وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ قرب ميناء حيفا

logo
العالم العربي

خبير عسكري: هدفان للتوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان

خبير عسكري: هدفان للتوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان
دبابات إسرائيلية قرب الحدود اللبنانيةالمصدر: أسوشيتد برس
02 أكتوبر 2024، 9:36 ص

رأى العميد خالد حمادة، الخبير العسكري و الاستراتيجي، أنّ العملية البرية في جنوب لبنان والتي وصفتها إسرائيل بالمحدودة، تندرج في سياق العمليات التي بدأت بتفجير أجهزة البيجر وتلتها الغارات لتدمير منصّات صواريخ حزب الله، مع مجموعة من الاغتيالات التي نجحت إسرائيل في تنفيذها وتحييد آلاف العناصر الحزبية بفعل الانفجارات. 

وقال في حديث خاص مع "إرم نيوز"، إنّ كلّ تلك العمليات مترابطة وتهدف إلى إنجاز مهمّة واحدة، هي تدمير قدرات حزب الله العسكرية، بعدما أصبح عنوان "إعادة سكان المستوطنات إلى الشمال" غير قادر على تغطية العمل العسكري الواسع.

وأشار إلى أنّ العملية البرية مقيّدة بالشروط الأمريكية التي تمنع عملية واسعة، وتمنع رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الذهاب بعيداً بالتوغّل في لبنان، لاسيّما أنّ تلك العملية تأتي بعد دروس استخرجتها إسرائيل من حربها في غزة وكذلك من حربها في جنوب لبنان العام 2006.

وقال إنّ إسرائيل حذرة من الزج بقواتها البرية في تلك العملية ما لم تكن متأكدة من عدم قدرة حزب الله على المواجهة، وعدم قدرته فعلاً على إلحاق خسائر بها، وربّما تخشى كذلك أن يتمكن الحزب من أسر بعض الجنود، فينقلب ميزان المعركة ليصبح في مكان آخر.

هدفان لعملية إسرائيل البرية 

وتايع العميد حمادة أنّ إسرائيل تبتغي من العملية البرية مسألتين اثنتين، الأولى تحقيق تماس بالنار مع حزب الله من دون الدخول والتوغل، وذلك سيسمح لها بمعرفة مدى جاهزية الحزب على المواجهة، العديد المتوافر بشكل دائم في الجنوب، نوع السلاح المستخدم ومناورة تلك المجموعات التي مازالت موجودة في الجنوب، وبالتالي فذلك سيكون اختباراً لمدى نجاح الضربات التي سددتها إسرائيل للحزب في إطار الحد من قدراته.

أمّا المسألة الثانية، فهي إرسال إسرائيل مجموعة من العناصر – كوماندوس مع عناصر من سلاح الهندسة - تعبر الشريط الحدودي من دون آليات للبحث عن أدلّة تفيد بأنّ تلك الحدود كانت مستخدمة من قبل الحزب الذي أنشأ فيها بنية عسكرية وخزّن فيها أسلحة كان سيستخدمها في مهاجمة شمال إسرائيل، وبالتالي ستقول للمجتمع الدولي إنّ القرار 1701 لم يكن مطبقاً، وأنّ الآليات التي طُبق بها سابقاً لا تراعي أمن واستقرار إسرائيل ويجب اللجوء إلى مسائل أخرى. 

وتابع: بناءً على المعلومات التي ستحصل عليها إسرائيل بالإضافة إلى التعرّف عن قرب على قدرة الحزب على المواجهة، ستبني خطة المرحلة الثانية من عمليتها البرية لناحية المزيد من التوغّل.

وقال: وفي حال تطوّرت العملية الديبلوماسية لناحية الالتزام الدولي والموافقة الواضحة من قبل الحكومة اللبنانية على تطبيق القرار 1701 وفقاً لمندرجاته، ربما تتوقف تلك العملية العسكرية، لكن قد تُبقي إسرائيل على حريتها في تدمير البنية التحتية لحزب الله على اعتبار أنّ القرار 1701 هو قرار يستند إلى القرار 1559 الذي يمنع وجود أيّ ميليشيات مسلّحة على كلّ الأراضي اللبنانية.

ولفت الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أنّ العملية البرية المحدودة سترافقها دائماً هجمات على كلّ لبنان وكل البنية التحتية لحزب الله أو الجماعات الإسلامية أو الفلسطينية، قائلاً: وكأنّ إسرائيل مكلّفة أمريكياً باستئصال كلّ ما تبقى من تلك الميليشيات أو المنظمات التي تعيش في المنطقة منذ عقود... ومن هنا فتلك العملية أمريكية بتنفيذ إسرائيلي لتثبيت قواعد جديدة للأمن والاستقرار في المنطقة في النهاية.

 

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي: انضمام "الفرقة 36" للعملية البرية جنوبي لبنان

ماذا تبقى من قدرات حزب الله العسكرية؟

وعن قدرات حزب الله العسكرية عقب الضربات التي تلقاها الحزب، قال: مع عدم وضوح حجم الضرر الذي ألحقته الضربات العسكرية الإسرائيلية بحزب الله، إلّا أنه لا يمكن القول إن الحزب لم يتأثر كثيراً بها، إذ ليس من السهل تدمير منطومة الاتصال وإفقاد الحزب قدراته على التواصل والسيطرة، كما ليس من السهل تحييد آلاف العناصر وبالتالي من الصعب تعويضهم بحكم أن لدى هؤلاء خبرات على إدارة العمليات العسكرية.

أمّا في ما يتعلّق بمخزون ذخائر حزب الله وأسلحته، فهناك عدد كبير من الذخائر فجرت بفعل الضربات الإسرائيلية سواء في الداخل السوري أو في الداخل اللبناني، فيما تراقب إسرائيل كلّ عمليات نقل الذخائر بين سوريا ولبنان وكذلك بين البقاع اللبناني والجنوب، وتعمل على تدميرها، كما أنّها أحدثت داخل القرى في الجنوب إعاقات إسمنية ودمّرت الطرق، ما يجعل عمليات نقل الذخائر أمراً صعباً.

وشدّد على أنّ "هناك تداعيات كبيرة جرّاء ضرب قدرات حزب الله العسكرية ومنطومة القتال لديه، ولكن لا بدّ من الانتظار ومتابعة كامل الآداء المتعلق بالحزب برياً. 

أخبار ذات علاقة

محللون: إعلان لبنان الرغبة في تطبيق القرار 1701 ليس ملزماً لإسرائيل

ماذا عن الجيش اللبناني؟

وعن دور الجيش اللبناني في تلك المرحلة، أوضح أنّه منذ انطلاق العمليات والجيش ملتزم القيام بواجبات روتينية من درويات وإقامة حواجز ظرفية بالتعاون مع قوات اليونيفيل وفقاً للقرار 1701، مع الإشارة إلى أنّ العمليات التي تحصل في الجنوب من قبل حزب الله وإسرائيل خرق فاضح للقرار 1701، وبالتالي فالجيش اللبناني لم يتخذ إجراءات منذ العام 2006، وذلك يعود إلى التقصير الحكومي والقرار السياسي المتعثّر وكذلك مدى هيمنة الحزب على قرار الحكومة ومنعها من اتخاذ أيّ إجراء يفضي إلى تطبيق القرار الأممي.

وقال الجنرال العسكري إنّ لبنان أمام مأزق حرج والقرار الدولي لا يزال منطلقاً لتسوية تنقذ البلاد، مشيراً إلى أنّ حزب الله يريد تطبيق القرار وفقاً لما طبق العام 2006، بمعنى الإبقاء على مسلحين في الجنوب وذلك ما أدّى إلى مجموعة من التراكمات انفجرت لاحقاً بالشكل الذي رأيناه.

وختم: ما لم يتمكن لبنان من اتخاذا قرار شامل بتطبيق القرار وفقاً لمندرجاته، بمعنى أن لا يكون في الجنوب اللبناني أيّ وجود لأيّ تنظيم مسلّح، فالحرب على لبنان مستمر بقرار أمريكي، وبالتالي فإنّ لبنان سيدخل في دوامة من العنف لا أحد يدري متى تنتهي.

شاهدوا أيضاً: إرم نيوز في مراكز إيواء النازحين.. رحلة الهروب من الجحيم

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC