logo
العالم العربي

هل تمهد المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لـ"الاعتراف المتبادل"؟

هل تمهد المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لـ"الاعتراف المتبادل"؟
بوابة على الحدود الإسرائيلية اللبنانيةالمصدر: رويترز
13 مارس 2025، 7:48 ص

وصفت مصادر سياسية لبنانية انتقال المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية من المستوى العسكري الفني إلى المستوى السياسي، بأنه دخول رسمي مباشر في محادثات مبرمجة سلفا، يراد لها أن تنتهي بالاعتراف المتبادل.

أخبار ذات علاقة

توجه إسرائيلي للتطبيع مع لبنان وفق الرؤية الجديدة للشرق الأوسط

 وترى المصادر السياسية في هذه الخطوة "اعترافا" ظل لبنان يرفضه طوال العقود الماضية.

ولم يصدر عن حزب الله، أي تعقيب رسمي حتى الآن على هذا المستجد الكبير.

وكانت جولة المفاوضات الأخيرة، التي انعقدت في الناقورة بمشاركة أمريكية وفرنسية، أسفرت يوم الثلاثاء عن إطلاق إسرائيل سراح 6 أسرى مدنيين لبنانيين لديها من أصل 11. وهي خطوة وُصفت في إسرائيل بأنها بادرة حُسن نوايا تجاه العهد الجديد في لبنان.

الجديد الكبير في مخرجات المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية كان الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل للتفاوض بشأن ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة المتبقية في جنوب لبنان، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض.

ونُقل عن مسؤول أمريكي أن مجموعات العمل الثلاث التي يُتوقع أن تباشر مفاوضاتها الشهر القادم، سيقودها دبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان.

وفي ذلك إشارة إلى أن المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية التي تلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تنتقل الآن من المستوى الفني عسكريا لتصبح محادثات مباشرة على المستوى الدبلوماسي.

الباحث السياسي ميشيل نجم قرأ في الانتقال بالمفاوضات اللبنانية مع إسرائيل إلى المستوى السياسي، جديدا نوعيا يندرج في الشرعية الدولية إلى مرتبة الاعتراف المتبادل.

وفي حديثه لـ "إرم نيوز" لفت نجم إلى أن جميع المفاوضات التي جرت بين لبنان وإسرائيل خلال العقدين الماضيين، ومنها التي جرت عام 2022 بشأن حقول الغاز البحرية، كانت تتم بوساطات دولية في غياب الاعتراف السياسي المتبادل.

وأشار نجم إلى أنه بعد الحرب الإسرائيلية على حزب الله، جاء اتفاق وقف النار في نوفمبر 2024 متضمّنا، بالإضافة لنزع سلاح الحزب، مفاوضات بشأن الحدود البرية المتنازع عليها.

وهي مفاوضات جاءت المفاجأة بها أنها ستكون مفاوضات سياسية وليست فنية. وفي ذلك نقلة نوعية في علاقات البلدين مرّت الآن بأقل قدر من الضجة، كما يقول نجم.

 من جانبه، قال الباحث السياسي خليل أبو ناعمة إن هذا الجديد السياسي في العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ضمن الأجندة العريضة التي ينفذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط على أرضية الاختراقات التي أحدثتها إسرائيل في حدود الدول المجاورة.

وأضاف أبو ناعمة إنه لم يعد سرا انشغال الإدارة الأمريكية طوال الأسابيع الماضية في مفاوضات قادها مبعوثو ترامب للشرق الأوسط للانتقال في العلاقات اللبنانية الإسرائيلية إلى مرحلة الاعتراف بقوة الأمر الواقع.

وسجل أبو ناعمة أن هذا الحراك الأمريكي شهد في الأسبوع الماضي نشاطا لافتا في إيصال رؤية ترامب إلى رئاسة العهد الجديد في لبنان، المتمثلة في الانتقال باتفاق وقف النار إلى مرحلة التفاوض على ترسيم الحدود والاعتراف المتبادل بينهما. 

وأشار إلى أن مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس، كان أعلن يوم الأحد الماضي أنه ينشط في لبنان والعديد من دول المنطقة، وصولا إلى سلام حقيقي يحظى بالأولوية لدى الرئيس ترامب.

أخبار ذات علاقة

خبراء: الضغوط الأمريكية تضع حزب الله أمام "أزمة بقاء"

 وقال أبو نعمة إن حزب الله الذي يرفض أي اعتراف بإسرائيل، ارتضى لنفسه أن يكون خارج لعبة المفاوضات لتطبيق اتفاق وقف النار. 

وأضاف أن انتقال العلاقات مع إسرائيل إلى مرحلة الاعتراف الرسمي سيضع الحزب أمام اختبار لن يكون سهلا أو من دون تكاليف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات