عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم العربي

دموع خامنئي أمام نعش هنية.. ما سر العلاقة "الملتبسة" بين إيران وحماس؟

دموع خامنئي أمام نعش هنية.. ما سر العلاقة "الملتبسة" بين إيران وحماس؟
خامنئي وهنية المصدر: رويترز
01 أغسطس 2024، 3:54 م

تسلط عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في قلب طهران التي كان يزورها لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، الضوء على العلاقة "الملتبسة" بين الحركة وإيران، وتاريخ بدئها.

يمثل عام 1992 نقطة البداية للعلاقة "البراغماتية" بين إيران وحركة "حماس"وأول تواصل بين الحليفين الحاليين. في 17 ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام قبل 32 عاما من اليوم، أبعدت إسرائيل ما يَربو على 400 قائد، وكادر فلسطيني إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وكانت غالبيتهم من حركة حماس.

حينها جاءت وفود إيران وحزب الله إلى مخيّم المُبعدين تقدّم الدعم لهم، وعلى إثر ذلك زادت معرفة إيران بطبيعة الحركة، ونمت العلاقة بينهما حتى تحولا إلى "حليفين" ضمن ما يعرف بـ "محور المقاومة". 

هذه العلاقة التي شهدت فترات مد وجزر، توطدت بشكل غير مسبوق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، عقب الهجوم الكبير الذي نفذته حماس، وأطلقت عليه "طوفان الأقصى"، إذ جاهرت طهران، استثناءً عن معظم دول العالم، بدعمها للهجوم، وعبرت عن "الترحيب الشديد بالعملية بالغة الدقة التي نفَذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس" واعتبارها "خطوة مهمة على طريق تحرير كامل الأرض الفلسطينية".

 وصل الأمر اليوم إلى أن تقيم طهران لرئيس المكتب السياسي في حماس، إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل على الأراضي الإيرانية، جنازة ضخمة في أراضيها، توازي ربما الجنازة التي أقيمت لرئيسها السابق إبراهيم رئيسي. لا بل إن المرشد الإيراني ذرف دموعا على هنية لم تلتقط عدسات الكاميرا مثيلا لها في جنازة الابن البار للنظام إبراهيم رئيسي.

لا شك في أن لحماس مصلحة في استقطاب أي داعم لما تعتبره قضيتها "كحركة مقاومة"، فما هي مصلحة إيران من الإغداق على الحركة التي تختلف عنها "مذهبيا" وتبعد عنها مكانيا أكثر من ألفي كيلو متر؟.

علاقة "نفعية"

المحلل والخبير الاستراتيجي الأردني، موسى القلاب يقول من جهته إن العلاقة بين إيران وحماس كانت دائما علاقة نفعية ومرحلية سطحية، وليست علاقة استراتيجية حقيقية عميقة.  

وأضاف القلاب في تصريح لـ"إرم نيوز" أن حماس تريد من إيران دعما عسكريا بحجم إيران كما هو الحال مع حزب الله. وهذا لم يحدث في أي مرحلة من مراحل العلاقة بينهما.

 أما إيران - والحديث للقلاب - فهي تريد من حماس، دعما عسكريا لها من خلال تقوية موقف حزب الله ضد إسرائيل. وليس دعم حماس نفسها، وهذا ما اتضح خلال "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الذي يعتبره البعض نصرا مؤزرا لحماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها، فيما يعتبره البعض الآخر كارثة كبرى على الشعب الفلسطيني في غزة ثم في الضفة الغربية.

 ورأى القلاب أنه حتى الجنازة الضخمة التي أعدتها لإسماعيل هنية ليس لها أي قيمة حقيقية. فهذا الحجم تقرره سلطات طهران كما وكيفا". مضيفا أن المقياس الحقيقي لموقف إيران هو حجم وقوة الرد العسكري الإيراني ضد إسرائيل في عمق إسرائيل، وليس عن طريق حزب الله برد محدود ومحسوب، يدفع لبنان فيما بعد ثمنه باهظا.

ولفت المحلل الأردني إلى زيارات هنية لطهران التي "خُتمت بأسوأ فصل إبان زيارته الأخيرة التي لقي خلالها حتفه في عملية إسرائيلية يقول البعض إن إيران عوضا عن التضحية بحسن نصرالله قدمت هنية لإسرائيل أضحية سهلة المنال".

