خبراء: إجماع إسرائيلي لشن حرب على لبنان

أكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيمضي قدمًا في توسيع الحرب ضد لبنان، في إطار تهديداته الأخيرة التي أطلقها بشأن المواجهة العسكرية مع ميليشيا حزب الله، مشيرين إلى أن هناك إجماعا لدى الإسرائيليين على شن هذه الحرب.

ووفقًا لتقرير القناة "13" العبرية، وصف نتنياهو ما ستواجهه إسرائيل مع ميليشيا الحزب على الجبهة الشمالية بـ"المواجهة واسعة النطاق"، خلال مباحثات إستراتيجية مع قادة الأجهزة الأمنية.

وحسب القناة، فإن "هدف إسرائيل هو بدء جبهة حرب مع لبنان في أسرع وقت ممكن بناءً على استعداد الجيش الإسرائيلي والشرعية الدولية"، مبينة أن توسيع جبهة الحرب شمال إسرائيل سيتطلب خفض عدد القوات التي تقاتل في غزة.

 تمهيد إسرائيلي

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، علي السرطاوي، إن "تهديدات نتنياهو تمثل تمهيدًا إسرائيليًا للحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان"، لافتًا إلى أنه بات من الواضح اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارًا بتوسيع الحرب مع ميليشيا حزب الله.

وقال السرطاوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنه "رغم أن ذلك يتطلب وضع إستراتيجية عسكرية جديدة للتعامل مع قطاع غزة، فإن هناك إجماعًا إسرائيليًا لدى مختلف الشرائح بضرورة فتح جبهات قتال جديدة مع لبنان".

وبيّن المختص في الشأن الإسرائيلي أن "نتنياهو يسعى لاستغلال ذلك من خلال تجهيز المستويات الأمنية والعسكرية للدخول في أوسع وأقوى مواجهة عسكرية مع ميليشيا حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة، مؤكدًا أن ذلك يضمن لنتنياهو استمرار ائتلافه الحكومي".

وأشار السرطاوي إلى أن "المواجهة المرتقبة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله ستكون أعنف بكثير من التي وقعت في غزة على مدار الأشهر الماضية، وستؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة، من المرجح أن تمتد لسنوات".

وحسب المحلل السياسي، فإن "هذه الحرب ستحقق لإسرائيل العديد من الأهداف الأمنية والعسكرية، لكنها ستتسبب بخسائر فادحة وغير مسبوقة لجميع الأطراف المشاركة فيها"، مبينًا أن إيران وحلفاءها سيكونون الطرف الأضعف.

تحرك عسكري

ويرى الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، أن "نتنياهو يرغب في التحرك عسكريًا ضد لبنان لتوريط القادة العسكريين والأمنيين في إسرائيل بحرب طويلة الأمد، وأن هذه الحرب تخدم مصالح اليمين الإسرائيلي ونتنياهو".

وقال محمود، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الحرب، وإن كانت غير متكافئة، ستتسبب بخسائر فادحة لجميع أطراف القتال، وإسرائيل ستكون مضطرة للاستعانة بالقدرات العسكرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة".

وأوضح الخبير أن "إيران وحلفاءها، رغم التهديدات العسكرية المتواصلة، لا يرغبون في مثل هذه المواجهة، خاصة أنهم يدركون الخسائر التي سيتعرضون لها، كما أنهم يفضّلون الحروب بالوكالة على المواجهة المباشرة".