ميليشيا الحوثي تعلن استهداف 3 سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر

logo
العالم العربي

بعد أن تركته وحيداً.. هل تتخلى إيران عن "حزب الله"؟

بعد أن تركته وحيداً.. هل تتخلى إيران عن "حزب الله"؟
نصرالله وخامنئيالمصدر: متداولة
25 سبتمبر 2024، 12:29 م

هل باعت إيران حزب الله؟.. سؤال ينتشر كالنار في الهشيم، بين الأوساط الشعبية والسياسية اللبنانية والعربية التي تتابع "انفراد" إسرائيل بالحزب في ظل ميزان قوى يميل بشدة إلى صالحها، وهو ما يظهر من خلال توجيه أقسى الضربات، وأعتى الهجمات على الحزب بقياداته ومواقعه وبيئته الحاضنة.

في الحقيقة، جاء موقف إيران محيرًا لجزء مهم من جمهورها، وخصومها أيضًا، وخاصةً بعد التصريحات الصادرة عن الرئيس الإيراني الجديد.

وتباينت التفسيرات بين من يعتبر هذا الموقف مؤشرًا على صفقة تعقدها أو توشك أن تعقدها إيران مع الولايات المتحدة، أو أنه نتيجة لقدوم رئيس إيراني جديد أقرب للمعسكر الإصلاحي؛ وبالتالي باتت إيران منقسمة. 

فكيف تقرأ إيران الحرب المستمرة في الشرق الأوسط منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخصوصًا فصلها الجديد في لبنان؟ وهل تبحث إيران فعلًا عن صفقة؟ ومن سيشتري؟ وهل يمكن أن تتكرر صفقة الاتفاق النووي في 2015؟

حزب الله.. مقاومة أم تابع لإيران؟

الكاتب السوري المقيم في فرنسا، راتب شعبو، يرى أن "حزب الله يعيش منذ البداية على "الفالق" بين كونه حركة مقاومة للاحتلال وكونه جزءًا من منظومة تقودها إيران الساعية على طول الخط لكسب مكانة إقليمية مهمة مُعترَف بها من أمريكا. 

ويقول شعبو في تعليق لـ"إرم نيوز"، "إن إيران الخبيرة في كبّ ماء الوجه، منذ ابتلاعها مقتل سليماني واغتيال أهم عالم نووي لديها إلى اغتيال "ضيفها" إسماعيل هنية، وإلى كل الخراب الواقع على "حليفتها" حماس، وصولًا إلى ما يتعرض له حزب الله اليوم، من الواضح أنها تحاول الدخول في حسابات المنطقة من الباب الأمريكي".

ويؤكد أن نتائج الانتخابات الرئاسية "الموجهة" تشير إلى هذا الاتجاه، إضافة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني الجديد التي تنطوي على انسجام مع المنظور الأمريكي، ولا سيما اعتباره الحرب الروسية على أوكرانيا عدوانًا لا توافق عليه إيران. قد ينطوي على تخلي "نسبي" عن حزب الله مقابل ثمن، أي أن يبقى حزب الله، ولكن أقل قدرة على إزعاج إسرائيل. 

ويضيف الكاتب إلى أنه، بعد أن اختل الميزان العسكري والسياسي، وبعد أن استقر الحال لحكومة إسرائيلية متطرفة ومسنودة بلا حدود من الولايات المتحدة، بشكل جعلها تتخطى كل الخطوط الحمر التي كانت محترمة في عز الحرب الباردة، حسب كلام الأمين العام للأمم المتحدة، "يبدو أننا ندخل زمن البيع" في ما يسمى "محور المقاومة"، إيران تبيع لصالح صفقة نووية ورسم حدود مصالح مع إسرائيل، وحزب الله يصل إلى لحظة انفجار التناقض بين كونه قوة مذهبية وذات مرجعية فوق لبنانية، وبين كونه حركة مقاومة تعمل على حماية لبنان. 

ويختم شعبو باستنتاج أن "الحزب تحول بعد 2006 من قوة مقاومة (تحرير) إلى قوة ردع (حماية)، وخسر رصيده السياسي بسبب تدخله في سوريا بعد 2013، ويمكن القول إنه بات، من منظور إيران، قابلًا لشكل ما من البيع" وفقًا للكاتب شعبو.

أخبار ذات علاقة

بزشكيان: إسرائيل "لن تتضرر" من توسيع نطاق الحرب

 

ماذا ستفعل إيران؟

في العام 2006، استمرت حرب لبنان الثانية لمدة 34 يومًا، في حين يرى مراقبون أن طول الحرب الثالثة يعتمد إلى حد كبير على مدى سرعة "حزب الله" في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعلى ماذا يمكن أن تفعل إيران.

 ووفقًا لخبير سياسي سوري فضّل عدم الإفصاح عن هويته، فإن إيران قد تسعى، على سبيل المثال، إلى وضع نهاية سريعة للأزمة المشتعلة الآن بهدف الإبقاء على "حزب الله"؛ لأنها لا ترغب في خسارة أكبر قوة تابعة لها في المنطقة، كما أن طهران تراهن على أن يلعب الحزب دورًا انتقاميًا رادعًا إذا ما أرادت أو فكرت إسرائيل في المستقبل بتوجيه ضربة عسكرية إلى المواقع النووية الإيرانية، وهي المشكلة التي لا تزال تتفاقم في ظل صراع إقليمي متقلب ومتزايد.

من هنا يجزم الخبير، أن إيران لم تبع حزب الله عند أمريكا، بل بالعكس هي تؤمن حمايته خلال حربه ضد إسرائيل، وتفرض حوله حزام أمان أمريكي من أن تشن إسرائيل أي هجوم بري، وهو إن نجح - أي الهجوم البري- فقد ينهي حزب الله عسكريًا وربما سياسيًا، وذلك من خلال ابتزاز إيران لأمريكا عبر القول "تعالوا لنتفاوض سلميًا..نحن كإيرانيين لا نريد الحرب، ونرغب بالسلم"، عبر تقديم تنازلات في ملفات أخرى من بينها الحرب الروسية الأوكرانية ربما، وذلك مقابل أن تضغط أمريكا على إسرائيل لعدم المس بـ"وجودية" حزب الله، والعودة إلى قواعد الاشتباك كما هي، وأن لا يكون هناك في نهاية الحرب خاسر نهائي".

رسائل إيران إلى أمريكا

ومن جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت الدكتور خالد العزي، إن موقف إيران في التعامل مع المواجهة القائمة بين حزب الله وإسرائيل، وعدوان الأخيرة على لبنان، محير بالفعل لجزء مهم من جمهورها، لا سيما مع التصريحات الصادرة عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
 
وأكد "العزي" أن إيران تبحث عن مصالحها الخاصة التي تعتبرها فوق كل اعتبار، ليظهر ذلك جليًا مع وجود مسعود بزشكيان في نيويورك مؤخرًا، وتصريحاته المتعلقة بالأوضاع في المنطقة وما يخص حزب الله، يعزز ذلك وجود مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، جواد ظريف، ووزير الخارجية عباس عرقجي، اللذين يعتبران مفاوضين "براغماتيين" لإيران، بهدف استكمال ما يتم العمل عليه مع الولايات المتحدة، في التفاوض حول الملف النووي والمسائل الأخرى.
 
وشدد "العزي" على أن ما يهم إيران في هذه اللحظة، أن تكسب أي حوافز من إدارة الرئيس جو بايدن قبل مغادرة البيت الأبيض، لذلك ذهبت ممثلة برئيسها والوفد المرافق له إلى نيويورك، وفي جعبتها صواريخ حزب الله (فادي 1 و2 و3)، ظنًا من طهران، أنها تستطيع القول إن التفاوض هو الحل، أو أن امتلاك "حزب الله" لهذه النوعية من الصواريخ الموجهة تجاه إسرائيل، قد يؤدي إلى تصعيد خطير. 

