"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة في غزة

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا منسوبًا لمنظمة العفو الدولية تتهم فيه إسرائيل باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، تزيد أعداد القتلى المدنيين "بشكل فظيع". 

 وأضاف التقرير أن إسرائيل تتعمّد استخدام مثل هذه الأسلحة التي تحتوي على عدد هائل من الشظايا في الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة؛ بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين. 

قتل أكبر عدد من المدنيين

 نقلت المنظمة الدولية شهادات لأطباء أجانب عملوا، أخيرًا، في قطاع غزة، قالوا فيها إن الأسلحة إسرائيلية الصنع تسببت بإصابات مروّعة للمدنيين، لا سيما الأطفال.

 وأشار الأطباء في حديثهم إلى أن معظم الوفيات التي كانوا يعالجونها كانت بسبب استخدام صواريخ وقنابل معبأة بالصفائح المعدنية الحادة جدًا، والتي تؤدي إلى حدوث بتر في معظم أنحاء الجسد. 

 وقالت طبيبة من كاليفورنيا عملت في المشفى الأوروبي إن أكثر من نصف الإصابات التي عالجتها تعود لأطفال.

من جانبه، يقول الخبير العسكري العميد رائد موسى إن استخدام إسرائيل للأسلحة عالية التفجير، التي تحتوي على قطع معدنية تهدف إلى قتل أكبر عدد من الأشخاص، دليل واضح على أن الهدف الإسرائيلي الأساس من الحرب هو قتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين. 

كوارث بيئية

 وأضاف موسى، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هذه الأسلحة تحتوي على نسبة متفجرات عالية جدًا برأس متفجر مضغوط، إلى جانب صفائح معدنية حادة جدًا تتشظى إلى مئات الشظايا القاتلة في مكان الاستهداف، موقعة عشرات القتلى والجرحى في محيط قطره 100 متر. 

 

 وتابع الخبير: "تندرج هذه الأسلحة تحت قائمة الأسلحة المحرمة دوليًا، لا سيما أنها محملة بأطنان من المواد المتفجرة ومئات الشظايا التي تفتك بالفلسطينيين، والتي تعرف إسرائيل مسبقًا الكثافة السكانية الهائلة للمكان المستهدف".

 ولفت الخبير العسكري إلى حدوث كوارث بيئية خطيرة في السنوات القادمة في قطاع غزة، لا سيما على مستوى الإنتاج الزراعي، بعد أن اختلطت التربة بآلاف الأطنان من المتفجرات والمواد الكيميائية السامة التي تفقد التربة خصوبتها، وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاج الزراعي بشكل كبير.

 من جهته، قال طبيب الأطفال المختص عبد الحي أبو ندى إن الأعداد الهائلة لإصابات الأطفال وعمليات بتر في الأطراف جاءت بسبب إلقاء صواريخ وقنابل تحتوي على قطع معدنية صغيرة الحجم، تفتت الأعضاء الحيوية ما يؤدي في معظم الأحيان إلى الوفاة. 

البتر في الأطراف

 وأضاف أبو ندى، في حديث لـ"إرم نيوز"، " لقد رأيت مئات الحالات وأنا على رأس عملي بما يسمّى (الإصابات الشظية)، التي كانت في منتهى الصغر إلى درجة يمكن عدم ملاحظتها في أثناء الفحص، إلا أنها تكون قد تسببت بأذى بالغ".

 وأوضح أن أجساد الأطفال معروفة بصغر حجمها، لذلك غالبية الأطفال الذين تعرضوا لقصف إسرائيلي مباشر سواء بالقذائف أو الصواريخ جرى بتر جزء من أطرافهم. 

 وأكد الطبيب المختص أن للإصابات غير المباشرة أيضًا نصيبًا كبيرًا في قتل وإصابة الأطفال، إذ تنهار الأبنية والمنازل عليهم؛ ما يؤدي إلى بتر في أطرافهم.

 ولفت خلال حديثه إلى أن الصحة النفسية السيئة التي تتم ملاحظتها على الأطفال لحظات الإصابة، وبدء مرحلة التشافي، تؤثر بشكل كبير في حياتهم، حيث يعيش الأطفال في حالة دائمة من الخوف والقلق نتيجة القصف المستمر؛ ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية شديدة لهم.