محكمة أمن الدولة الأردنية تسند لمتهمين اثنين تهمة تصنيع أسلحة
كشفت المعلومات التي أوردتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الثلاثاء، عن مخطط إسرائيلي لإقامة نظام اتحادي من المناطق العرقية المستقلة في جنوب سوريا، وأن تل أبيب لم تعد تكتفي بإطلاق تصريحات الاختبار أو الوعيد، وأنها ماضية في مشروع ظاهره، وعنوانه "حماية الأقليات".
تقصف إسرائيل مناطق في الساحل السوري التي تشهد كثافة في الوُجود العلوي، وتتوغل يوميًا في المناطق الجنوبية التي تتركز أغلبية الطائفة الدرزية فيها، وتتعدّد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، فبعد العزف الطويل على وتر حماية الأقليات، هناك مخاوف من حكام سوريا الجدد، وخلفيتهم "المتشددة"، فإسرائيل لن تسمح أن يأتيها "7 أكتوبر" جديد من الجبهة السورية.
في محافظة السويداء، حيث الأكثرية الدرزية هناك، جرت بعض الأحداث مؤخرًا في المدينة التي توجّه إسرائيل نحوها كامل تركيزها، تزامنت مع التصريحات المتكررة من المسؤولين الإسرائيليين بأنهم لن يسمحوا بأي اضطهاد طائفي في سوريا.
وتنقل "دويتشه فيله" الألمانية عن أحد السكان الذي رفض الكشف عن اسمه، نظرًا لحساسية الوضع، أن "بعضهم يقول إن المسلحين الذين هاجموا قوات الأمن السورية الجديدة، كانت لهم صلة بالدروز في إسرائيل، وتم تمويلهم سرًا لإحداث التوتر هنا".
كما تنقل "دويتشه فيله" عن مصدر زعم أن الكثيرين من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني، يلقون اللوم على السلطات الدينية الدرزية التي تستغل ورقة إسرائيل للحصول على المزيد من السلطة داخل الحكومة الجديدة.
مع ذلك لا يمكن القفز عن الرفض الواسع من قبل أبناء الطائفة الدرزية، للتدخل الإسرائيلي بحجة حمايتهم، وهو رفض لا يقتصر على الأفراد العاديين، بل يشمل قيادات كبيرة، مثل الشيخ ليث وحيد البلعوس، الذي صرّح مرارًا ضد التدخلات الإسرائيلية الهادفة إثارة الفتنة بين مكوّنات الشعب السوري.
إذًا، لا يخفي قادة المجتمع الدرزي في سوريا عن قلقهم من أن الأهداف الإسرائيلية طويلة المدى في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سوريا، وهو ما جعل "وول ستريت جورنال"، ترجّح أن "تقليص السلطات عبر النظام الفيدرالي" كما ترغب إسرائيل، لن يكون سهلًا، وربما يكون مستبعدًا، خاصة مع رفض القادة الجدد لسوريا، وانقسام الطائفة الدرزية.
تدرك إسرائيل كل هذه التحديات أمام مشروعها في جنوب سوريا، لذا فقد عملت مبكرًا بعد الإطاحة بالنظام.