أثارت الرسالة التي وجهتها حركة النهضة الإسلامية إلى مالك قناة "الحوار التونسي" سامي الفهري، تحذره فيها من بثّ تحقيق بعنوان "كشف أسرار حركة النهضة"، الكثير من الجدل في تونس، حيث عبر عدد من الصحفيين عن مخاوفهم مما اعتبروه "سياسة تكميم الأفواه" وتهديد حرية التعبير.
ونشر الفهري، عبر حسابه الرسمي على "انستغرام"، صورة الرسالة التي حملت توقيع الممثل القانوني لحركة النهضة يحيى بوشداخ، وكانت بمثابة "تنبيه" بعدم بثّ التحقيق الصحفي الذي قال صاحبه إنه "سيكشف أسرار حركة النهضة وبعض من قياداتها".
وجاء في الرسالة، أنّ "النهضة تنبّه على سامي الفهري بأنها ستلجأ في حال إصراره على بث أو إعادة بثّ هذا النوع من البرامج أو اللقطات الإشهارية، إلى التقاضي الجزائي والمدني وتحميل قناة الحوار التونسي المسؤولية الجزائية، إضافة إلى مطالبة سامي الفهري بالتعويضات المدنية الكاملة عن كلّ نشر إشاعة في حقّها أو سعي لتشويه صورتها".
وعبر عدد من الصحفيين التونسيين عن غضبهم مما اعتبروه "الرسالة الخطيرة"، مؤكدين أنها "تهدّد حرية التعبير في تونس وتشكل خطرًا على حرية الصحافة والإعلام"، منوهين إلى أن "مثل هذه الممارسات ذهبت مع نظام بن علي ولا يمكن أن تعود أبدًا".
إزاء ذلك، عبرت الصحفية مريم جوادي، عن تفاجئها من رسالة حركة النهضة إلى مالك قناة الحوار التونسي، مشيرة إلى أن "الحركة تجاوزت حدودها وباتت تشكل خطرًا على حرية التعبير والإعلام في تونس".
وقالت جوادي لـ"إرم نيوز"، إن "أنصار حركة النهضة شنوا هجومًا حادًا على الصحفيين والعاملين بالقناة المذكورة، منذ أكثر من شهر، وإن عددًا من الصحفيين طالهم العنف اللفظي والمادي في الأسابيع الأخيرة، وإن الأمر أصبح أكثر خطورة باستعمال التهديد والوعيد ضدّ الصحفيين".
وكانت قناة الحوار التونسي الخاصة، نشرت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، جزءًا من تحقيق صحفي بعنوان "كشف أسرار حركة النهضة"، ظهر فيه محامٍ تونسي يدعى الصادق بالطيب وهو يروي تفاصيل وأسرارًا لقضايا وتهم تلاحق حركة النهضة وبعض قياداتها، خصوصًا فيما يتعلق بقضية "الهبة الصينية" الشهيرة.
وبعد ساعات قليلة، حذفت القناة التحقيق من جميع منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار الكثير من الجدل والتساؤلات وحقق نسب مشاهدة عالية، في حين أعادت بعض الصفحات على "فيسبوك" نشر التحقيق المثير للجدل.