اتهم رئيس جزب الائتلاف الجمهوري الليبي، عزالدين عقيل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاولة استغلال الهدنة بين حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج والجيش الوطني الليبي لإغراق ليبيا بالمرتزقة.
وقال عقيل، في لقاء مع "إرم نيوز"، إن "الهدنة في ليبيا كانت خدعة أرادها أردوغان لتعزيز حكومة السراج بالمرتزقة وبما استطاع إرساله من الأسلحة والعتاد والذخائر، وأرادت منها أوروبا أن تقيم مؤتمر برلين لكي تعيد سحب ليبيا من براثن كل من روسيا وتركيا واستعادتها من جديد"، وفق قوله.
وأضاف: "لذلك صرخ وزير الخارجية الفرنسي في اليوم التالي لمؤتمر برلين بأنه يشعر بالفخر لأن أوروبا استعادت من جديد التأثير المباشر في ليبيا".
وقال عقيل: "لهذا السبب كانت الهدنة خدعة، وإلى الآن لا يتوفر فيها ما يجعل منها هدنة قادرة على الصمود أو على وقف طويل المدى لإطلاق النار خاصة أن الآليات التي اعتمدها الغرب ضعيفة وقد تؤدي إلى عودة الحرب"، وفق تعبيره.
وبخصوص إرسال مقاتلين مرتزقة إلى ليبيا، أكد عقيل أن العدد يتراوح بين 3000 و6000 مقاتل، مشيرا إلى آخر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إنه يتسم بالمصداقية، جاء فيه أن عدد المقاتلين المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا يقدر بـ 4600 مقاتل.
"الوفاق" انتهت
من جهة أخرى، قال عقيل إن "حكومة الوفاق انتهت، وكل العالم اتحذ قرارا بذلك من دول الإقليم والقارة الإفريقية والولايات المتحدة وأوروبا، والكل يسعى الآن من أجل إنشاء مجلس رئاسي برئيس ونائبين وفصل الحكومة عن هذا المجلس".
لكن عقيل حذر من أن هناك احتمالا بأن يتموقع الأشخاص الموجودون في حكومة الوفاق اليوم في المؤسسات السياسية القادمة، موضحا أن "استعادة هؤلاء لمكانتهم سيعيد الأمور إلى المربع الأول وسيطلق هؤلاء ما في أنفسهم وأفكارهم"، وفق قوله.
وأكد أن الموقف من التدخل التركي في ليبيا لا يمكن إلا أن يكون موقف الغاضب والرافض، مشيرا إلى أنه حتى العنف والفوضى اللذين اتخذهما أردوغان للتدخل في ليبيا ليسا أمرا طارئا بل كانا أمرا قائما منذ عام 2011.
وأضاف أن "ما زاد استفزاز الليبيين أن هذا التدخل ارتبط مباشرة بحماية المذكرة البحرية التي يراها أردوغان كنزا، وأراد أن يقدم الليبيين ضحية على هذا المذبح، ومن ثم فإنه عندما تشعر أن ثمة دولة أخرى تريد أن تقيم محرقة في بلدك فإن موقفك سيكون موقف الرافض والغاضب"، بحسب تعبيره.
واعتبر عقيل أن مخططات أردوغان تستهدف القارة الإفريقية برمتها، لكن تدخله في ليبيا مرتبط بالاتفاقية التي وقعها مع حكومة السراج، مشيرا إلى ما قاله الرئيس التركي من أن "صمود الاتفاق البحري يتوقف على صمود حكومة الوفاق، وبالتالي فإن السقوط الحر والانهيار الكامل لهذه الحكومة من خلال تدخل الجيش واستكمال تحرير البلاد يراه أردوغان خطرا".
وبخصوص تقييمه لأداء المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، قال عقيل إن سلامة "مجرد موظف يتعامل مع الحالة الليبية كما يتعامل الطبيب مع مريض سرطان لا يعرفه، معتبرا أنه يحاول أن يتعاطف مع هذا المريض ويقوم بما يجب القيام به تجاهه".
وأكد أن المنظمة الأممية مهمشة وتتحكم فيها القوى الكبرى، لكن من حيث الفاعلية ليس لها أي فائدة في ليبيا، على حد قوله.