إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
العالم العربي

شارع صلاح الدين.. "طريق موت" لا بديل عنه للنازحين في غزة

شارع صلاح الدين.. "طريق موت" لا بديل عنه للنازحين في غزة
07 نوفمبر 2023، 5:34 م

كان آدم وأسرته يعبرون شارع صلاح الدين من شمال غزة إلى جنوبها، عندما شاهدوا الدبابات الإسرائيلية وجثثًا ملقاة وأخرى داخل سيارات على طريق قال الجيش الإسرائيلي إنه "آمن" أمام النازحين.

"طريق الموت" هو الاسم الجديد الذي أطلقه أهالي غزة على شارع صلاح الدين، وهو اسم يقول النازحون، لـ"إرم نيوز"، إنهم لم يجدوا أبلغ منه لوصف "اللحظات القاسية" التي مروا بها عند فرارهم من شمال القطاع بحثًا عن "الأمن" في الجنوب.

وشارع صلاح الدين يقع على التخوم الشرقية لغزة، وهو طريق رئيسي يمتد من شمال القطاع إلى جنوبه.



ويقول آدم، وهو واحد من كثيرين تركوا منازلهم في شمال غزة وفروا باتجاه الجنوب بحثًا عن مكان آمن: "المشهد على طريق شارع صلاح الدين مرعب، الجثث ملقاة وسط الشارع وعلى جوانب الطرقات وداخل المركبات منذ عدة أيام، وجيش الاحتلال الإسرائيلي متمترس بالدبابات والمدرعات على جانبي الطريق يطلب منّا أن نلقي جميع ما نحمله من ممتلكات على الأرض وإظهار بطاقاتنا الشخصية".

ويضيف واصفاً مجريات نزوحه جنوباً، في حديث مع "إرم نيوز": "كان يتقدمنا طفل يحمل راية بيضاء، ويترجل عدد من الجنود الإسرائيليين لفحص بطاقاتنا الشخصية للسماح لنا باستمرار التقدم باتجاه وادي غزة للوصول إلى جنوبه، إذ تصل المسافة إلى ما يزيد على 10 كيلومترات، وسط بكاء الأطفال والنساء وتعب كبار السن".

ويتابع آدم: "ما رأيناه حقيقة ولكنه كان أشبه بالخيال وأفلام هوليوود، إذ كانت تفوح من الشارع رائحة الموت، والسيارات المتفجرة وضجيج الآليات العسكرية والبنايات المدمرة".

وتقول سيدة غزيّة، عرفت عن نفسها بـ"أم يزن"، وهي نازحة من الشمال أيضاً" :"الكثير منا يحب أن يغامر فنرى أناسا تتسلق جبالا أو تقضي عدة أيام داخل الغابة أو تمشي مسافات بالصحراء، ولكن نحن عشنا أصعب وأخطر مغامرة شهدها التاريخ علينا، إذ قمنا بالمشي عدة كيلومترات وسط أجواء شديدة الحرارة مليئة بالدخان، ورأينا أشلاء وجثثا متفحمة لمواطنين على الأرض".



وتضيف أم يزن، في حديثها مع "إرم نيوز:" "رأينا أكثر من 30 دبابة وقناص من مسافة الصفر يصوبون بنادقهم ومدفعياتهم نحونا، ويراقبون حركتنا بدقة، كان معنا عشرات الأطفال شاهدوا الأشلاء والجثث والدبابات."

وبينت السيدة الغزيّة: "كنّا شاهدين على موقف يدمي القلب، إذ كان معنا سيدة بمجرد أن رأت الدبابات توقف قلبها وماتت فوراً، وقام المواطنون بأخذ ابنها الرضيع من حضنها وأكملوا طريقهم".



وتقول: "كنا نعلم أن يوم القيامة يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه.. لكنا شاهدنا ذلك في طريق نزوحنا".

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، خصص الجيش الإسرائيلي طريقًا قال إنه آمن لخروج أهالي الشمال إلى الجنوب، ويعيش في قطاع غزة ما يقرب من مليوني نسمة، وهو من أكثر المساحات الجغرافية اكتظاظاً في العالم.

ويواصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية واجتياحه البري لقطاع غزة، ردًا على هجوم لحركة حماس في السابع من الشهر الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC