حزب الله يقول إنّه تصدى لـ"محاولة تسلل" إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان

logo
العالم

ردا على "الجنائية الدولية".. هل يصعّد "ثعلب الصحراء" هجماته في الساحل الأفريقي؟

ردا على "الجنائية الدولية".. هل يصعّد "ثعلب الصحراء" هجماته في الساحل الأفريقي؟
إياد آغ غالي (يمين) ووزير خارجية بوركينافاسو الأسبق جبري...المصدر: رويترز
07 يوليو 2024، 12:07 م

كثّفت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة الساحل الأفريقي المرتبطة بتنظيم "القاعدة" هجماتها في الأيام الماضية؛ ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك ردا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقال زعيم الجماعة إياد آغ غالي، الملقب بـ "ثعلب الصحراء".

ويأتي إصدار مذكرة الاعتقال بحق غالي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؛ بسبب هجمات شنتها جماعته أوقعت المئات من القتلى والجرحى في مالي وبوركينافاسو والنيجر.

ردّ ميداني

ورجّح المحلل السياسي المالي قاسم كايتا أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدا من إياد آغ غالي المعروف بخبثه الميداني؛ بسبب مذكرة الجنائية الدولية، "فهو لن يجد ردا أنسب من ذلك"، وفق تعبيره.

وأوضح كايتا، لـ "إرم نيوز"، أن "فرضيات القبض على غالي وتسليمه تبدو ضئيلة للغاية، إذ أنّ لديه مناطق نفوذ شاسعة في مالي ويظهر بشكل دوري في كلمات موجهة لأنصاره، لذلك أعتقد أنه سيرد بشكل عنيف على مذكرة اعتقاله الدولية، وأعتقد أن المحكمة باتت تتسرع في إصدار مثل هذه المذكرات، وهي التي لا تملك أية آليات أو نفوذ قادر على استدراج زعماء هذه الجماعات المتشددة"، بحسب قوله.

أخبار ذات علاقة

ما سرُّ تصعيد الجماعات المتشددة لهجماتها في الساحل الأفريقي؟

 

وأوضح كايتا أن "المشكل الحقيقي الآن هو أن المدنيين سيدفعون الثمن في ظل الهشاشة الأمنية الموجودة في دول مالي وبوركينافاسو والنيجر، إذ قد يكون المزارعون وغيرهم هدفا محتملا لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"؛ وهي من أخطر الجماعات المتشددة في المنطقة".

أما الخبير العسكري عمرو ديالو، فيعتقد أن "إياد آغ غالي ربما يخبئ شيئا ما، لم يصدر بعد أي تعليق عنه إزاء إصدار مذكرة اعتقاله؛ ما يعني أنه يسعى إلى الرد ميدانيا، والجيش المالي ليس له من الإمكانيات الآن لشل قدرات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، وفق تقديره.

لا مؤشر على المحاكمة

وأضاف ديالو، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "آغ غالي من أخطر العناصر المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي، ومعظم التهم التي يواجهها الآن دوليا تتعلق بالاغتصاب والقتل والتعذيب، لكن لا يوجد أي مؤشر على إمكانية إخضاعه للمحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من المحاكم".

وشدد على أن "قوات آغ غالي تقدر بالآلاف؛ لذلك شُنَّت هجمات في الأيام الماضية لإرسال إشارة بشأن قدرة الجماعة على الاستمرار حتى بعد إصدار مذكرة الاعتقال من قبل المحكمة الدولية التي أبقت على تحقيقاتها بشأن إياد آغ غالي سرية؛ بالنظر إلى المخاطر التي كان يواجهها شهود".

واعتبر ديالو أنّ "فرص تسليم غالي ضعيفة جدا، وسيحاول استغلال هذه النقطة، أي إفلاته من العقاب، للضغط على القوات المحلية في مالي وبوركينافاسو والنيجر، وذلك في إطار رده على خطوة المحكمة الجنائية الدولية".

تجدر الإشارة إلى أن غالي ينحدر من الطوارق في شمال مالي، وبرز للمرة الأولى خلال تمرد الطوارق في التسعينات.  

وبعد أن حُلَّت الأزمة، زاول نشاطا اعتياديا قبل أن يعود علنا إلى التشدد مجددًا في عام 2012، مع الجماعة التي أُنْشِئَت حديثا، والتي تسمى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين".

وفي ذلك العام، أطلق الانفصاليون الطوارق تمردا في شمال مالي، وسيطروا سريعا على هذه المنطقة، وأدت تلك الأحداث إلى صراع امتد الآن إلى وسط البلاد، وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC