وزير الطاقة الإسرائيلي: لن نغادر قطاع غزة إلا بعد أن نعيد آخر رهينة

logo
العالم العربي

تقرير: مفاوضات رهائن حماس تكشف عن عملية دبلوماسية "معقدة"

تقرير: مفاوضات رهائن حماس تكشف عن عملية دبلوماسية "معقدة"
24 نوفمبر 2023، 4:24 م

ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المفاوضات السرية الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل لإطلاق سراح الرهائن كشفت عن عملية دبلوماسية "معقدة"، تمثلت بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومسؤولين رفيعين من مختلف وكالات الاستخبارات، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي عمل وسيطًا مع الحركة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقطة التحول في هذه المفاوضات حدثت عندما تدخل الرئيس الأمريكي بالاتصال بأمير قطر، مؤكدًا ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة لإطلاق سراح الرهائن.

كما لفتت الصحيفة إلى عودة يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، إلى الظهور بالمفاوضات بعد وقف السيطرة العسكرية الإسرائيلية على مستشفى الشفاء، الذي زعمت إسرائيل أنه يستخدم من قبل حماس كمركز قيادة.

وبحسب الصحيفة، كانت عملية التفاوض عبارة عن شبكة متاهة تضم وكالة المخابرات المركزية والموساد والمخابرات المصرية والسنوار الغامض، الذي قيل إنه كان يعمل من مخبأ تحت الأرض، في وقت واجه فيه الاتفاق عقبات في اللحظة الأخيرة.

وتجسدت المناقشات في نهاية المطاف في صفقة لإطلاق سراح 50 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح 150 سجينًا فلسطينيًا من الأطفال والنساء، بدءًا من إطلاق سراح السجناء من قبل إسرائيل يوم الجمعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق نص أيضًا على وقف يومي للمراقبة الإسرائيلية بطائرات بدون طيار فوق غزة، وهو تنازل كبير حصل عليه الرئيس بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومع ذلك، يظل المسؤولون الأمريكيون حذرين، ويسلطون الضوء على هشاشة الاتفاق الذي تمت صياغته بين كيانين متخاصمين – حماس وإسرائيل – ولكل منهما تاريخ مثير للجدل، لا سيما وسط تصاعد العنف بين الجانبين.

وأكدت الصحيفة أنه حتى وقت متأخر من مساء الخميس، كان المفاوضون ما زالوا يضعون اللمسات النهائية على التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك الطريق المحدد لعودة الرهائن إلى إسرائيل، موضحة أن هذا التطور الأخير في الصراع الدائر بين حماس وإسرائيل يعكس لحظة محفوفة بالمخاطر ولكنها محورية، إذ يمكن للدبلوماسية المعقدة والمفاوضات عالية المخاطر التأثير على الديناميكيات الأوسع في المنطقة.

وتمثل المفاوضات الأخيرة بين طرفي الحرب لتأمين إطلاق سراح الرهائن اختراقا دبلوماسيا كبيرا وسط الصراع المستمر منذ سبعة أسابيع، وكان هذا بمثابة لحظة محورية، إذ تم إنشاء قناة اتصال نادرة بين الفصائل المتحاربة، ما عزز التفاؤل بإجراء مزيد من المناقشات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الإضافيين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الصحيفة.

وتقول "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن عملهم العسكري يزيد الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، في حين يخشى المفاوضون الأمريكيون والقطريون والمصريون من أن تؤدي الاشتباكات في غزة إلى إغلاق نافذة التوصل إلى اتفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات المتعلقة في المقام الأول بتبادل الرهائن المدنيين بالسجناء والمساعدات، واجهت الانهيار مع تصاعد الصراع، فقد هددت حماس بالانسحاب من المحادثات وطالبت بعدد محدد من الرهائن والأسرى.

وواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة لحل الوضع، فقد أعربت عائلات الرهائن عن مخاوفها بشأن سلامة أقربائهم وسط الحملات العسكرية المستمرة.

وأسفرت عملية التفاوض، التي وُصفت بأنها مملة ومحبطة، عن نجاح مبكر بإطلاق سراح رهينتين أمريكيتين. ومع ذلك، استمرت العديد من التحديات، مثل إحجام حماس عن تقديم قائمة مفصلة بالرهائن وإثبات سلامتهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات تأثرت بشكل كبير بالتطورات على الأرض، إذ أدت الغارة الجوية القاتلة التي شنتها إسرائيل على غزة إلى وقف المفاوضات مؤقتًا، ما يؤكد التحديات التي تواجه الحفاظ على الحوار وسط الصراع المتصاعد.

وتلا ذلك جهود دبلوماسية مكثفة، بما في ذلك مناقشات رفيعة المستوى شارك فيها مديرو وكالة المخابرات المركزية. وأخيراً، بعد العديد من العقبات، ظهر اتفاق مبدئي.

وأكدت الصحيفة أنه رغم الإعلانات العامة عن القبول، نشأت مشاكل غير متوقعة، الأمر الذي أدى إلى تأخير تنفيذ الصفقة، إذ ظلت أسر الرهائن حذرة بانتظار العودة الآمنة لأحبائهم المقرر إطلاق سراحهم يوم الجمعة.

وختمت الصحيفة أن الطبيعة المعقدة والمضطربة لعملية التفاوض سلطت الضوء على التعقيدات والتحديات والدبلوماسية عالية المخاطر التي ينطوي عليها تأمين إطلاق سراح الرهائن، وسط مفاوضات طويلة الأمد.

المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC