الجيش الإسرائيلي يعلن أنه استهدف مقاتلين من حزب الله في مسجد بجنوب لبنان

logo
المغرب العربي

تونس.. هل تقود استقالات "قادة النهضة" لـ"انتفاضة" ضد الغنوشي؟

تونس.. هل تقود استقالات "قادة النهضة" لـ"انتفاضة" ضد الغنوشي؟
06 مارس 2020، 2:41 ص

عمّقت استقالة القيادي البارز في حركة "النهضة" التونسية عبد الحميد الجلاصي، الانقسامات داخل الحركة، وفتحت الباب أمام التكهّن بظهور ما يشبه "الانتفاضة" ضد رئيسها راشد الغنوشي.

وأعلن الجلاصي، وهو من القيادات التاريخية للحركة، مساء الأربعاء، استقالته من الحركة بعد أربعين عاما من النشاط داخلها، وانتقد وجود اسم راشد الغنوشي على رأس الحركة لمدة خمسة عقود، معربا عن رفضه المشاركة في "المسرحية"، على حد قوله.

هذه النقطة التي كانت سببا مباشرا في استقالة واحد من أبرز قياديي النهضة، كانت هي الأخرى سببا في استقالة آخرين خلال الفترة الماضية، أبرزهم زياد العذاري الأمين العام للحركة، ما يشي بأن حالة التذمر تضرب رأس الحركة وليست قواعدها فقط.

ولفت انتباه المتابعين للمشهد التونسي هذا التململ الذي بدت عليه الحركة الإسلامية، والذي برز إلى السطح من خلال انتقادات علنية غير مسبوقة من قادتها ضد رئيسهم راشد الغنوشي، وهو -برأيهم- مؤشر لافت على بداية انتفاضة لوضع نهاية لفترة رئاسته، مع قرب المؤتمر العام للحركة.

وفي هذا المعنى، تحدث المحلل السياسي التونسي المنصف المالكي، عن أن استقالة الجلاصي "كانت منتظرة وهي تتويج لتراكمات داخل الحركة بدأت باستقالة مدير مكتب رئيس الحركة زبير الشهودي مرورا بأمين عام الحركة زياد العذاري واثنين من القيادات الشابة من أعضاء مجلس الشورى"، وهي استقالات قال إنها "تعبر عن احتجاج صريح من هؤلاء القادة على التوجهات العامة للحركة وخصوصا ما يتعلق بتفرد رئيسها بالرأي".

أما عن بداية الأزمة، فقال المالكي لـ"إرم نيوز" إنّ "الخلافات نشبت مع تشكيل القوائم المرشحة للانتخابات التشريعية الصيف الماضي، وتدخل الغنوشي لفرض أسماء أسقطها مجلس الشورى (الهيئة الاستشارية الأولى داخل الحركة) وكذلك تدخلات الغنوشي إبان مرحلة تشكيل حكومة الحبيب الجملي والسعي إلى التأثير على مجلس الشورى للذهاب نحو التصويت لتلك الحكومة".

لذلك؛ توقع المحلل التونسي، أن تمثل هذه التطورات مقدمات لـ"انشقاقات حادة وربما تؤسس لنهاية مرحلة وبدء صعود تيار (متمرد) داخل حركة النهضة"، خصوصا إذا ما تم تأجيل المؤتمر الذي كان مبرمجا هذا العام أو التلاعب بإرادة قواعد الحركة، بحسب قوله.

أما المحلل السياسي أيمن العلوي، فرأى أن الانشقاقات باتت ثمة غالبة على الحركة وأن رئيسها متفطن إلى هذا الأمر وقد سعى إلى احتوائه، موضحا أن الغنوشي دافع بقوة على تنصيب القياديين البارزين لطفي زيتون وعبد اللطيف المكي في مناصب وزارية بالحكومة الجديدة، وهما من القيادات التي عبرت من قبل علنا عن امتعاضها من توجهات رئيس الحركة.

وأكد العلوي لـ"إرم نيوز" أنّ النهضة تواجه اليوم واحدا من أصعب اختباراتها منذ 2011، في علاقة بقياداتها من الداخل وبقواعدها التي لم تخف تململها وامتعاضها من الخط الذي باتت تنتهجه، متوقعا حصول استقالات جديدة، خصوصا إذا تبين أن هناك تلاعبا لتأجيل المؤتمر أو الالتفاف على إرادة قواعد الحركة، بحسب قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC