الجيش الإسرائيلي: قواتنا في رفح استهدفت مبنى للصليب الأحمر نتيجة عملية تحديد خاطئة
وضع الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد، المهمة العسكرية الأمريكية الطويلة الأمد في سوريا في "حالة من عدم اليقين"، بحسب وصف صحيفة واشنطن بوست.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا ستشكل معضلة مبكرة للرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي تعهد مرارًا بسحب قوات بلاده من سوريا خلال فترة ولايته الأولى.
وبحسب الصحيفة، أثارت الاضطرابات التي تلت الإطاحة ببشار الأسد تساؤلات ملحة حول مصير القوات الأمريكية في سوريا، البالغ عددها 2000 جندي، والتي تعمل بمثابة حصن ضد داعش وإيران.
ويواجه ترامب شرقًا أوسطَ متغيرًا عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وأسئلة ملحة بشكل متزايد حول مستقبل الجنود الأمريكيين المتمركزين في شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن، لأكثر من عقد من الزمان، مجموعة من المواقع لمحاربة تنظيم داعش ومراقبة أنشطة الخصم (إيران).
وأضافت الصحيفة، أن الحقائق الجديدة في سوريا تؤكد التغييرات الدراماتيكية التي حدثت في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب هجوم الـ7 من أكتوبر، الذي أطلق العنان لحروب عقابية في قطاع غزة ولبنان، وأدى إلى هجمات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، وترك أقوى وكلاء طهران في حالة ضعف شديد.
وفي حين لم يكشف ترامب، الذي سعى في الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التي تجتاح سوريا الآن، عن خططه للمهمة العسكرية الأمريكية هناك، لكنه ومستشاريه أشاروا إلى أن الأولوية القصوى ستكون احتواء تنظيم داعش، الذي لم يعد يتباهى بالدولة الزائفة الشاسعة التي كان يسيطر عليها ذات يوم، ولكنه أعاد تنظيم صفوفه في الصحراء الجنوبية في سوريا، حيث قصفت القوات الأمريكية المسلحين بضربات جوية مكثفة في الأيام الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى تحرك حذر من قبل كل من فريق ترامب وإدارة الرئيس جو بايدن، التي أرسلت دبلوماسيين كِبارًا إلى سوريا هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، في إطار التعامل مع هيئة تحرير الشام، التي تشكلت في البداية كفرع من تنظيم القاعدة.
ورغم أن الهيئة وعدت بالاستقرار والاندماج، فإنها لا تزال مدرجة على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة، مع وجود أفراد أمريكيين يعملون في قواعد صغيرة ومكشوفة، تعد كبيرة.
ومنذ بدء حرب غزة، نفذت الميليشيات المدعومة من إيران ما لا يقل عن 211 هجومًا على القوات الأمريكية بطائرات دون طيار وصواريخ وذخائر أخرى، بما في ذلك هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود الأردنية السورية في يناير/كانون الثاني الماضي، واستهدفت أكثر من 130 من تلك الهجمات مواقع أمريكية في سوريا، وفق بيانات البنتاغون.
وذكرت الصحيفة، أن الولايات المتحدة ليست الدولة الأجنبية الوحيدة التي أجبرتها الإطاحة بالأسد على إعادة التفكير في وجودها العسكري في سوريا.
ووفق "واشنطن بوست"، من المحتمل أن يكون العامل الرئيس في تشكيل مستقبل المهمة الأمريكية هناك، هو الترتيبات المستقبلية بين السلطات الكردية في شمال شرق سوريا والحكومة الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام في دمشق، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة في حماية قوات سوريا الديمقراطية.