"الأنفاق التجارية".. خدعة إسرائيلية لتسجيل إنجاز في محور فيلادلفيا

أعلنت إسرائيل، خلال الأيام الماضية، اكتشاف العديد من الأنفاق في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، التي تطلق عليها إسرائيل "محور فيلادلفيا"، الذي أصبح مركز العمليات الرئيس للجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية المستمرة في مدينة رفح منذ 7 مايو/أيار الماضي.

وأثارت الإعلانات المتكررة عن اكتشاف أنفاق بين قطاع غزة ومصر، تساؤلات حول أهداف إسرائيل من ورائها، لا سيما أنها ترافقت مع توتر في العلاقات مع مصر، التي تؤكد أنها تقوم بدورها كاملًا في ضبط الحدود مع غزة.

وتتهم إسرائيل، حماس بتحويل الأنفاق مع مصر إلى "شريان حياة"، تُدخل الحركة من خلاله الأسلحة والأموال إلى قطاع غزة، لكن ما حقيقة وجود أنفاق للتهريب بين غزة ومصر؟

من بين إعلانات للجيش الإسرائيلي حول اكتشاف أنفاق بين غزة ومصر، برز نفق بارتفاع ثلاثة أمتار، ونشر الجيش الإسرائيلي صورة لمركبة عسكرية إسرائيلية داخل النفق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "قوات الفرقة 162 وقوات وحدة "يهلوم" الهندسية للمهام الخاصة تعمل للعثور على مسارات تحت أرضية في منطقة محور فيلادلفيا وتدميرها"، مشيرًا إلى العثور على عشرات المسارات وتدميرها.

أنفاق تجارية

وأكد مسؤول في بلدية رفح، جنوبي قطاع غزة، أن الأنفاق التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافها هي أنفاق مغلقة منذ سنوات، وكانت تستخدم في عمليات التهريب قبل عام 2013.

وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الأنفاق تم إغلاقها من الجانب المصري من الحدود، لكن بقيت امتداداتها في الجانب الفلسطيني، بعد أن شن الجيش المصري عملية واسعة لمكافحة الأنفاق وعمليات التهريب عام 2013".

وأشار إلى أن أكثر من 1000 نفق، وتشعبات منها، كانت تعمل خلال الفترة بين عامي 2007 - 2013، وكانت تستخدم لتهريب أغراض مختلفة بدءًا من المواد الغذائية وحتى السيارات التي كان يتم تهريبها عبر الأنفاق إلى القطاع.

وأوضح أن النفق الضخم الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافه قبل أيام، هو نفق كان يستخدم لتهريب السيارات عبر الحدود، لافتًا إلى أن ذات النفق تم تصوير تقارير عدة داخله خلال الفترة التي كان يعمل فيها.

 مبررات و"إنجازات"

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي، إياد جودة، أن ما تقدمه إسرائيل من "إنجازات" بشأن محور فيلادلفيا، لا يعدو كونه مبررًا لطول أمد العملية العسكرية في مدينة رفح.

وقال جودة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تريد من خلال تضخيم الإنجاز عبر محور فيلادلفيا أمرين؛ الأول مرتبط بتصوير تحقيق إنجاز استراتيجي من العملية العسكرية في مدينة رفح بعد نحو 100 يوم على إطلاقها".

أما الأمر الثاني، فيتمثل في إيجاد مبرر لاستمرار البقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ما يوفر لإسرائيل الذرائع في مقاومة الضغوط التي تطالبها بالانسحاب منه، وفق جودة.

وأشار إلى أن إسرائيل وضعت البقاء في محور فيلادلفيا، من ضمن الأهداف الأساسية للحرب، بذريعة منع التهريب عبر الحدود مع مصر.

وأضاف أن "استمرار التواجد الإسرائيلي في هذه المنطقة يعني السيطرة على معبري رفح وكرم أبوسالم، وكذلك تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم".

وأوضح جودة أن "السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا تعني تجريف أراضٍ واسعة من المناطق الحدودية لإنشاء منطقة عازلة، تحمي تواجد الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن إبقاء سكان غالبية مناطق مدينة رفح تحت خطر دائم؛ بسبب نشاط الآليات العسكرية الإسرائيلية على الحدود".