حزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاحنا إذا انسحبت إسرائيل وأنهت الضربات
بمشاهد وداع متكررة، ووسط معاناة هائلة خلفتها الحرب، وعلى أصوات أراجيح العيد، استقبل أهالي غزة عيد الفطر الثاني لهم خلال الحرب التي بدأت منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، دون أفق واضح لنهايتها حتى اللحظة.
وبعد أن تنفسوا الصعداء خلال فترة تهدئة قصيرة، عاد أهالي غزة ليعانوا تضافر الموت والجوع، موت نتيجة استئناف الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 900 فلسطيني خلال 10أيام، وجوع مع استمرار إغلاق معابر القطاع منذ نحو شهر دون سماح إسرائيل بدخول أي من إمدادات الغذاء والدواء.
تفاصيل غائبة
وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث قتلت غارات إسرائيلية 17 فلسطينيًا منذ ساعات الفجر الأولى لليوم الأحد، وبجوار ركام عشرات المنازل التي دمرها الجيش الإسرائيلي أقام مئات الفلسطينيين صلاة العيد في ساحة مدرسة مدمرة، محاولين صناعة أبرز مظاهر العيد.
ويقول محمد الآغا، إنه اصطحب أطفاله لمشاركته صلاة العيد أملاً في إضفاء بهجة على العيد بعد أن حرموا من غالبية مظاهره بسبب تبعات الحرب، مضيفًا "الحرب غيّبت تفاصيل العيد الاجتماعية والاقتصادية".
وقال لـ"إرم نيوز" إنه "تمكن بالكاد من شراء ملابس جديدة لهم لكن ذلك أثقل كاهله كثيرًا بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، وغياب السيولة النقدية لديه بسبب إغلاق البنوك جراء الحرب".
ويشير إلى أنه تمكن من زيارة شقيقاته اللواتي يقطن بالقرب منه، لكن انعدام وسائل النقل والمواصلات بسبب شح الوقود جراء إغلاق المعابر حال دون تمكنه من زيارة بقية أرحامه خلال العيد كما كان يفعل دائمًا مع أطفاله.
قتل مستمر
ويتفق الستيني راجح الفرا في أن مظاهر العيد غائبة دائمًا، في ظل استمرار عمليات القصف الإسرائيلية التي تحصد أرواح الغزيين باستمرار، قائلاً: "كيف يمكن أن نفرح بالعيد والقصف في كل مكان وجيراننا يموتون".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه "كان يأمل أن يتم التوصل لاستئناف التهدئة في قطاع غزة خلال العيد، حتى يتمكن المواطنون من التقاط أنفاسهم، لكن أحدًا لا يهتم بوقف قتل الفلسطينيين بشكل مستمر".
وتسببت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة في قتل 22 فلسطينيًا وإصابة العشرات منذ فجر اليوم الأول من عيد الفطر، في ظل عمليات قصف تركزت في خان يونس جنوبي القطاع.
محاولة للفرح
وفي مدرسة تحولت لمركز إيواء بخان يونس جنوبي قطاع غزة، اجتمعت سيدات لصناعة الكعك الذي ارتبط في أذهان الغزيين بالعيد، بعد أن تبرعت احدى المؤسسات الإغاثية لهن بتوفير مكوناته لتوزيعه على النازحين في المدرسة.
وتقول نجاح وادي، وهي نازحة في مركز الإيواء لـ"إرم نيوز" إنها "اجتمعت مع سيدات لصناعة الكعك لإضفاء جو من الفرح على مظاهر العيد بالنسبة للأطفال الذين قضوا ليالي تحت القصف".
وأضافت "بعد أن كانت جميع العائلات في قطاع غزة تصنع الكعك في منازلها قبل الحرب، أصبحت الآن غالبية العائلات لا تملك ثمن صناعته، ولا حتى منازل أو غاز الطهي اللازم لخبزه".