إعلام فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يجدد تهديده بقصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة
قال مصدر عسكري لبناني إن بلاده تلقَّت تطمينات وضمانات دولية بشأن انسحاب إسرائيلي مقرر بحلول 27 من الشهر الجاري، بالتزامن مع انتهاء مهلة وقف إطلاق النار المنصوص عليها في الاتفاق الذي أوقف الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن الانسحاب الإسرائيلي لن يكون كاملاً، إذ تخطط إسرائيل للبقاء في بعض النقاط المرتفعة المطلة على الحدود لضمان أمن مستوطناتها القريبة.
وفي هذا السياق، أوضح العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان أن "الجيش اللبناني بدأ فعليًا عمليات انتشار في عدة مناطق جنوبية على طول الحدود مع إسرائيل، لكنه لم يدخل بعد إلى ما يُعرف بمنطقة الحافة الأمامية، وهي المنطقة المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية".
وأرجع ذلك إلى "استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بها، والذي يحتاج إلى وقت طويل لتنظيفه من المخلفات الحربية ورفع الركام، ما يعوق عملية الانتشار، ويؤخر عودة السكان".
وأضاف أبو حمدان أن "إسرائيل تبرر عدم انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية برغبتها في ضمان عدم عودة حزب الله إلى منطقة جنوب الليطاني".
وأوضح أن "إسرائيل لديها القدرة على مراقبة المنطقة من مسافة بعيدة باستخدام الطائرات الحربية، والمسيَّرة، والأقمار الصناعية، لكنها تختار البقاء في مواقع محددة بهدف المراقبة والاستفزاز".
ولفت إلى أن هذا الأسلوب ليس جديدًا، حيث درجت إسرائيل، خلال العقود الماضية، على تنفيذ انسحابات جزئية ومتدرجة عند دخولها إلى الأراضي اللبنانية.
من جانبه، أشار صلاح منصور، العنصر السابق في حزب الله، إلى أن "الحزب يواجه تحديات كبيرة تعوق قدرته على التحرك عسكريًا في مناطق الجنوب".
وأوضح أن "الحرب الأخيرة دمرت البنية التحتية الأساسية للحزب، بما في ذلك الأنفاق والمخازن تحت الأرض، ما يجعل أي تحرك مكشوفًا أمام الجيش الإسرائيلي، واللبناني، والقوات الدولية، وبالتالي غير فاعل".
وأضاف منصور أن "حزب الله يعاني من تراجع كبير في دعم قاعدته الشعبية، التي كانت تشكل عاملاً رئيساً في قوته".
وبيّن أن "البيئة الحاضنة للحزب تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات خلال الحرب، مع غياب الدعم المالي الذي يمكن أن يساعد في إعادة الإعمار" مشيراً إلى أن السكان باتوا يخشون العودة إلى مناطقهم خوفًا من تجدد الغارات المدمرة، أو النزوح مجددًا إلى مناطق أكثر أمانًا.
وتحدث "منصور" أيضًا عن التأثير السلبي الذي خلَّفته الحرب على الوحدات القتالية المتخصصة لحزب الله، مثل فرقة الرضوان، التي فقدت معظم قواتها ولم تعد فعّالة كما كانت في السابق.
كما أشار إلى وجود اختراقات أمنية خطيرة، تمثلت في تعاون عشرات العناصر داخل الحزب أو الموالين له مع الجيش الإسرائيلي.
واعتبر أن هذه الاختراقات تشكل عائقًا كبيرًا أمام قدرة الحزب على التخطيط لأي تحرك عسكري مستقبلي، ما يجعله في موقف دفاعي حذر.