دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الجمعة، عقب استقباله قيادات سياسية إلى تشكيل حكومة على قاعدة الكفاءة، وإلى تقديم برنامج في مستوى طموحات التونسيين، بعيدًا عن كل المحاصصات الحزبيّة.
وخلال استقباله مساء الجمعة 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بقصر قرطاج الرئاسي راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة، قال سعيد إنّ أهم معيار في تشكيل الحكومة القادمة هو الكفاءة، وجدّد التأكيد على دوره الجامع لكلّ التونسيين والضامن لوحدتهم خدمةً للمصلحة الوطنية، وفق تعبيره.
من جانبه، قال الغنوشي إنه أطلع رئيس الدولة على النتائج الأولية للمباحثات التي أجراها حزب حركة النهضة مع عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنيّة، في إطار تكوين الحكومة الجديدة، دون أن يقدم تفاصيل عن نتائج المشاورات حتى الآن.
وعقب لقائه الغنوشي، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد نبيل القروي في قصر قرطاج.
وأفاد القروي بأنّه قدّم تهانيه من جديد لرئيس الجمهورية ورحّب بدعوته للتشاور، مؤكّدًا أن حزب قلب تونس داعم لرئيس الجمهورية ولكل المبادرات التي تخدم الصالح العام.
وعبّر عن أمله في أن تكون العهدة الرئاسية ناجحة اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وأن يتمّ التسريع بتكوين حكومة جديدة مدعومة بأكبر حزام سياسي ممكن لمواجهة تحديات المرحلة القادمة.
وفي وقت لاحق مساء الجمعة، التقى الرئيس التونسي بشكل منفصل في قصر قرطاج كلًا من الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو ونائبه محمد الحامدي، إضافة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وأكّد الرئيس التونسي عقب اللقاءات على ضرورة تغليب جميع الأطراف للمصلحة الوطنية والتسريع بتكوين حكومة جديدة تنكب على إيجاد الحلول اللازمة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وتلبّي آمال الشعب في الشغل والكرامة الوطنية، بعيدًا عن كل أشكال المحاصصة الحزبية وفي إطار الاحترام التام لمقتضيات الدستور.
وقال متابعون لمسار مشاورات الحكومة لـ"إرم نيوز" إن هذه هي المرة الأولى التي يعبّر فيها الرئيس قيس سعيد عن تصوره للحكومة القادمة من حيث تركيبتها ومواصفاتها، مشيرين إلى أنّ تأكيد سعيد على معيار الكفاءة والتحذير من المحاصصات الحزبية فيه رسالة واضحة لحركة النهضة بأنّ مساعيها لرئاسة الحكومة لمجرد حصولها على الأغلبية النسبية من المقاعد في البرلمان هو "توجه خاطئ وتصور محدود لمبدأ التكليف بتشكيل الحكومة".
وأوضحت المصادر ذاتها أنّ قيس سعيد "بات على قناعة بضرورة التدخل لإخراج مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة من المأزق الذي تعيشه؛ بسبب إصرار النهضة على تكليف أحد قياداتها بتشكيل هذه الحكومة، وأمام رفض طائفة واسعة من مكونات المشهد السياسي الانخراط في المشاورات".
وأضافت أنّ تدخل سعيد في هذه المرحلة "يحمل تلميحًا بإمكانية سحب البساط من الحركة التي باتت وحيدة في مسار تشكيل الحكومة".
وأشارت إلى أنّ لقاء سعيد والغنوشي "يأتي بعد يومين من لقاء الرئيس بأبرز قيادات حركة الشعب بمنزله يوم تنصيبه رئيسًا، معتبرة أن في ذلك دلالة على ميل الرئيس إلى التوجه الذي اقترحته حركة الشعب بضرورة تدخل رئيس الدولة لتصحيح المسار واختيار الشخصية التي يراها الأكفأ والأقدر على مهمة تشكيل الحكومة الجديدة".