وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
أثار الكشف عن وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي بصحراء النقب جدلاً حول هذا السجن الذي أعادت السلطات الإسرائيلية فتحه مع بدء حرب غزة، ويطلق عليه البعض اسم "غوانتانامو إسرائيل".
ويقع هذا المعتقل داخل القاعدة العسكرية "سدي تيمان" التابعة للقيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، وأقيمت القاعدة منذ أربعينيات القرن الماضي خلال فترة الانتداب البريطاني، وتقع على بعد نحو 10 كيلومترات شمالي غرب مدينة بئر السبع، وتضم عدة منشآت اعتقال استُخدمت خلال العمليات العسكرية السابقة في غزة، خصوصا في 2008 و2014.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد تم تسجيل وفاة 48 أسيراً فلسطينياً في هذا المعتقل المهجور لسنوات، وأُعيد افتتاحه مع اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، ويتم فيه اليوم احتجاز الفلسطينيين الذين اعتقلوا من القطاع، وكذلك عناصر "وحدة النخبة" من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الذين أُسِرُوا.
والمعتقل شديد التحصين، ويقع بعيداً جداً عن المناطق المأهولة بالسكان، ويُمنع الوصول إليه، وقد أقيم داخل القاعدة العسكرية، ليكون الإشراف على المعتقلين من قبل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، دون أن تكون لسلطة السجون الإسرائيلية أي صلاحية بشأنها.
ووفق متابعين، فإن السلطات الإسرائيلية تهدف بذلك إلى التكتم على الإجراءات التي تُنفذ ضد المعتقلين، وعدم الكشف عما يجري بمنشآت الاعتقال أو السماح بالزيارات.
وكانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية قد فتحت أمس تحقيقا مع 10 جنود في الجيش يواجهون اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة داخل المعتقل، بينها اتهامات باعتداءات جنسية على أسير من غزة.
ومع بدء الحرب على غزة، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمراً يجعل من هذه القاعدة العسكرية مكاناً للاحتجاز والاعتقال الإداري، وأقيمت في المعسكر 5 منشآت تحتوي على أقفاص حديدية لاحتجاز من يُعْتَقَلُون من غزة، كما أقيمت 5 خيام قيل إنها مستشفى ميداني لعلاج الجرحى من المعتقلين.
وجاء الأمر الصادر عن غالانت بموجب "قانون المقاتلين غير الشرعيين"، الذي يجيز لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اتخاذ قرار بتنفيذ اعتقالات إدارية واسعة دون الحق في الاستئناف أو المرافعة القانونية، وقد صادق الكنيست الإسرائيلي هذا الأسبوع على تمديد العمل بالقانون حتى يوم 30 نوفمبر 2024.