الصواريخ الثقيلة تحت إمرة إيران

ويتابع الخبير السياسي بأن "طهران" تريد تمرير الدبلوماسية الإيرانية من خلالها، الأمر الذي انعكس في قدرة "حزب الله" على الرد، وهو الذي كان يهدد بأنه سيمطر إسرائيل بـ"بوابل" من الصواريخ الثقيلة والذكية، لكن ما ظهر أن هذه النوعية من الصواريخ، لا تزال بإمرة إيران، لتكون فحوى الرسائل المشفرة من طهران إلى واشنطن "أعطوني ما أريد؛ لأنني سأضمن سلام وأمن إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

ما قدرات الصواريخ الإيرانية "فتح-360" و"فاتح-110" في حرب روسيا؟

 
وشدد على أن إيران "منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى اللحظة، لم يكن هدفها دعم تحرير فلسطين، وإنما أن تكون لاعبًا في عملية التفاوض القادم، وأن تكون مرجعًا أساسيًا في الملف الفلسطيني لخدمة مصالحها، وأن تكون غزة هي المنفذ الثاني لإيران على إسرائيل التي تريد أن تضغط من خلالها في الوقت الذي تعتبر فيه المنفذ الأول هو جنوب لبنان، وليبقى "الجولان" في وضع غير محسوم، بالرغم من محاولة "طهران" التغلغل والدخول؛ لأن هناك في الجولان أكثر من لاعب، لذلك حاولت تصعيد هذا الأمر وضبطه ضمن الإمكانية، في ظل وضع قرار الحرب والسلم، في يد المرشد الإيراني.

إيران تبحث عن صفقة سريعة
 
ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية إلى أن إيران في حاجة إلى البحث عن صفقة سريعة، لأنها تدرك أن الحرب سوف تجرها للمواجهة، وهذه خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لترد طهران بأنها لن تقع في هذا "الفخ" المدبر من تل أبيب.

ويؤكد أن إيران تريد أن تضخم نفوذها في المنطقة على حساب الوطن العربي، وتمنع أي خطة تقوم بها دول الاعتدال، ومن هنا قامت ببناء "دويلات" داخل بعض الدول، تكون مهمتها المناكفة والأعمال غير الشرعية والضغط على أمريكا والتعامل معها من خلال مواجهات مع إسرائيل.
 
وبيّن العزي أن إيران تريد القول لأمريكا إن "أمن إسرائيل لا يمكن أن يحميه أحد سواي"، وأنها تمتلك تواجدًا وشكلًا من السيطرة على حدود إسرائيل، "وعليكم التفاوض معي"، وذلك بتسويقها أنها تضمن ضبط الإيقاع في المنطقة، وأن ما مارسته "طهران" في دول عربية منها سوريا والعراق ولبنان واليمن، شاهد حي على قدرتها بضبط أركان اللعبة، في وقت لا تريد فيه أمريكا اقتلاع النظام الإيراني، إنما تريد تأديبه وتغيير سلوكه.
 
ويستكمل "العزي" بأن الوضع الحالي في لبنان، وضع إيران في مأزق، فبعد أن كانت تريد التصعيد إلى حدود معينة، بدأت الأمور تنعكس سلبيًا؛ لأن ما يعانيه "حزب الله" طوال الفترة القصيرة مؤخرًا، من ضربات "البيجر" والأجهزة اللاسلكية واغتيالات لقيادات وضرب مواقع ومنصات، يشير إلى أن إسرائيل بدأت تمتلك زمام المبادرة في المواجهة، على الرغم من إطلاق "حزب الله" للصواريخ المتعددة.
 
ولفت إلى أن إيران أخذت فاصلًا، يمنعها من التدخل في الحرب، لذلك هي تسعى للتسوية، وما قاله الرئيس الإيراني في نيويورك، بأن "حزب الله" لا يستطيع المواجهة وحده، هو محاولة للنأي بالنفس عن "حزب الله"، حيث تعني تصريحات "بازيكشيان" هنا، أن على "حزب الله" عدم الذهاب إلى الانتحار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC