logo
العالم العربي

"الإطار التنسيقي" ردا على تقليص الروابط مع إيران: لن نقبل بأي تغيير سياسي

"الإطار التنسيقي" ردا على تقليص الروابط مع إيران: لن نقبل بأي تغيير سياسي
محمد السوداني ونوري المالكي..أرشيفيةالمصدر: منصات عراقية
15 ديسمبر 2024، 7:25 ص

يتعرض العراق لضغوطات دولية بهدف إجراء إصلاحات سياسية وأمنية واسعة، تشمل الحد من دور الأحزاب السياسية التي لديها روابط وثيقة مع طهران، فضلًا عن إنهاء دور الميليشيات المسلحة الموالية لها، وهو ما يعارضه بشدة تحالف "الإطار التنسيقي" بزعامة المالكي.

وتأتي تلك الإجراءات بُعيد رسائل نقلها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، إلى المرجع الأعلى للشيعة، علي السيستاني، القاضية بضرورة اتخاذ العراق إجراءات وصفها بـ"العاجلة والفورية" لتلافي تكرار المشهد السوري.

ورغم كل محاولات حكومة محمد شياع السوداني لبدء الإصلاحات، فإن تحالف "الإطار التنسيقي" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، قطع الطريق على، السوداني، رافضًا حصول أي تغييرات سياسية في العراق، مؤكدًا عدم خضوعه للضغوطات الدولية.

 

مرحلة ما بعد الانهيار

وعقد "الإطار التنسيقي" الذي يضم معظم الأحزاب والكتل الشيعية، عدا التيار الصدري، سلسلة اجتماعات لمناقشة مرحلة ما بعد انهيار نظام بشار الأسد، لا سيما مع تصاعد المطالبات الداخلية والخارجية بإجراءات إصلاحات في البلاد.

لكن، يبدو أن "الإطار التنسيقي" لا يريد فقدان امتيازاته داخل جسد الحكومة، التي بات يسيطر على غالبية مفاصلها، ومن ضمنها الأجهزة التنفيذية والأمنية، رافضًا أي محاولات للاستجابة للمطالبات بالتغيير.

أخبار ذات علاقة

العراق: التحالف الدولي ما زال قائماً وتواصلنا مع واشنطن لم ينقطع

 

تغيير الخريطة السياسية

ويقول عضو "الإطار التنسيقي"، علي الفتلاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "هناك جهات خارجية، من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، تريد الضغط على الحكومة العراقية لتغيير الخريطة السياسية في البلاد، مستغلة انهيار نظام بشار الأسد، وجعل الحالة السورية بُعبعًا تخيف به العراق لتحقيق رغباتها".

وأضاف، أن "النظام السياسي في العراق يحظى بدعم المجتمع الدولي، وحكوماته قائمة وفق انتخابات ديمقراطية"، مبديًا استغرابه من "الحديث عن إجراء إصلاحات في هذا التوقيت بالذات، خصوصًا مع الاضطرابات الأمنية والسياسية في سوريا".

وأكد، الفتلاوي "إجماع الإطار التنسيقي على عدم السماح بأي تدخلات خارجية لتغيير واقع العراق السياسي، ولن نقبل بأي تدخلات تحت أي ذريعة كانت".

وكان ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، التقى، الخميس، المرجع الديني الأعلى للشيعة، علي السيستاني، حيث أطلع حسان، السيستاني ونجله، محمد رضا، على لقاءاته التي أجراها في أمريكا بخصوص العراق.

وأرسل الحسان رسائل عديدة عبر تصريحاته، بالقول، إن "الهدف الأسمى هو استقرار العراق وتغليب المصالح العليا لرسم مستقبل مشرق لجميع أبناء هذا البلد، وهو بحاجة ماسة للتخلص من تراكمات الماضي، ويحتاج إلى قرارات حاسمة، علاوة على تغليب مصالحه وتصالح جميع الفئات".

ودعا الحسان، الحكومة لإجراء تغييرات "عاجلة وفورية" بهدف تجنيب البلاد تداعيات ما يحدث في المنطقة؛ ما وصفها البعض بأنها رسالة تحذيرية واضحة من أمريكا قبل أن تكون من الأمم المتحدة.

 

"تحريك الشارع العراقي"

من جهته طالب رئيس الوزراء الأسبق، رئيس "الإطار التنسيقي"، نوري المالكي، بوضع خطة لمواجهة الإعلام المضاد، مشيرًا إلى أن حربًا إعلامية وصفها بـ"الكاسحة" تجري لإسقاط الأحزاب وشخصيات عراقية سياسية.

وقال خلال تصريح له، إن "هناك مجموعة عوامل متداخلة تحصل من الداخل العراقي تحتاج إلى إعادة نظر"، إلا أنه لم يفصح عن ماهية تلك العوامل، وإلى ماذا يرمي في تصريحاته تلك. متهمًا جهات لم يسمها، بافتعال الأحداث السورية "لتحريك الشارع العراقي"، مشيرًا إلى الحديث عن ضرورة التغييرات السياسية، بقوله "العراق بلد أقيم على أساس الدستور، ومسيرته منسجمة مع الدستور والسياقات القانونية".

ويبدو أن رئيس الوزراء العراقي حصل على الضوء الأخضر من جهات خارجية وداخلية فاعلة للمضي بالإصلاحات، بعد أن عطّلت قوة سياسية عملية التغيير الوزاري خوفًا من تغيير الوزراء وغيرهم من المنتمين إليهم.

أخبار ذات علاقة

طرح خطة عمل شاملة عن سوريا.. العراق يحذر من "ليبيا ثانية" في المنطقة

 

ضغط أمريكي

وكشف مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء، لـ"إرم نيوز"، عن رسائل أوصلها وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته غير المعلنة للعراق، والتي ركزت على ضرورة المضي بالتغييرات وإنهاء نفوذ الميليشيات المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة.

وأكد، المصدر، أن "السوداني حظي بدعم تام من المرجعية الدينية لتنفيذ الإصلاحات السياسية، لا سيما ما يخص إنهاء الهيمنة الإيرانية على القرار العراقي، الذي يجري عبر بعض الأحزاب السياسية الموالية لها".

ويرى مراقبون، أن قدرة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على إجراء تغييرات سياسية كبيرة وتجنيب العراق مصيرًا مشابهًا لسوريا يعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة.

 

نفوذ الميليشيات

وقال الخبير الإستراتيجي، سعد العبادي، لـ"إرم نيوز"، إن "النظام السياسي العراقي مبني على توزيع السلطة بين الطوائف والقوميات؛ ما يصعّب من اتخاذ قرارات إصلاحية شاملة، إلا حال قرر السوداني مواجهة الأحزاب الساعية للبقاء في السلطة، ولو كان على حساب أمن ومستقبل البلاد".

وأضاف، "أن السوداني يصطدم بتأثير الميليشيات التي تمتلك نفوذًا قويًّا داخل العراق، وغالبًا ما تعمل بمصالح منفصلة عن الدولة، فضلًا عن مواجهة مافيات الفساد التي يتطلب مكافحتها إجراءات قوية ومتابعة مستمرة".

 

ترميم العلاقة مع واشنطن

ويعتقد المراقبون أن السوداني سيستفيد من الدعم الدولي له لتحقيق الإصلاحات، لا سيما بعد ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية واعتماد مبدأ التوازن مع القوى الكبرى.

ويرجح الخبير الإستراتيجي، عباس فياض، "دخول السوداني في معركة على الأرض مع الميليشيات والقوى السياسية التي ستجابه التغييرات السياسية".

وقال، لـ"إرم نيوز"، إن "الانتخابات المقبلة ستكون فاصلة في تاريخ العراق، خصوصًا إن تمكن السوداني من الحصول على أغلبية مريحة داخل البرلمان، وعندها سيكون قادرًا على اتخاذ قرارات من شأنها منحه الصلاحيات الكاملة لتنفيذ الإصلاحات".

وأكد أن "التغيير السياسي والإصلاحات ستكون فرصة جيدة للابتعاد عن مسار الدول التي دخلت في حروب داخلية، مثل سوريا. ومع ذلك، فإن ذلك يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية، والقدرة على مواجهة التحديات المتعددة داخليًّا وخارجيًّا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات