عملية "اللنبي" تلقي بظلال قاتمة على العلاقة الأردنية الإسرائيلية

تمر العلاقة الأردنية الإسرائيلية في إحدى المحطات الأكثر حرجًا وتوترًا، بخاصة بعد مقتل ثلاثة إسرائيليين على يد سائق شاحنة أردني، بحسب محللين سياسيين تحدثوا لـ"إرم نيوز" عن مستقبل العلاقة بين الطرفين والمصير المجهول لمعاهدة السلام المبرمة بينهما عام 1994 (وادي عربة).

وبعد حادثة مقتل الإسرائيليين، ذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن الحادث يعد عملاً فردياً، وأن المملكة ترفض أشكال العنف كافة، لكنها في الوقت ذاته ألمحت أن العمل هو نتاج للممارسات الإسرائيلية في غزة والضفة.

 

وقال رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق عاطف الطراونة، إن ما جرى يضع علاقة المملكة مع إسرائيل على صفيح من التوتر، وهي تمر بمراحل صعبة وحرجة، علاوة على ما كانت عليه من قطيعة دبلوماسية، باستدعاء سفير الأردن من تل أبيب في الأيام الأولى للحرب على غزة.

وأضاف الطراونة لـ"إرم نيوز" إن حادثة المعبر هي نتاج لممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة، مشيرا إلى أن ما "تقوم به الحكومة اليمينية المتطرفة سيزيد من وتيرة اتساع رقعة الصراع في المنطقة".

من جهته أشار المحلل السياسي عامر السبايلة،  إلى أن توقيت العملية يأتي في ظل تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية، وبعد ضغوطات عديدة على مرور المساعدات الإنسانية من معبر جسر الملك حسين الذي كان مسرحًا لمقتل الإسرائيليين الثلاثة.

وقال السبايلة لـ"إرم نيوز"، إن الحادثة تُكمل مشهد التوتر القائم؛ فبعد خلاف دبلوماسي وسياسي، أصبح الحديث عن مسألة الأمن والحدود، وهي ملفات طالما كانت محط توافق بين عمّان وتل أبيب. لكنها اليوم تشير إلى وجود خلل أمني، تنامى معه حديث نتنياهو بأن إسرائيل محاطة بأيديولوجيا القتل.

وأضاف: "معبر جسر الملك حسين يمثل شريان حياة لغزة، وبعد جهد كبير وافقت إسرائيل على عبور شاحنات المساعدات منه إلى القطاع، وأعتقد بعد الحادثة سيكون هناك انعكاسات على السلطة الفلسطينية وغزة والأردن بطبيعة الحال".

وأوضح السبايلة، أن إسرائيل كخطوة احترازية ستغلق المعبر أمام حركة الشحن وسوف تتزايد لديها فكرة إقامة الأسوار مع الحدود الأردنية أو تعزيز فكرة وجود قوات أمريكية على المعابر.

وزاد: أن الأردن اليوم مطالب بالسير نحو مقاربة جديدة مع حليفه الرئيس الولايات المتحدة؛ من أجل الدفع لإنهاء الصراع في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم إزالة التوتر الأردني الإسرائيلي.

فيما يرى المحلل السياسي رياض منصور، أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية تمر اليوم بمنعطفات خطيرة وحرجة، في ظل تنامي الحديث من حكومة إسرائيل عن خطر الحدود، وفي ظل تصعيدها بالضفة الغربية.

وقال منصور لـ"إرم نيوز" إنه من المعروف أن هناك تنسيقاً أمنياً مشتركاً بين الجانبين لحفظ الحدود، لكن العلاقة السياسية في أدنى مستوياتها، وهذا طبيعي في ظل ممارسات الجيش الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية؛ فالأردن ينظر لنفسه بوصفه صاحب قضية، ولديه نقاط خلافية مع إسرائيل تتعلق بملفات اللجوء والمياه والقدس.

وختم بالقول: "طالما علت أصوات التحذير من دوامة العنف، والتي لا تولد إلا العنف المضاد، فعلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومختلف مراكز القرار الدولي أن تحاول إيجاد مقاربة جديدة لإنهاء الصراع بعيداً عن نوايا وممارسات حكومة نتنياهو المتطرفة".