 

موقع على البحر المتوسط

من جهته، رأى الكاتب السياسي السوري مازن بلال، في علاقة إيران مع حماس بعدا عقائديا، مضيفا أن سياسة إيران تجاه حماس تمثل شكلا من كسب ورقة داخل الصراع في المنطقة عموما، فطهران أساسا لديها أيديولوجيا سياسية تحاول عبرها تشكيل محور خاص، وكافة أوراقها في المنطقة هي لكسب موقع على شواطئ المتوسط. وبالتأكيد فإن علاقتها مع حماس تشكل جزءا من أوراقها المؤثرة داخل المنطقة.

وقال بلال إن "ما يربط طهران بحماس هو الطبيعة الخاصة للحركة التي تحمل شكلا جهاديا يحمل العداء للأطراف نفسها، وبراغماتية السياسة الإيرانية تجعلها تحتفظ بعلاقاتها مع حماس، رغم تباين وجهات النظر في بعض الملفات.

ولفت بلال إلى أن الموضوع الأساسي هنا هو تحشيد العداء ضد الولايات المتحدة التي تظهر كعدو مشترك، فبالنسبة لطهران تبقى حماس وقيادتها عنصرا أساسيا لحروب تخوضها إيران عبر حلفائها نظرا لعدم امتلاكها حدودا مباشرة مع إسرائيل.

وقال السياسي السوري إن هذه العلاقة على مستوى أزمات المنطقة حافظت على ثبات خاص بسبب طبيعة علاقة إيران بالملف الفلسطيني. فعلى المستوى الجيوستراتيجي، فإن المنافسة تبقى بين إيران وإسرائيل سواء بمسألة القوة النووية أو حتى في صراع النفوذ بالمنطقة عموما.

 وأشار بلال إلى أن علاقة إيران بحماس اعترتها بعض الهزات، وخاصة في الموقف المتباعد بينهما خلال الأزمة السورية، إلا أن هذا الأمر جعل من إيران تحاول خلق نوع من تحييد بعض الملفات لصالح التوجه الاستراتيجي العام.

علاقة ضرورية

رأى الخبير والمحلل السياسي الأردني، محمد خير الجروان، أنه "بالنظر إلى العلاقة التي تربط إيران مع "حركات المقاومة" نجد أنها نشأت وتبلورت خلال الثمانينيات في ظل مشروع إيراني أيديولوجي بحت، تمثل بمبدأ تصدير الثورة إلى الدول الإسلامية وخاصة العربية، فكانت العلاقات مع حركات المقاومة حينئذ ضرورية لكسب المشروعية لتنفيذ مشروعها".

وقال الجروان: "لهذا السبب أيدت إيران حركة حماس بشكل كبير منذ تأسيسها في أواخر الثمانينيات، وقدمت مختلف أنواع الدعم المادي واللوجستي للحركة خاصة في ظل علاقاتها الفاترة مع منظمة التحرير الفلسطينية وقتئذ". 

وحتى خلال التسعينيات ومع الاتجاه البراغماتي والإصلاحي في السياسة الخارجية الإيرانية خلال عهدي الرئيسين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وتأكيد أولوية المصالح على الأيديولوجيا نسبيا في ظل السياسات العامة التي يحددها المرشد الإيراني، استمرت واتسعت علاقات إيران بحركة حماس، رغم أن حزب الله حظي بالدعم الأكبر في ذلك الوقت، وفقا للخبير الجروان.

وقال جروان، إن المشروع الإيراني اكتسب تدريجيا طابعا براغماتيا تجاه المنطقة ركز فيه الإيرانيون على بناء وترسيخ الدور والنفوذ الإيراني في المنطقة، وشكلت حركات المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس ودعمها إحدى الأدوات الرئيسة لخدمة وتكريس هذا المشروع، ولو بشكل غير مباشر، لأن القضية الفلسطينية بمجملها شكلت رافعة لإيران وتمددها وتدخلاتها في مختلف دول المنطقة.

ولعل هذه المكانة لحركة حماس ضمن مشروع الدور والنفوذ الإيراني في المنطقة تفسر جانبا كبيرا من استمرار علاقاتها مع إيران حتى في الأوقات التي ساءت وتوترت العلاقة فيما بينهم، ومنها موقف حماس من الحرب والاضطرابات في سوريا، ومع ذلك استمر الدعم الدبلوماسي والمادي الإيراني غير المباشر لحماس من خلال شركائها، الذي يقدر متوسطه السنوي منذ تأسيس حركة حماس إلى وقتنا الحالي بين 100 إلى 250 مليون دولار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC