الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق ينذر بمرحلة جديدة من الصراع

ينذر الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة اليمنية، والذي أطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم عملية "اليد الطويلة"، بمرحلة جديدة من الصراع المستمر منذ هجوم السابع من أكتوبر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في غزة.

ومنذ اندلاع حرب غزة، تدور اشتباكات بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، حملت الأسابيع الماضية ارتفاعا في وتيرتها، وسط تهديدات من قبل مسؤولين إسرائيليين بشن حرب شاملة ضد لبنان.

وفي الوقت الذي تستهدف فيه ميليشيا الحوثي وميليشيات موالية لإيران في العراق، المدن الإسرائيلية والسفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بدأت إسرائيل في اتباع استراتيجية جديدة للردع، تمثلت بشن غارات جوية مباشرة، استهدفت ميناء الحديدة القابع تحت سيطرة الحوثيين.

وشاركت حوالي 20 مقاتلة إسرائيلية مساء السبت في سلسلة غارات استهدفت منشآت تكرير ومخازن للوقود في ميناء الحديدة، إضافة إلى موقع رئيس لتوليد وتوزيع الكهرباء ومكاتب تابعة لشركة النفط.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت على لسان مسؤولين إسرائيليين، أنهم يتوقعون ردا من الحوثيين عقب الضربة، مؤكدين أن الرد الإسرائيلي في حال حدوث ذلك سيكون أقوى وأكبر.

وحذرت ميليشيا حزب الله، السبت من أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الحوثيين في اليمن تشكل منعطفا خطيرا بعد أكثر من تسعة أشهر من التصعيد على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.

وقال التنظيم المدعوم من إيران في بيان: "إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو هي إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة، بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها".

وأفاد بأنه "يقف إلى جانب الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وسيادته وموقفه الداعم لفلسطين".

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، أن استهداف محافظة الحديدة غرب اليمن هو "رد مباشر" على هجوم المسيرة الحوثية على تل أبيب قبل أيام، معتبرا هذا الاستهداف "رسالة لأعداء" إسرائيل.

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إنّ الهجوم على الحديدة "جاء كرد مباشر" على هجوم المسيرة الحوثية الذي استهدف تل أبيب، فجر الجمعة.

وأضاف أن الطيران الحربي الإسرائيلي "أصاب في هذه العملية (الهجوم على الحديدة) أهدافا على بعد 1800 كيلومتر من حدودنا".

واعتبر هذا الهجوم "رسالة" للأعداء بأنه "لا يوجد مكان لن تصل إليه الذراع الطويلة لإسرائيل".

ولفت إلى أنه حصل على موافقة مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) قبل شن الهجمات على الحديدة.

وقال إن ميناء الحديدة، الذي طالته الهجمات، "ليس ميناء بريئا، وإنما تم استخدامه لأغراض عسكرية، وكان يستخدم كمدخل للأسلحة الفتاكة التي تزود بها إيران الحوثيين".