الخارجية الأمريكية: ترامب ملتزم بخفض صادرات النفط الإيرانية غير المشروعة إلى الصفر

logo
العالم العربي

وعد حافظ الأسد للعلويين.. 54 عاماً من الفقر والخيبة

وعد حافظ الأسد للعلويين.. 54 عاماً من الفقر والخيبة
جدارية لحافظ الأسد في اللاذقيةالمصدر: أ ف ب
16 ديسمبر 2024، 2:56 ص

تناول تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، قصة وعد قطعه الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد قبل أكثر من خمسين عاماً، بانتشال أبناء الطائفة العلوية في شمال غرب سوريا من الفقر، إلا أن حكم العائلة لسوريا انتهى مع سقوط بشار  الأسد قبل أيام دون تنفيذه.

وتقول الحكايات الشعبية إن  العلويين الذين سكنوا الساحل الجبلي في سوريا كانوا فقراء للغاية في العهد العثماني، إلى درجة أن الطعام الوحيد الذي يمكنهم تناوله هو الخبيزة، بحسب الصحيفة.

وعندما استولى حافظ الأسد، الذي ينتمي للطائفة العلوية، على مقاليد السلطة في عام 1971، وعد بانتشال المجتمع المهمل من فقره وإنهاء جوعه، لكن بعد 54 عامًا، تحكي شوارع بلدة القرداحة، مسقط رأس الأسد، قصة وعد لم يتحقق.

وتنتشر في البلدة كتل متهالكة من الشقق، وفق "الغارديان" حيث تتجمع العائلات حول مواقد تعمل بالديزل وتشكو انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وكيف أن إمدادات مياه البلدية لا تأتي إلا لمدة نصف ساعة، مرة واحدة في الأسبوع.

ويقول مازن الخير، وهو طبيب تخدير من القرداحة: "الجزء الوحيد من العلويين الذين أثروا هم أولئك الذين تعاونوا مع النظام الأسدي. أما بقيتنا فهم أدنى من كل الشعب السوري".

أخبار ذات علاقة

سياسي سوري لـ"إرم نيوز": أحداث اللاذقية تنذر بـ"تقسيم" البلاد

 وأضاف الخير وهو معتقل رأي سابق، أن "الأقلية الدينية كانت من بين أفقر الناس في سوريا، وعلى عكس خطاب نظام الأسد، لم تتلق أي امتيازات من الحكم العلوي".

وبدلاً من ذلك، أكد أن مساحة المعارضة في ظل النظام السوري الاستبدادي كانت أكثر ضيقًا بالنسبة للعلويين.

والأسبوع الماضي، بعد أيام من السقوط المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد، تدفقت الانتقادات للنظام بحرية في القرداحة، فقد هُدِم تمثال حافظ الأسد الراحل من مكانه في وسط المدينة، وجاب مقاتلو هيئة تحرير الشام الشوارع، كما أُحْرِق ضريح الرئيس الأسبق.

وفي حين احتفل المقاتلون بالنصر، تقول الصحيفة إن معظم العلويين "التزموا بيوتهم خائفين مما قد يأتي".

وعلقت أولغا، وهي امرأة علوية في طرطوس تعمل قاضية تبلغ من العمر 35 عاماً وتستخدم اسماً مستعاراً، على صوت الرجال الذين يمرون بالسيارة ويهتفون "الله أكبر" تحت نافذتها، "إنهم يحتفلون بالمجهول".

ومع اقتراب الفصائل المسلحة من دمشق ليلة السبت الماضي، كانت عائلة أولغا تفر في الاتجاه المقابل، متجهة نحو طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، خائفين من الانتقام لارتباطهم المفترض بنظام الأسد، بحسب ما تروي للصحيفة.

واستغرقت الرحلة، التي تستمر عادة 3 ساعات، 20 ساعة حيث كان عليهم المرور عبر نقاط تفتيش هيئة تحرير الشام، وتم سؤالهم أكثر من مرة إن كانوا علويين أو مؤيدين للأسد.

أخبار ذات علاقة

الفصائل تعلن بدء التسوية مع عناصر النظام السابق في اللاذقية

 وتضيف أولغا "هناك سعادة؛ لأننا أنهينا القمع، لكننا الآن خائفون من نوع جديد من القمع" وفق تعبيرها.

ولسنوات، قدم بشار الأسد خيارين للعلويين: "إما هو أو تنظيم داعش، إذ كان النظام يركز في رسائله إلى الأقلية العلوية على الخطر الذي تشكله العناصر المتطرفة في المعارضة"، وفق التقرير.

ورغم أن الغالبية العظمى من العلويين لم يكن لديهم أي ولاء للأسد، إلا أن الكثيرين في المجتمع كانوا يعتقدون أن المعارضة تريد إيذاءهم.

وقالت امرأة في القرداحة: "عندما بدأت الاحتجاجات في المسجد، وليس في الجامعة، أصبحنا خائفين".

وترى أولغا وأشخاص علويون آخرون تحدثت إليهم الصحيفة، أن سلوك هيئة تحرير الشام وتصريحاتها حتى الآن كانت مشجعة، بعد أن أكدت احترامها حقوق الأقليات، مثلما حرص مسؤولون على تهدئة المجتمع العلوي.

قصة أخرى تتناولها الصحيفة، وهي للمهندس علي من طرطوس، الذي كان مختبئًا لسنوات لأنه مطلوب من قبل الدولة لتجنب التجنيد، ولم يكن لديه 8 آلاف دولار لتجنب الخدمة.

وأضاف علي: "إذا كنت علوياً ولم تلتحق بالجيش، فسوف يتهمونك بالخيانة. لكن سرعان ما اتضح للناس أنهم لا يروننا إلا بيادق" وفق تعبيره.

وكان علي يرغب في الاحتفال بسقوط النظام مثل غيره من السوريين، لكنه قرر البقاء في المنزل خوفًا من الوقوع في مشاكل، بحسب قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات