة"، يُعتقد أن اسمه "قيصر".
ووفق التقرير، استكملت الهيئة أسلحتها بما انتزعته من مجموعات مسلحة أخرى، أو ما استولت عليه من الجيش السوري خلال المعارك.
يقول ماكدونالد: "لقد استولوا على كميات هائلة من المعدات، ليس فقط الدبابات وناقلات الأفراد المدرعة، بل أنظمة مضادة للطائرات.. لقد حصلوا على نظام بانتسير الروسي الصنع، والعديد من الصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى العديد من الطائرات الهجومية الخفيفة".
وتابع: "إذا تمكن هؤلاء المقاتلون من تشغيل أنظمة الدفاع الجوي، سيؤدي ذلك إلى تخفيف أحد التحديات الكبرى التي واجهتها هيئة تحرير الشام والجماعات الثائرة الأخرى، وهو الافتقار إلى دفاع الضربات الجوية الروسية".
ويصر الخبراء على أن تركيا، الداعم الرئيس لفصائل المعارضة الأخرى تحت مظلة الجيش الوطني السوري، ولا تزود هيئة تحرير الشام بالأسلحة والذخيرة بشكل مباشر، لأنها صنفتها منظمة إرهابية، لكن بعض مخزون هيئة تحرير الشام الحالي تأخذه من الجماعات المقاتلة التي تدعمها أنقرة في شمال غرب سوريا، بحسب المحللين.
ولاحظ الباحثون، في الأعوام الأخيرة، تجارة مزدهرة بين قوات الجيش السوري وهيئة تحرير الشام فيما يتعلق بالأسلحة والذخيرة.
وأشار التقرير إلى أن هيئة تحرير الشام كانت محاصرة قبل 5 أعوام في سوريا، وتقاتل من أجل البقاء، أما، الآن، فهي تتخذ من محافظة إدلب معقلًا لها، حيث تمتلك أكاديمية عسكرية، وقيادة مركزية، ووحدات متخصصة سريعة الانتشار، تشمل المشاة، والمدفعية، والعمليات الخاصة، والدبابات، والطائرات المسيرة، والقناصة، وحتى صناعة أسلحة محلية.
وبعد أعوام من هجمات الجيش السوري على الهيئة، أصبحت قدراتها واضحة من خلال غارتها الجريئة شمال سوري، وفق التقرير.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مؤسسة واشنطن البحثية، آرون زيلين، قوله: "لقد تحولت الهيئة، على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية، إلى جيش مصقول بشكل أساس".