الحرس الثوري: قدرات إيران العسكرية "خط أحمر" في المحادثات مع واشنطن
كشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ"إرم نيوز" عن عمليات وقائية قامت بها ميليشيا حزب الله للحفاظ على أموالها في ظل تصاعد المخاطر الأمنية مع بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر أن الميليشيا نقلت أموال وذهب جمعية القرض الحسن إلى مواقع آمنة، مع الاستمرار في تقديم خدمات محدودة تلبيةً للحاجات اليومية، مشددة على سرية هذه التحركات والتعامل بشكل طبيعي مع العملاء.
وأكدت المصادر على التحول إلى استخدام شركات تحويل الأموال المحلية مثل "OMT" و"WISH" لصرف رواتب العناصر وتقديم المساعدات لعائلات قتلى الميليشيا.
إفراغ الفروع ونقل الأصول
أفادت المصادر بأن جمعية "القرض الحسن"، التي تعدُّ بمنزلة وزارة مالية حزب الله، قد أخلت فروعها جميعها من الأموال والودائع والذهب تحسبًا للاستهداف المحتمل.
وأكدت أن قاعدة بيانات العملاء والمودعين محفوظة أيضًا في مواقع آمنة، رغم القلق من فقدان بعض الأصول بسبب الدمار الذي أصاب عدة مناطق لبنانية تعد ملاذات آمنة لحزب الله.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا حزب الله اعتمدت على شركات تحويل الأموال المحلية لتوصيل المساعدات المالية والرواتب لعناصره، خاصةً العائلات التي نزحت من المناطق اللبنانية المتضررة. وتؤكد التقارير أن شركة "OMT" شهدت زيادة ملحوظة في حركة التحويلات من الخارج، التي تصنف كهبات عاجلة لمؤسسات محلية، بالإضافة إلى التحويلات الداخلية التي تذهب إلى أفراد الحزب وعائلاتهم.
النشاط المالي لشركتي "OMT" و"WISH"
تظهر المعلومات أن "OMT"، التي أسسها النائب اللبناني السابق أمل أبو زيد، تقوم بدور مهم في التحويلات المالية التي يستفيد منها حزب الله.
وتبيّن أن الشركة تعمل حاليًّا تحت ملكية أبناء أبو زيد وترتبط بعلاقات سياسية ومالية دولية، ما يثير مخاوف من تداعيات تلك الأنشطة على القطاع المالي اللبناني.
فيما تأسست شركة "WISH" في عام 2019 على يد توفيق الكوسا، الذي حصل على الجنسية اللبنانية بعد استغنائه عن الجنسية السورية، وتعمل في مجال تحويل الأموال لصالح الحزب بشكل غير مباشر.
تداعيات على الاقتصاد اللبناني
حذرت المستشارة المصرفية إلهام شمس الدين من احتمال تأثير استخدام حزب الله لشركات تحويل الأموال في الوضع المالي اللبناني.
وقالت في تصريح لـ"إرم نيوز" إن تزايد الاعتماد على هذه الشركات في تمويل أنشطة الحزب يضع لبنان في خطر الدخول إلى "اللائحة السوداء" دوليًّا، في حال أكدت التحقيقات تورط هذه الشركات في دعم منظمة مصنفة إرهابيةً.
وأضافت أن النظام المالي اللبناني قد يواجه المزيد من العقوبات، ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد اللبناني وقد يتطلب وساطة دولية للمعاملات المالية.
تحذيرات من تدهور الأوضاع الاقتصادية
في السياق نفسه، علّق العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني جميل أبو حمدان على لجوء حزب الله لشركات التحويل بعد شلّ جمعية "القرض الحسن"، مؤكدًا أن الحزب غير آبه بتبعات هذا الوضع على الاقتصاد اللبناني.
وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن اعتماد شريحة كبيرة من اللبنانيين على التحويلات المالية من الخارج يضع لبنان أمام مخاطر جمة، عادًّا الوضع قد يزداد سوءًا في حال استمر الحزب في أنشطته التي تعرّض المؤسسات المالية اللبنانية للعقوبات.
واختتم أبو حمدان حديثه بأن استمرار هذا الوضع سيؤدي بلبنان إلى "الهاوية الحقيقية"، مشددًا على ضرورة إجراء تغييرات جذرية في النظام المالي والسياسي لضمان استقرار لبنان ووقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين اللبنانيين.
