الخارجية الروسية: العالم سئم من التهديدات التي لا تنتهي ضد إيران
كشفت مجلة "أتلانتيك"، اليوم الأربعاء، في تقرير لها، عما قالت إنها "خطة الهجوم الأمريكية على الحوثيين في اليمن"، والتي تسبب تسريب أنباء عنها، في وقت سابق، بفضيحة مدوية لإدارة الرئيس ترامب، فيما يعرف بـ "فضيحة سيغنال".
وأرسلت تفاصيل الخطة، التي تم إرسالها وبحث تفاصيلها، عبر تطبيق "سيغنال" للدردشة، في مجموعة كانت تضم مسؤولين أمريكيين رفيعين، ورئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" جيفري غولدبرغ، الذي تمت إضافته للمجموعة بطريق الخطأ.
وأفادت المجلة بأنها وجّهت طلبات رسمية إلى عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية للاستفسار حول إمكانية نشر المحادثات، موضحة أن الردود الرسمية أكدت أنه "لا توجد معلومات سرية في الرسائل"، وبناء عليه قررت نشر ما أسمته "سلسلة سيغنال" كاملة.
وتؤكد المجلة أنها "امتنعت سابقاً عن ذكر تفاصيل الخطة، لكن أمام تكذيب الإدارة الأمريكية للتسريبات، وصلت إلى الاعتقاد بأنه ينبغي على الناس الاطلاع على الرسائل للوصول إلى استنتاجاتهم الخاصة".
وأضافت: "هناك مصلحة عامة واضحة في الكشف عن نوع المعلومات التي أدرجها مستشارو ترامب في قنوات الاتصال غير الآمنة، لا سيما أن كبار المسؤولين في الإدارة يحاولون التقليل من أهمية الرسائل التي تمت مشاركتها".
وتقول المجلة: "أخبرنا الخبراء مرارًا وتكرارًا أن استخدام دردشة سيغنال لمثل هذه المناقشات الحساسة يُشكل تهديدًا للأمن القومي".
وتضيف: "على سبيل المثال، تلقى غولدبرغ معلومات عن الهجمات قبل ساعتين من الموعد المقرر لبدء قصف مواقع الحوثيين. لو أن هذه المعلومات - وخاصةً مواعيد إقلاع الطائرات الأمريكية إلى اليمن - وقعت في أيدٍ غير أمينة خلال تلك الساعتين الحاسمتين، لكان الطيارون الأمريكيون وغيرهم من الموظفين قد تعرضوا لخطر أكبر مما قد يواجهونه عادةً".
وتتابع "أتلانتيك": "تُجادل إدارة ترامب بأن المعلومات العسكرية الواردة في هذه الرسائل النصية لم تكن سرية - كما هو الحال عادةً - على الرغم من أن الرئيس لم يُوضح كيف توصل إلى هذا الاستنتاج".
وبحسب المجلة، "دارت نقاشاتٌ كثيرةٌ في (المجموعة الخاصة) حول توقيت الهجمات على الحوثيين ومبرراتها، وتضمنت تصريحات لمسؤولين في إدارة ترامب حول أوجه القصور المزعومة لحلفاء أمريكا الأوروبيين. لكن في يوم الهجوم - السبت 15 مارس/ آذار - تحوّل النقاش نحو العمليات".
وتستطرد المجلة: "دعونا نتوقف هنا لحظةً للتأكيد على نقطة. تُظهر رسالة سيغنال أن وزير الدفاع الأمريكي أرسل رسالة نصية إلى مجموعة تضمنت رقم هاتف لا يعرفه - هاتف غولدبرغ (رئيس تحرير أتلانتيك) - الساعة 11:44 صباحًا. كان هذا قبل 31 دقيقة من انطلاق أولى الطائرات الحربية الأمريكية، وقبل ساعتين ودقيقة واحدة من بداية الفترة التي كان من المتوقع أن يُقتل فيها هدف رئيسي، وهو (الإرهابي المستهدف) الحوثي، على يد هذه الطائرات الأمريكية".
ولفتت المجلة إلى أنه "لو تلقّى هذا النصّ شخصٌ معادٍ للمصالح الأمريكية - أو شخصٌ مُستهترٌ، ولديه وصولٌ إلى وسائل التواصل الاجتماعي - لكان لدى الحوثيين الوقت الكافي للاستعداد لهجومٍ مُفاجئٍ كان من المُفترض أن يُنفّذ على معاقلهم. ولكانت العواقب وخيمةً على الطيارين الأمريكيين".
وتضمّن محتوى المحادثات تفاصيل دقيقة حول الهجوم على الحوثيين، بما في ذلك توقيت الهجمات والطائرات التي تم إرسالها.
في الساعة 11:44 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، نشر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيتث، رسالة تفيد بأن الطقس كان مناسبًا وأن الهجوم أصبح جاهزًا للانطلاق.
النص الذي تم تبادله تضمّن معلومات تفصيلية مثل توقيت إطلاق الطائرات الحربية، حيث تم تحديد الساعة 12:15 ظهرًا لانطلاق أول مجموعة من طائرات F-18.
وأشار النص أيضاً إلى الساعة 1:45 ظهرًا باعتبارها بداية نافذة الهجوم الأولى بواسطة الطائرات، بالإضافة إلى توقيت إطلاق طائرات MQ-9 الهجومية.
تضمن النص كذلك تفاصيل حول الهجوم الثاني المقرر في الساعة 2:10 بعد الظهر، ثم ذكر أن الهجوم سيستمر لساعات بعد ذلك.
وفي وقت لاحق من اليوم، ورد في المحادثة أن الهجوم قد أسفر عن مقتل "الهدف الإرهابي" الحوثي، وهو شخص كان من المتوقع أن يتواجد في موقعه وقت الهجوم.
وتقول المجلة: "لا يزال سبب إضافة صحفي إلى المحادثة النصية غير واضح. وصرّح مايكل والتز، الذي دعا غولدبرغ إلى محادثة سيغنال، أمس بأنه يحقق في كيفية دخوله إلى هذه الغرفة".
وأثارت الحادثة دعوات لإقالة مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيت، وفتح تحقيق فيدرالي.