"بوليتيكو": واشنطن تختار المسؤول في الخارجية مايكل أنطون لقيادة المحادثات الفنية مع إيران
أكد خبراء سياسيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ بالتراجع عن المقترح الذي وضعه لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد تصريحه الأخير، بأن "لا أحد سيطرد أحدًا من غزة".
ورجّحوا لـ"إرم نيوز" أن الخطة العربية التي أعدتها مصر ولاقت دعم مؤتمر العالم الإسلامي، إلى جانب دعم الاتحاد الأوروبي ودول فاعلة عالميًا، ستجد طريقها قريبًا للتنفيذ.
وشددوا على أهمية الخطة بصفتها تمثّل "أفكارًا جذابة" يُمكن البناء عليها، كما وصفها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، أكد ويتكوف، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن الخطة تتضمن عناصر جاذبة وتعكس نوايا طيبة، مبديا ترحيبه بالتعرف إلى مزيد من التفاصيل بشأن الخطة خلال المدة المقبلة.
اليوم التالي للحرب
وأكد الكاتب المتخصص والخبير في العلاقات الدولية ماك شرقاوي أن الخطة المصرية التي حازت موافقة جامعة الدول العربية في قمتها الطارئة بالقاهرة، وحازت أيضًا تأييد الصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي ومؤتمر العالم الإسلامي، من الممكن أن ترى النور وتدخل في حيّز التنفيذ قريبًا، مشيرًا إلى تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، بعدما أكد ويتكوف أنها خطة جذّابة وبنّاءة وأنها تُثبت حُسن النية.
ورجّح شرقاوي لـ"إرم نيوز" أن تكون هناك زيارة قريبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البيت الأبيض لوضع النقاط الأخيرة بشأن كيفية البداية لدفع الخطة إلى مرحلة التنفيذ.
وأكد ضرورة وجود جهود دبلوماسية لإنجاح الخطة، خاصة أن للخطة الكثير من الجوانب وبعضها لا بد أن يتم الضغط على الجانب الإسرائيلي، للمضي قدمًا في إنفاذها.
وأوضح أن الخطة تشمل أيضًا اليوم التالي للحرب في غزة، وليس فقط إعادة الإعمار والأمور الفنية، وكيفية إدارة الأمور فيها.
وذكر شرقاوي أن القاهرة تنظر الآن للكثير من الأسماء المعروضة عليها لتشكيل حكومة التكنوقراط التي ستدير قطاع غزة، تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد انتهاء الحرب. وأضاف أن مصر تسعى لتنظيم مؤتمر دولي للسلام ينتج عنه حل الدولتين الذي أكده الرئيس المصري مرارًا، بصفته الحل الوحيد للاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن العقبة كانت أمام الخطة هو الرفض والتعنت الأمريكي، لكن بعد تصريح الرئيس ترامب فإن الأمور تتجه لتنفيذ الخطة في القريب العاجل.
"خطة بديلة وذكية"
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، من جهته، أكد أن تراجع ترامب يُمهد الطريق لتنفيذ الخطة المصرية التي أصبحت عربية وإسلامية، وأن هذا التراجع يُشير إلى أن هناك قراءة خاطئة للرئيس ترامب وحسابًا محدودًا لتداعيات القرار، وعدم معرفة جيدة بالقضية الفلسطينية، بسبب الضغط الإسرائيلي.
وأضاف أن العرب والأردن ومصر كانوا أذكياء بعدم مواجهة ترامب ومعارضته مباشرة، وطرح خطة بديلة لمقترحه، ما كان له أثر إيجابي كبير في تغيير قناعته السابقة نحو إمكانية إعادة إعمار القطاع بوجود مواطنيه.
وأشار إلى أن الشيء المهم هو أن ترامب والجميع سيكتشفون أن إسرائيل هي مَن ستُعرقل هذه العملية، لأن مخططها الرئيسي هو تهجير أهل غزة، ومن ثم فإن إسرائيل نفسها تخشى من تقلبات دونالد ترامب، لافتًا، في هذا السياق، إلى أن نتنياهو يحرص أسبوعيًا على التواصل مع ترامب لمحاولة تأليبه على الخطة.
وأشار إلى أن من التحديات التي تواجه الخطة المصرية، إلى جانب أن إسرائيل من الممكن أن تعرقل تنفيذها بالضغط على الولايات المتحدة، هو أنها تحتاج مبلغ 53 مليار دولار "وهو مبلغ كبير" لا تستطيع الدول العربية تحمله وحدها، مشددًا على أهمية ديناميكية الجامعة العربية بالضغط على حركة حماس لترتيبات اليوم التالي، كذلك الضغط الدبلوماسي من أجل إنجاح الخطة، وتأمين الدعم الدولي اللازم لها.
"منحى مهم"
أما الكاتب والمحلل السياسي إيهاب سلامة، فيرى أنه لا يمكن القول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تراجع فعلًا عن مخططه الهادف بتهجير سكان قطاع غزة بناءً على تصريحاته الأخيرة، موضحًا أن "من يعرف عقلية ترامب المزاجية والمتقلبة والمراوغة، يدرك أنه قد يتراجع مساءً، عما يُدلي به صباحًا".
وفي الوقت نفسه، أكد سلامة أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة قد أخذت منحىً مهمًا، لكن السؤال الأبرز هو ما إذا كانت قادرة على التقدم بشكل عملي في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، خاصة في ظل وجود العديد من العقبات.
وأشار إلى أن القمة العربية تركت العديد من الأسئلة المهمة دون إجابات، لافتًا إلى أنها قد تعمدت ترك بعض المواقف مبهمة، مثل موقفها من المقاومة في غزة، وسلاحها، ومن سيحكم القطاع لاحقًا، ومن هي الجهات التي ستموّل إعادة الإعمار، وغيرها من القضايا الحاسمة.
وأوضح أن عملية إعادة الإعمار ليست مهمة بسيطة، بل تتطلب دعمًا من المجتمع الدولي، وتعاونًا بين الأطراف الفلسطينية المختلفة، بالإضافة إلى حشد الموارد اللازمة من دول المنطقة.
"تعزيز الخطة"
وشدد الكاتب والمحلل السياسي حازم الخالدي أن لا أحد قد يجبر الفلسطينيين على ترك أرضهم، لذا جاءت الخطة العربية لمنع التهجير وعدم اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، كخطوة مهمة للرد على مقترح ترامب.
وأكد أن الموقف العربي يحتاج إلى تعزيز ليصل إلى كل العالم لدعم هذه الخطة حتى لا يتم تفريغ غزة وتهجير الفلسطينيين وإبعادهم عنها بأي طريقة كانت ولأي مكان، مؤكدًا أنه يجب أن يتوحد العرب من أجل دعم إنشاء دولة ضمن إطار حل الدولتين.
كما أشار إلى أن على الدول العربية مسؤولية أن تعمل على الوقوف بوجه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وما تؤدي من تبعات على أمن المنطقة ككل، لافتًا أيضًا إلى أن الخطة المصرية ستدعم صمود أبناء غزة للعيش في أرضهم.