خبراء: تهديد الحوثي بالرد على إسرائيل مجرد "تهويل إعلامي"

رأى مراقبون وباحثون يمنيون، أن وعيد وتهديد ميليشيا الحوثي بالرد على هجوم إسرائيل على ميناء الحديدة، مجرد تهويل إعلامي "يستحيل أن يُترجّم إلى فعل عسكري حقيقي".

وأشاروا، في أحاديث لـ"إرم نيوز"، إلى أنه في حالة قيام الحوثيين بتنفيذ أي هجمة باتجاه إسرائيل، فإنها لن تتعدى ضعف وفشل هجوم ميليشيا حزب الله اللبناني، في رده على اغتيال إسرائيل القائد العسكري لدى الحزب فؤاد شكر.

 

ومرّ نحو أكثر من شهر ونصف، منذ تنفيذ المقاتلات الإسرائيلية، هجومًا استهدف رصيف خزانات الوقود في ميناء الحديدة شمال غربي اليمن، الذي جاء ردًّا على هجوم شنه الحوثيون، عبر انفجار طائرة مسيّرة وصلت إلى تلّ أبيب، وأدت إلى مقتل شخص واحد.

ويُكرر زعيم ميليشيا الحوثيين عبدالملك الحوثي، في كل خطاب أسبوعي يظهر فيه، تهديد إسرائيل بالردّ على هجوم الحديدة، وآخرها كان في خطابه يوم أمس الخميس.

 

 

وقال الحوثي إن "الأعداء سيفاجؤون في البر كما فوجئوا بالبحر.. بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم، وشعبنا يسهم جهادا في سبيل الله بعملياته البحرية، وهو مستمر أيضا في تطوير قدراته وبما يفاجئ الأعداء".

الضوء الأخضر

ورأى رئيس مركز "سوث24" يعقوب السفياني، إن عدم ردّ الحوثيين حتى اللحظة يعود إلى إخفاقات وأسباب عديدة تتمثل "في القدرات العسكرية، فضلاً عن خشيتهم من ردة الفعل الإسرائيلية، إضافة إلى عدم حصوله على الضوء الأخضر من النظام الإيراني، ناهيكم عن الملفات والقضايا المحلية".

وأضاف، في حديث لـ"إرم نيوز": "يتعلق السبب العسكري، بفارق القدرات الرهيب بين الجيش الإسرائيلي وبين ميليشيا الحوثيين، حيث يعلمون جيدًا أنهم غير قادرين على اختراق الدفاعات الإسرائيلية".

وبيّن السفياني أن "الهجوم اليتيم الوحيد الذي حصل في تل أبيب عبر الطائرة المسيّرة، قد يكون فخًّا نصبه الجيش الإسرائيلي للحوثيين في تبرير الهجوم الكاسح على ميناء الحديدة، بمعنى أن الطائرة المسيرة التي عبرت ربما عبرت برغبة من الجيش الإسرائيلي أو الدفاعات الإسرائيلية".

وتطرق إلى "المخاوف الكبيرة لدى الحوثيين من ردة الفعل الإسرائيلية، فقد سبق أن اختبروا ردة الفعل، والتي كانت قاسية في ميناء الحديدة، وذلك فقط بعد مقتل إسرائيلي واحد، وإذا تكرّر هجوم مماثل آخر، يعلمون أن الردّ سيكون مضاعفاً".

وأوضح السفياني أن هناك سبباً تكتيكياً لعدم ردّ الحوثيين حتى الآن، الذي "يرتبط برغبة الحوثيين أن تكون تحركاتهم وفق مسار واحد مع تحركات إيران، وما يسمى ويعرف بمحور المقاومة، هناك حديث مستمر عن ردّ جماعي قريب قادم، ولكن لا أحد يعلم متى سيأتي وما مدى حقيقته".

وأشار السفياني، إلى "صعود قيادة إيرانية جديدة، ربما لديها منظور مختلف لإدارة الصراع وإدارة الملفات في المنطقة، وهي لم تعطِ الضوء الأخضر للحوثيين حتى الآن للردّ، كما أعطته لحزب الله على سبيل المثال، والذي جاء فيها ردّها ضعيفا للغاية، وأثبت أن وكلاء إيران في المنطقة، ضعفاء أمام إسرائيل"، وفق تعبيره.

وذكر أن هناك أسباباً إضافية بالنسبة للحوثيين، وتتمثل في "أن لديهم بعض الملفات في الداخل اليمني، مثل الملفات الاقتصادية، وملف خارطة الطريق الأممية".

الاستراتيجية الإيرانية

بدوره، رأى الباحث السياسي طارق بدر، أن "ردّ الحوثيين على قصف إسرائيل لميناء الحديدة، يتعلق بالاستراتيجية الإيرانية للردّ"، منوهاً إلى أن "الحوثيين لن يكرروا هجمتهم باتجاه إسرائيل بشكلّ مباشر، لا سيما بعد رؤيتهم لردّ إسرائيل العنيف والموجع على ميناء الحديدة".

ورجح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن يكون "الحوثيين قد اكتفوا بالضربة السابقة والتي كانت محدودة للغاية، حيث استطاعوا انتزاع اعتراف إسرائيل بأن الحوثيين قادرون على الوصول إليهم، وذلك لتحقيق مكاسب لمصلحتهم".

 وأكد بدر أن "الحوثيين غير قادرين على أن يوجهوا ضربة أشد وأقوى من السابقة، وليس بوسعهم الردّ بذات القوة التي هاجمت إسرائيل ميناء الحديدة؛ لذلك لا يريدون كشف أنفسهم، فلجؤوا إلى المناوشات في البحر الأحمر تجاه سفن الشحن التجاري والملاحة الدولية".

ونفى أن تكون غزّة وأبناء فلسطين، قد استفادوا أي شيء من هجمات الحوثيين على البواخر والناقلات البحرية، لافتاً إلى أنه على العكس، فقد استفاد الحوثيون كثيرًا من الحرب، التي تُشنّ على أهالي القطاع.

ونوه بدر إلى أن "الحوثيين استغلوا "الحدث جيدًا، ووظفوه لمصلحة مشروعهم، حيث فُتحت لهم آفاق للتحرك محليًّا وإقليميا ودوليا، تحت ذريعة نصرة غزة".