صواريخ كروز إسرائيلية تستهدف وسط سوريا

logo
العالم العربي

"حياة بدائية".. نازحو غزة يتدفؤون بإشعال أنقاض منازلهم

"حياة بدائية".. نازحو غزة يتدفؤون بإشعال أنقاض منازلهم
16 فبراير 2024، 8:20 ص

لم يكن يقدم على شراء الحطب قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلا بعض العوائل بهدف التدفئة في فصل الشتاء، لكن الحرب المستمرة حوّلت حياة سكان قطاع غزة جميعًا إلى الحياة البدائية، حيث شرع بعضهم بإشعال أنقاض المنازل المدمرة لغرض التدفئة.

ويخرج الفلسطيني المسن أبو محمد حسن في مهمة شاقة وخطيرة بحثًا عن الخشب والحطب تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وترافق الطفلة مريم ذات الأعوام الـ7، جدها الحطاب في رحلة البحث اليومية شمالي القطاع لجمع ما يمكن من أغصان الأشجار وخشب الأبواب والنوافذ وغيرها من بقايا المنازل المدمرة، لاستخدامها في إشعال النار.

وبينما يقوم المسن حسن بنشر بعض الحطب، الذي وجده خلال عملية البحث ليتعرض للشمس ويجف حتى يصبح قابلا للاشتعال، يقول لـ"الأناضول": "أخرج كل يوم صباحًا لجميع الخشب فلا يتوفر لدينا وقود أو غاز للتدفئة أو إعداد الطعام. الأوضاع صعبة للغاية".

ويمضي سكان القطاع ولا سيما غزة ومحافظة الشمال، وقتًا طويلًا يوميًّا في جمع الأخشاب والحطب والكرتون، لاستخدامها في عملية إشعال النار لتجهيز الطعام وتسخين المياه، والاستخدامات اليومية.

وتساءل حسن: "هل ترون الوضع والمعاناة التي نعيشها في شمال غزة؟، نحن نجمع الحطب من كل مكان حتى الأماكن المدمرة والخطيرة"، ومضى قائلًا: "نقص أيضا بعض الأغصان من الأشجار المزروعة في الشوارع العامة، وبعدها نبحث عن الأكل مثل العدس والخبيزة والفول".



واللافت للنظر في عملية البحث والجمع، لجوء المواطنين إلى المنازل المدمرة على أمل الحصول على الأخشاب التي بالأصل تكون بقايا النوافذ والأبواب، لإشعال النيران، في ظل عدم توافر غاز الطهي.

ويعاني قطاع غزة منذ اندلاع الحرب المدمرة في الـ7 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من شح كبير في كميات الوقود وغاز الطهي اللازمة للاستخدام، بسبب قطع إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغاز عن نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا.

وبعد ضغوط أممية ودولية، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدا إلى قطاع غزة من بينها الوقود وغاز الطهي للاحتياجات الإنسانية، وذلك عبر معبر رفح البري والمخصص للأفراد.

وعلى مقربة من زوجته التي كانت منشغلة بإعداد الخبز وتجهيز الطعام، يشعل المسن حسن النار داخل موقد حديدي قديم بواسطة ما جمعه من حطب وأخشاب لخبز العجين وإعداد الطعام الذي لن يزيد على بعض حبوب العدس.

الأوضاع صعبة فوق أي تصور، ونحن نحاول التكيف مع هذه الحياة، ولكن هذه الحياة غير معقولة ومعدومة
المسن أبو محمد حسن

وقال: "الأشياء الأساسية في الحياة غير موجودة لا غاز ولا ماء ولا طحين قمح حتى الرز البديل للطحين غير موجود!! ولا يوجد أي مساعدات إغاثية، فلم يدخل لنا مساعدات بتاتًا في الشمال".



وتطرق المسن حسن إلى المعاناة اليومية وصعوبة الوضع شمال قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية ورفض إسرائيل إدخال مقومات الحياة الأساسية إلى غزة والشمال.

وأشار إلى أن "الأوضاع صعبة فوق أي تصور، ونحن نحاول التكيف مع هذه الحياة، ولكن هذه الحياة غير معقولة ومعدومة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC